البارت الخامس ♥️

4.4K 79 5
                                    


انتبه من شروده , على صوت نغمة هاتفه .
حين وصلته ملاحظة صوتية من شقيقته الشقية .. نجد .
فتحها على الفور , ليتفاجأ تماما مما سمع .
واحترق شوقا لمعرفة ما قالته يُمنى .
أرسل رسالة قصيرة فحواها ( وش قالت يا نجد ؟ ) .
ظل ينتظر ردها بفارغ الصبر , وعيناه كانتا متسعتان باستغراب .
وهو يراها متصلة , ولكنها لا ترد .
هل هو مقلب ؟
أرسل المزيد من الرسائل يسألها فيها عما تقصد , إلا أنها لم تجيب .
تأفف يهم بالعودة إلى الداخل , وهو يتوعد بنجد .
ولكنه توقف حين وصلته ملاحظة صوتية أخرى .
فتحها بلهفة , ليعقد حاجبيه ويخفض الصوت بسرعة .. وهو يستمع إلى صرخات يُمنى التي تصرخ بنجد , مع ضحكات نجد , وتشجيع حسناء المضحك ليُمنى .
ملاحظة أخرى لنجد وهي تتنفس بصعوبة ( آسفة عايض بس كان في عنف أسري هنا بغت تقتلني هاليُمنى , أنا آسفة أسحب كلامي ما أقدر أتقبلها كفرد من عايلتنا بان الوجه الحقيقي ليُمنى ) .
هز رأسه باستياء وعاد إلى الداخل وهو يضحك , ويشعر بالانتعاش لسماعه صوت يُمنى .
حين جلس .. سقطت عيناه على الضيف الجديد الذي لم يأتِ باكرا , بل للتو وهو يهمون بالمغادرة صباح الغد .
كان حمود , زوج شقيقة مساعد الصغيرة .
وهو أيضا , الشقيق الأصغر .. لــ سلمان !
تنهد عايض بضيق , ولف وجهه عنه حتى دون أن يسلم عليه .
كان حمود منشغلا بالحديث مع البقية , حين سقطت عيناه على عايض فجأة , شعر بالحرج هو الآخر .
لم يقابله أو يره منذ خمس سنوات .
لمَ ظهر فجأة على حين غرة ؟
أخبرته هديل عن اتيانه , إلا أنه لم يتوقع أن يشعر بالضيق هكذا إن رآه أمامه .
وقف واتجه ناحيته / عاش من شافك يا عايض .
رفع عايض رأسه ونظر إليه بجمود , ثم وقف ليصافحه وهو يوميء برأسه دون أن يقول شيء .
عاد حمود إلى مكانه سريعا .
هو أيضا لا يريد أن يتبادل معه الحديث , إطلاقا !

____

في الصباح الباكر ..

كان الجميع جاهزا للمغادرة , الا بعض اخوة يُمنى الغير مستعجلين أبدا .
فلقاءاتهم تصبح قليلة جدا في أيام المدارس والعمل .
حتى أنهم حاولوا أن يجعلوا يُمنى تؤجل ذهابها إلى المدينة , إلا أن حسناء لم تسمح لها .. فلديها عمل في الصباح الباكر .
ويُمنى أيضا عليها أن تجهز أغراض المدرسة , بما أنه لم يبقى الكثير على بدء الدوامات .
نامت يُمنى باكرا كما أمرتها حسناء , ثم استيقظت في وقت مبكر وقبل الفجر تجهز حقيبتها وأغراضها المهمة .
وهي في غاية التوتر والارتباك , خاصة حين أدركت أنها ستكون في نفس المدينة التي بها ( عايض ) وعائلته .
كانت جاهزة تماما , ترتدي عباءتها وتلف وشاحها .. حين نزلت تحاول أن تسحب الحقيبة الكبيرة خلفها .
نظرت إلى الأسفل وهي تسمع صوت حسناء / خلي الشنطة عندك , مساعد روح نزلها .
صعد مساعد سريعا وحمل الحقيبة عنها .
لتهبط هي برقتها المعتادة .
تأففت حسناء تنظر إليها بغيظ / هذي الرقة والنعومة ما تمشي معي يا يُمنى , ما تنزلين من الدرج بهالطريقة .
نظرت إليها يُمنى باستغراب , حين صعدت حسناء السلم بخطوات واسعة , لتقف في الأعلى / اعتبري هذا أول درس يا سندريلا .
وبدأت تنزل بخطوات واسعة , تترك سلما وتهبط على الآخر .. حتى وصلت إلى الأسفل في لحظات خاطفة .
مساعد بضحكة / أبو الشباب , حتى أنا ما أنزل بهالطريقة هههههههههه .
حسناء بحدة / اسكت انت وحط الشنط في سيارتي ما ودي أسرع وأسوي حادث , يلا يُمنى .
أكملت النزول بخطوات واسعة تحاول أن تقلد حسناء , إلا أنها ضحكت عاليا حين لم تتمكن .
تأففت حسناء وهزت رأسها بأسى .
لتلف وشاحها وتتلثم به .

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.Dove le storie prendono vita. Scoprilo ora