قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.

٢٠-|سرٌ مخفيّ|

أحيانًا يُنصِفُنا القدر، ككلماتِ أُغنية كارتونية قديمة قالت ذات مرة:
يُهدينا ضوءٌ من أمل بنهاية نفق حياتنا المُظلم، أملًا لتبرأ جِراح القلب، وتُشفى آلامه وينهض من نكابتهِ، يُهدينا خيطًا رفيعًا أما أن نتشبث بهِ بعُنفوان دُفن أسفلِ رُكامِ البؤس أو روحنا التي آلفت الظلام تُحدق بهِ ببرود دون لمسهِ فيضيع!، ومنذُ متى كانت روحها مُستسلمة للظلام! هي كإسمِها "ضوء القمر" لا ينبغي أن تغيب، لا ينبغي أن تُفلت الخيط فيضيع معها عُمرًا كاملًا من عِشق، لكن مِقصلة الماضي بترت كُل بهجة والوجَّع كان يحتلُها كسوسٍ جشِع، همست بأسمه والصوت ضائع بدُنيا الوله:
-أحمد!.

صاحت زهر بمرح بغير موضِعه:
-Surprise خالو هو العريس يا مرات خالو والنهاردة كتب كتابكم يلا يا جسورة دخل المأذون.

صرخت بحدة وهي على شفا حُفرة من الأنهيار:
-أنتِ بتقولي إيه؟ إيه الهبل اللي بتقوليه ده!.

تبسمت ببرود وهي تُربت أعلى وجنتها بخفة:
-لسانك لميه يا قمر، بلا وجع دماغ ويلا سيبيه يكتب عليكِ يا حبيبتي، وأعتقد مش محتاجين فترة خطوبة وتعارف أنتِ عارفاه وهو عارفِك وهو يحِبِك وأنتِ تحبيه، توتة توتة خِلصت الحدوتة.

بكت وهي تصرخ بحدة من إستفزاها:
-بلاش إستفزاز يا زهر وأنطُقي إزاي تُحطيني في الموقف ده.

زفرت بفتور وهي تُقلب عينيها بملل:
-يا ماهي يا ماهي يا حبيبة قلبي متكبريش الموضوع ما أنا زيك كده خبط لزق ومن غير معاد ولا أي حاجة فوجئت إني متجوزة، وحلاوة اللحظة إنها تيجي من غير تخطيط ولا إحتساب.

-زهـــر بلاش بــــرود.

تبسمت بسمة صفراء باردة وهي تُربت على كتفها بخفة:
-ريلاكس بيبي، من رأي نسيب العرسان يتفاهموا لوحدهُم يلا يا جماعة.

وفور خروجهم تبسمت زهر ببرود بسمة هادئة وهي تمد يدها لتلك التي تُناظرها بشوق خفي:
-إزيك يا ميعاد؟.

صافحتها بلهفة أخترقت جِلدها وعظمها حتى وصلت لقلبها مُحدثة بهِ زلزال فاق العشرة ريختر بمقياس الوجَّع:
-أنا كويسة أنتِ إزيك؟.

أومأت لها دون رد وأنصرفت، حينها تقدمت نحوها حور تُصافحها بفتور وتجهم لم ينمحي منها منذُ علمها بقدومهٓم:
-إزيك؟.

صافحتها كما فعلت مع الأُخرى بذات اللهفة التي وصلت القلب وهذهِ المرة أغروقت عيناها بالدموع:
-كويسة دام شفتكُم.

ودون إضافة رد آخر أنصرفت تجلس جوار أخواتِها.

____________________

-إيه اللي جابك يا أحمد؟.
تسألهُ بحُرقةٍ والجرح يستفيق.

-مُمكن نتكلِم؟.
يطلُب منها بهدوء، بعينان يشُعان رجاءً.