١٣-|في رِحابِ أحضانهِ|

2K 170 210
                                    

«الرياح ما عادت تُعاند السفينة وتأتي بما لا تشتهي بل باتت تُشفق عليها؛ فسُفنُنا بمحظ الإرادة أختارت الغرق».

نحنُ ما زلنا على حافة الغرق ننظر للأُفق البعيد بأُمنية النجاة، للُجة بحرٍ تُنادينا بخبث: "إذ أردت إكتشاف أسرار مُحيطُكَ العميق عليك خوض غِمار السباحة والغرق"، من يظُن إن النهاية تقبع في القاع بصندوقٍ مُغلق مليء بالأسرار وحين نفتحه والكشف عنها يُسدل ستار الخِتام؟ ما هو الا مُخطأ وساذج، ما يحدُث بعده ما هو إلا تمهيد لإعصار فاق بعاصفتهِ "تسونامي" يبتلع بجوفه أطراف الصراع بنهم وجشع ...
صراع الحُب والكُره ...
الأمل والألم ...
المُسامحة والخطيئة ...
وهنا ويتوقف الصراع الذي لا فائدة منه وتنهزم كُل الأطراف بوجه الحقيقة، حقيقة إن ليس كُل الآثام قابلة للغُفران، ولا يعني كُل ألم ينتهي ويحل الأمل مكانه، وأما الحُب والكُره! فذلك القتال الأشرس، قتال سرمدي سيبقى قائمًا ولا الأبطال ولا الكاتب يعلم نهاية صراعهم؛ الوقت البطيء لا يمُر، يرتجف جسد التوأم الفاقد لنصفه غير مُدرك وغير واعي لما يُقال، ويتفاقم ألم الآخر الناتج من أمل لا يُباح لهُ الولادة، صدمة قاسية أم فاجِعة أقسى؟ إختيار مُسمى لوجعهُم من أصل وجَّعين، بكُل الإختيارات قلبهم ينسحق أسفل مطارق الألم، كُل ما فيهم يبكي وينهار ألا عيناهم اللتان شلتهما الصدمة، حدق الأخ بهِ بصدمة فوجدهُ يُحدق بالموظفة بعدم تصديق لا تقل عنه بوجه قد خُطف لونه من أثر الصدمة والألم، بعد صمتٍ قاتل تحرك لسانه بصوت متلعثم غير مُدرك لما يُحدُث:
-بتقولي إيه؟ أكيد في غلط!.

هنا وعادت الصورة لمسارها الطبيعي، اباح التوأم لجسده حُرية السقوط، حُرية التصديق وشرع بقلبه نافذة الفرح التي أغلقها منذُ خرجت منها روح توأمه:
-ولاد حور، حور راحت وسابت لينا تلاتة من ريحتها، آدم أختي سابتني بس سابت ليا ذكرى.

ألتقطهُ الآخر بمُساندة، يلجم كسر روحه، ويُخرس نواح أُمنيته بقسوة فعليه مُساندة الآخر، يتغلب هو الآخر على صدمته بأن الصغار أطفال صديقهُ الراحل ليبقى هو العمود الثابت كي لا تسقط خيمة الأمان فوق رأسه ورأس شقيقته، فالآن هُم يحتاجوه:
-جاسر أجمد كده مش وقت إنهيار ويلا لأُختك لا يحصل ليها حاجة.

عاد بنظرهِ للموظفة يتمنى رُغم الكسر أن تجهُر فجأة بتحقيق الأُمنية حتى وإن كانت كذبًا، فرآها تُحدق بالشاشة بملامح مُبهمة غير واعية للألم الذي تسببت بهِ لقلبه، أسند جاسر وكاد يخطو الخطوة الأولى لكن صوت الموظفة قصف من خلفه وجمده بخوف يتحكم بهِ منذُ عرِف القاسية وأحبها:
-أستنى حضرتك في غلط بالأسم، آسفة بجد مخدتش بالي.

تراخت يداه عن جاسر، شحُب وجهه وترنح جسده خائفًا من القول القادم، لا يُريد أن يتشبث بالأمل فمن بعده سيُلاقي وجعًا لو أجتمع أطباء الكون جميعًا ما خففوه، أغمض عيناه وصوت جاسر يأتي بتوهان من الجانب، يحُثها أن تُكمل:
-أيوة كملي.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Tahanan ng mga kuwento. Tumuklas ngayon