البارت التاسع عشر ❤️

2.4K 52 11
                                    


حرفيا ، لا ترغب شيئا في هذه اللحظات سوى أن تنام .
تنام طويلا ولا تشعر بأي شيء .
تقصد ألم قلبها الشديد على فقدان ابنها الذي انتظرته طويلا .
طوال تسعة أشهر .
تلك الشهور المتعبة للغاية بالنسبة إليها .
كان الحمل صعبا للغاية ، ليس بسبب سنها .. بل بسبب جسدها الذي لم يكن قويا كفاية .
إلا انها كانت سعيدة وراضية ، وتحملت كل تلك الآلام بكل رضا وسرور .
حتى أنها لم تشتكِ كثيرا ، لأنه فعلا .. كان تعبا لذيذا .
وحتى رغم تعبها الذي زاد في الأيام الأخيرة ، كانت متحمسة جدا .
تعد الأيام وتنتظر ميعاد الولادة بفارغ الصبر .
ليحصل ما حصل ، وفقدت جنينها إلى الأبد .
حتى الآن وقد مر يوم ونصف على سماعها ذلك الخبر ، لم تتمكن من تصديقه !
تشعر بأنها يخدعوها ، يكذبوا عليها لأي غرض كان .
سواء مزاح أو أي شيء آخر .
لذا ان اكتشفت انه كان خداعا ربما لن تفعل شيئا سوى الضحك من شدة الفرح .
أتى إليها الكثيرون من أقاربها وأقارب زوجها في وقت الزيارة ، وطوال ذلك الوقت أيضا كانت مغمضة عيناها ولم تتجاوب معهم إطلاقا .
بدت شاحبة كالأموات .
التفتت ناحية الباب حين فُتِح ، لتبصر حمود الذي ابتسم لها ما إن رأى عينيها مفتوحتين / سلام عليكم .
ردت بصوت منخفض / وعليكم السلام ، وين كنت ؟ ما تدري قد ايش حسيت بالوحشة لما فتحت عيوني وما لقيت أحد .
أسرع ناحيتها وجلس بجانبها على السرير ، ليمسك بكفها ويقبلها قائلا / آسف يا قلبي ، أنا موجود على طول بس رحت أصلي المغرب ورجعت الحين .
هديل / وين أهلي ؟ ليش ما أشوفهم ؟ قعدوا شوي وراحوا ؟
حمود / مو مسموح لهم يقعدون يا هديل ، بس شخص واحد يبقى مرافق معك .
جلست هديل بمساعدة حمود لتقول / ما حسيت انهم بخير ، في شيء صاير ؟
حمود الذي لم يرغب بإقلاقها أكثر وهي أساسا ليست بخير / لا أبد ، أكيد انهم متأثرين معك .
سكتت هديل قليلا على اثر تحدثه في ذلك الموضوع لتسأل / على هالطاري حمود ، صدق ... الجنين مات ؟
أجفل حمود مجددا ، لم تكن هذه المرة الأولى ولا الثانية التي تسأل بها هذا السؤال ، بل أنه لم يتمكن من عد المرات التي سألت فيها .
ليمسح على شعرها بحنان / هديل يا روحي ، أدري انك صدق مصدومة بس ...
قاطعته برجاء / دفنتوه ؟ أبي أشوفه يا حمود الله يخليك ، انتظرته تسع شهور ، ما يصير ما أشوفه ولا مرة وحدة ، أرجوك يا حمود .
نظر إليها حمود بحزن ثم قبل جبينها / راح تشوفينه إن شاء الله .
أمسك وجهها بكلتا يديه / وربي راح يعوضك أكيد .
هزت رأسها بوهن / إن شاء الله .
رفعت رأسها إليه وهي تتذكر شيئا / حمود ، متى آخر مرة شفت فيها سلمان ؟
حمود باستغراب / قبل خمس سنين .
هديل وعيناها بعينيه / متأكد ؟
حمود / إيه ، ليش تسألين ؟
هزت هديل كتفيها بحيرة / بس كذا .. فضول ، ما عندكم أي خبر عنه ؟
حمود / لا .
وبتردد / هديل بعد شوي بيجون يحققون معك ، يسألون كيف طحتي ومين كان معك .
رفعت عيناها بصدمة / ليش ؟
حمود / عمي ما هو مرتاح ، وأنا ...... أنا بعد حاس انه ....
وضعت هديل يدها على فمه بانزعاج / إياك تكمل حمود .
نظر إليها بتعجب ، وأكملت هي / لا تشك بأحد ، أنا طحت لوحدي .
حمود بشك / متأكدة ؟
ضحكت هديل / أنا أدري انت حسيت انه في شيء غريب لأنه عمتي كانت عندي ؟ وقبلها كنا شبه متهاوشين ؟ وش هالدراما بخيالك حبيبي ؟
ارتبك حمود ولم يتمكن من قول شيء ، لتكمل هي بابتسامة بعد أن امسكت بكفه / صدقني حتى لو كانت تكرهني مستحيل تأذيني بهالشكل ، هي تدري انك تحبني وتنتظر البيبي مثلك مثلي ، مستحيل تسوي هالشيء هي مو ضرتي يا حمود .
تنهد حمود براحة وهو يلمس الصدق في نبرتها ، ثم عانقها / الحمد لله إنك بخير .

رواية | وبي شوقٌ إليك أعّل قلبي.Where stories live. Discover now