١٨-|وليد|

3.5K 243 121
                                    

بالبداية وجب الإعتذار عن الغياب المُفاجأ ده، ولكن حقيقي أنا كُنت بمر بأسوء فترات حياتي، من مشاكل كتير أنتوا في غنا عنها، ومرضي اللي تاعبني وبقالي يومين والله العظيم بيُغمى عليا فجأة ومش بقدر حتى أتحرك، ومامت صاحبة طفولتي اللي مُقربة مني جدًا عندها كانسر عافنا الله منهُ ويشافيها وصاحبة طفولتي التانية بالمُستشفى بين الحياة والموت واللهِ، فالأيام دي صعبة صعبة بجد عليا، ألتمسو ليا العُذر يا حبايبي بالتأخير ده بس والله والله مش بأيدي خالص، يعُز عليا اتأخر كده ولكن ما باليد حيلة، عاوزاكم بس تستحملوني الأسبوعين ده مش هبقى أنزل بأنتظام فأعذروني يا غاليين، ولا تنسونا من دُعائكُم لعل أحدكُم إلى الله أقرب؛ أسيبكُم مع الفصل.

*********

اتخاذ القرارات سهل لكن تنفيذها قمة بالصعوبة، تتأرجح روحك بين التراجُع والمضي قدمًا الهروب من أرضٍ سلبت منك حبيبة الصِبا أم المضي على أرضها صامًا أُذناك عن أستغاثة الفؤاد! تلاشى الضُعف، إنمحت فِكرة العودة فور رؤية شقيقتهُ تنتظرهُ هُناك، تبسم بحنين والدموع تملء عينيه فتصُب شوقًا لقد كبِرت الصغيرة رُغم إنها لا تزال تُحافظ على طولها القصير، رأتهُ ورُغم تغيُر الملامح عرفتهُ بدليل القلب ورائحة الأُخوة تصنمت مكانها والشفتان تضحك وتبكي بذات الوقت ثواني قليلة وكانت أجسادهُم تتلاحم بعناقٍ أخوي مُشتاق يسقي كتِفها بفيض دموعه وصدره يستقبل شهقاتها برحبٍ، إبتعد عنها يتشرب من ملامحها رُغم غشاوة الدموع ما لبث إن أعادها لصدره يضُمها إليه يُقبلها بلهفةٍ مُتأسفة، يُشدد من ضمها بشوقٍ ضاري ومن بين شهقاتها تُعاتبهُ:
-هُنت عليك ٦ سنين!.

أبتلع غصة الدموع، يقول مُعتذرًا:
-حقِّك عليّا.

عانقتهُ ببكاء:
-وحشتني.

بصدقٍ إعترف أيضًا:
-وأنتِ كمان.

قبلتهُ من وجنتيه كما فعل:
-حمد الله على سلامتك.

مسح شعرها بمحبة:
-الله يسلمك، بابا فين؟.

اخبرته ببسمة واسعة:
-بابي ميعرفش إنك نزلت مصر وأنا وأمجد اللي جينا.

نظر للشاب البعيد عنهُم نسبيًا وأبتسم وهو يلف ذراعه حول كتف صغيرته يُشاغبها:
-كبرتي يا زقردة وبقيتي مخطوبة.

قالت بسعادة بعينان حنونة:
-عقبالك يا "وليـــد".

تبسم وليد العائد من الغُربة وهو يخطوا إتجاه أمجد رافعًا يديه وهو يصيح بصوت اجش:
-الغالي خطيب أُختي الحمد الله شوفتك على الطبيعة.

ضحك وهو يُسلم عليهِ بمحبة فقد جمعت بينهُم صداقة منذُ أشهُر على إحدى المواقع:
-حمد الله على السلامة يا خال العيال.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Where stories live. Discover now