الفصل السابع عشر

486 20 0
                                    

الفصل السابع عشر

مر شهران اخران كانت حياه في شهرها السابع... تقف أمام المرأه تعيد ظبط فستانها... كانت ترتدي فستان باللون السماوي ضيق يبرز بطنها المنتفخه بفتحه من ساقها اليمني حتى الاسفل.. بينما من الاعلي به ذراع واحد بكات

رفعت شعرها على هيئه ذيل حصان بعدما جعدته
استمعت لطرقات الباب ليدلف عمار الذي كان يرتدي قميص باللون السماوي وبنطال اسود اللون
هتفت بإعجاب :بسم الله ما شاء الله... اي الجمال دا... خلصتي يا حبيتي
هزت رأسها ايجابا لتتحدث بتسأل :عمار انت جبتني هنا ليه؟... اخذت تقلده وهو يتحدث:يلا يا حبيتي البسي هنروح الساحل

اقترب منها يمسك بيدها يتجه بها  الي الاسفل
لتتحدث بفزع :استنى هجيب شال مش هينفع اطلع كدا
هز راسه لها نفيا يقترب من اذنها يهتف بشغف :محدش هيشوفك النهارده غيري
حياه بدلال :طيب انا قلت بس عشان متزعقش بعد كدا

اكملت طريقها معه لخارج منزلهم ولكن من الجهه التي تطل على الشاطئ... لتجد ارضيته ممتلاءه بالورود على طول طريق نهايته الشاطئ بينما داخل البحر يوجد فراش باللون الأبيض مرفوع عن الموج بعده أمتار بينما يوجد شعل من النار على جانبي طريق  الورود

استدارت له تكاد تسأله عن ما يحدث  لتجده يهتف بحب :كل سنه وانتِ طيبه يا حياتي وعقبال السنين الجايه واحنا مع بعض والسنه الجايه تكون كوكي ماليه حياتنا سعاده.... كل سنه وانت امنيتي الوحيده

مسح دموعها التي تنهمر ليهتف بمرح :في اي يا حياه انت كل كلمه بدموع... دا انت كنتي دراما من غير حمل... بالحمل بقيتي دراما كوين
ابتسمت له لتحتضنه وهي تهتف :ربنا يخليك ليا... كل سنه بقول دا احلى عيد ميلاد بس السنه اللي بعدها بلاقي حاجه احلى.... ربنا يقدرني وردلك اللي بتعمله

تنهد عمار يهتف بعشق :كفايه انت في حياتي دا احسن حاجه تعمليها
حياه :ااه
عمار بتأكيد :ايوه والله يا حبيبتي
حياه بصراخ:اااه الحقني
ابتعد عنها يسألها بتعجب:في اي يا حياه مالك؟
حياه بصراخ :اااه الحقني.... بولد يا ابن الهبله
عمار :ازي؟ انت لسه في السابع!
حياه بصراخ :وهو بمزاجي يا حيوااان.... اااه.... انت لسه هتسألني

حملها بين ذراعيه ليتوجه بها إلى المشفى
كانت مستلقيه على فراش يتوجه الي غرفه العمليات تقبض على يده بقوه لتهتف بصراخ :بت الكلب ضيعت عليا يوم ميلادي


نظرت الممرضه لعمار بصدمه ليبستم لها بتوتر يخفض راسه  الي حياه يتحدث بصوت منخفض :في اي يا حياه هي الولاده مخليه لسانك طويل ولا اي؟
حياه بصوت مرتفع :سيادتك بتستظرف... طبعا ما انت مش حاسس باللي انا فيه... ربنا يوعدك يا بن فاطمه بنفس الوجع... انت وامك

لم تتمالك الممرضه ذاتها تلك المره لتضحك بقوه
عمار بصوت منخفض :حقك... ماشي يا حياه نخلص من اللي احنا فيه بس
تحركت الي داخل غرفه العمليات... بدأ هو يدور ذهابا وايابا أمام الغرفه
ليجد تلك الممرضه تخرج تحدثت قائله:لو سمحت اتفضل معايا عشان هي عايزاك
دلف معها ليمر بغرفه التعقيم ومن ثم إلى داخل العمليات

وجدها تستلقي بتعب وجهها ممتلئ بالدموع... امسك يدها يقبلها وهو يتحدث :بطلي عياط يا حياتي وفكري ان كمان شويه بنتني هتبقا معانا
ابتسمت له بضعف ليمسح دموعها التي ملاءت وجهها
تحدثت بألم :حاسه اني بموت يا عمار
عمار:متقوليش كدا.. بعد الشر عنك.... والله كله هيعدي... ونقعد نضحك على الايام دي
حياه بتعب :بتألم اوي
قبل عمار جبينها يهتف :يا ريتني كنت انا... والله لو ينفع كنت عملتها
ضحكت عليه حياه بإلم... لتضربه في كتفه تهتف بإلم
:متضحكنيش
عمار :حاضر انا اسف

ليمر بعض الوقت تحت صراخها حتي استمع لصراخ اخر ملاء الغرفه لم يكن سوي صراخ صغيرته
قبل جبينها يهتف بعيني مليئه بالدموع :مبروك يا حياتي... كوكي نورت الدنيا

توجهت الممرضه اليه تعطيه تلك الصغيره.. لم يستطع ان يتمالك ذاته لتنهمر دموعه قبل جبينها ليتوجه بها إلى والدتها وضعها جوار رأسها لتقبل جبينها تحرك يدها بضعف تحاول لمسها
هتفت الممرضه :اتفضل معايا يا فندم عشان احتمال تحتاج حضانه

توجه عمار معها يحمل صغيرته بينما ساعدت إحدى الممرضات حياه لتبدل ثيابها
عاد عمار الي الغرفه التي نقلت لها حياه وجدها نائمه جلس على الاريكه ليخرج هاتفه
ليطلب رقم جده اجابه بعد فتره ليتحدث :السلام عليكم... كيفك يا جدي
سليم :زين يا ولدي... اخبار مرتك ايه؟
نظر عمار لتلك المستلقيه يبتسم لها ليتحدث  :والله مرتي هتخليك تنزلنا القاهره
سليم بقلق:خير يا ولدي.... حياه زينه؟
عمار بهدوء:زينه يا جدي... زينه... بس كارمن جات ونورت العيله
سليم بفرحه :ولدت.... الف حمد وشكر ليك يارب... بكره الصبح هنكون عندك يا ولدي
عمار :احنا مش في القاهره احنا في الساحل... هنقعد هنا يومين عشان كارمن في الحضانه وهنرجع... اتمنى لما نرجع نلاقيكم
سليم بسعاده:اعتبره حصل يا ولدي... دا يوم المنى يوم ما اشيل بتكم بيدي... انا كدا هموت مطمن
عمار بفزع :بعد الشر عليك يا جدي.... ربنا يخليك ليا
سليم :هو انا معمر فيها يا ولدي كلنا هنمشي... يلا روح عشان اشوف هعمل اي... وبارك لحياه
عمار :حاضر يا جدي

أغلق عمار مع جده ليتوجه الي فراش حياه استلقي جوارها ليجدها تتحدث بنعاس :كارمن.... كارمن فين يا عمار
عمار بهدوء :في الحضانه يا روحي... هما يومين وهتبقي معانا
حياه بتسأل :يومين بس
هز عمار راسه ايجابا لتحضنه بقوه وسرعان ما عادت لنومها مره اخرى

.........
بعد يومان


انتهت حياه من وضع أغراضها في حقيبتها هي والصغيره... بينما كان عمار يجلس على الاريكه يحمل صغيرته

هتفت حياه بضيق:احنا بدأنا؟
عمار بتسأل :بدآنا ايه يا حبيبتي؟
حياه بضيق اكبر:بدأنا دلع وتنساني.. زمان كنت بتساعدني في كل حاجه
تحرك عمار لها يقبل جبينها يتحدث بهدوء:مش قلتلك اقعدي بيها وانا اجهز الشنط انت قولتي لا هعملهم انا
هزت رأسها ايجابا
لتتحدث بحزن :هو ليه محدش رن علينا من العيله
عمار بلا مباله:تلاقيهم مشغولين... يلا بينا لو خلصت

توجهت معه إلى السياره التي عادت الي منزلهم في القاهره
فتح عمار باب المنزل لتدلف حياه التي تحمل صغيرتها ضمت صغيرها إليها بفزع تصرخ حينما دوى صوت انفجار في المنزل...
بقلم جهاد عهدي

اترككم في حفظ الله ورعايته 💙

حياةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن