٧-|حَفلةٌ|

19.9K 637 309
                                    

العشق كالبحر، عميق، ساحر، هدوءه مُربِك، وهياجة مُتعة، لذته تُكمِن بمدهِ وجزرهِ، حين يغرقُ الرجُل بهِ يهوى السباحة، لا تهمهُ الأعاصير المُدمِرة، ولا خطورة الطُوفانِ المُهلِكة وكُل ما يهمهُ هو أن يرسوا على ميناءَ حبيبته، أن ينعم بدفء شواطِئُها، ويتلحف رمالها يعُدهُم رملةً رملة؛ بعدَ حُزنٍ وبعدَ ألم، كما للحُزنِ دقائق فللسعادة ساعات دلفَ لغُرفتهِ يبتسم فرِحًا لفرحتها وبسمتِها، صدقًا مُجرد رؤية من تُحب فرحًا تنتابك حالة سرور لا حصرَ لها، جلس على السرير وهو يعبث بخُصلات شعره ينظر للجانب شاردًا مبتسمًا وبسمتها لا تُفارق العقل، ليفيق عندما إستمع لرنين هاتفه، ليخرجه ويرى من المُتصل ليجدهُ والدها أبتسم بمحبة ورَد بأحترام:
-السلام عليكم، إزيك يا عمي؟.

-وعليكم السلام يا حبيبي طمني يا أبني أخباركُم أنتَ وزهر إيه!.

طمئنهُ بهدوء:
-الحمد الله، إطمن.

تشدق الوالدُ قلقًا:
-بتصل عليكُم بقالي كتير ومحدش رد عليا ليه؟.

حك رأسه من الخلف ببعض الحرج بما سيُجيبهُ الآن! حمحم حرجًا ثم قال:
-أصلنا كُنا في الملاهي.

أتاه ردهُ مازحًا بضحكة مدهوشة:
-بتعمل بالملاهي إيه يا شحط أنتَ؟.

أبتسم حرجًا، ولكن تبخر حرجه مُجرد أن تذكر بسمتها ليقول بفخرٍ كبير بأنه أحرز أنتصارًا يُعتبر الأعظم بحياتهِ برؤية بسمتِها وإستماعهِ لنغمة ضحكتِها:
-كُنا بنلعب.

سألهُ مستغربًا، يُبعد أحتمال إن إبنتهُ معه فهو يعلمها ومن رابع المُستحيلات أن تكون معه:
-أنتَ ومين؟.

حاول أن يضبط نبرته ولا يخرج صوته هائمًا بها ولكن عانده وخرج مُتنغمًا بلحن الغرام:
-أنا وزهـــر يا عمو.

علق بتفاجُئ وعدم تصديق:
-زهر! زهر بنتي! راحت الملاهي!.

أومأ برأسه كأنهُ يراه:
-آه يا عمي زهر.

سألهُ مدهوشًا:
-وأتبسطت!.

أجابهُ وهو يستلقي على السرير كأنهُ مُراهق حديثُ العهد بالهوى:
-كانت مبسوطة جدًا يا عمي وطول ما أحنا نتفسح مبطلتش ضحك وننزل من لُعبة وتركب بالتانية.

صاح بفرحة طاغية وعيناه ملأتها عبراتُ السعادة:
-ضحكت بجد؟!.

-آه.

قال مُمتنًا ولا يعلم كيفَ سيشكُره:
-مش عارف أقولك إيه يا إبني؟ ربنا يفرح قلبك دايمًا زي ما فرحت بنتي وفرحتني معاها ربنا يحفظك يا حبيبي.

أخبرهُ بهدوء مُستنكرًا لحديثه، فهو لا يعلم ما يُمكنه أن يفعلهُ إتجاه أبنته:
-إيه اللي بتقوله ده حضرتك؟ متزعلنيش منك أنتَ زي بابا بالضبط، طب أنتَ مش معتبرني أبنك مفيش شُكر بين الأب وأبنه يا عمي وزهر ....
صمت يبحث عن كلمة يقولها ليوصفها بغير أخته لكنه لم يجد ليُكمل حانقًا:
-وبعدين زهر غلاوتها من غلاوة إيمان وسحر.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Where stories live. Discover now