١٩-|ساكن روحي|

1.7K 195 123
                                    

أن تحُب ألم، وأن تَحُب من طرف واحد يعني الحِرمان من جنة الأرض والعذاب، أجربت شعور الجحيم؟ كلا، إذن أغرق بغرامٍ من طرفٍ واحِد، أسقُط بين قلبَين وتعال حدثني عن شعورك بعدها، يحدُث أن يقتلنا الحُب ويحرقنا ثم يلفظنا من بين سطوره وروعته؛ توقف أسفل دش المياه بثيابه، شارد تمامًا غير واعي للماء القارص الذي يغرقه، صُراخها يدوي بأذنيه دون توقف ليزيد من عذابه وقهره...
"عاوز تسيبني لأدهم وتمشي؟".
لهذه الدرجة لا تودُّ العيش معه تحت سقفٍ واحد؟ لهذه الدرجة تُحب ذلك الرجل؟.

جلس القرفصاء بأرضية الحمام وتقوست شفتيه بمرارة لا يودُّ البكاء لكنه لم يستطيع فبكى بوجَّع وصراخها يدوي بعقله ممزقًا فؤاده...
"مش هسيبه سامعة، أخوكِ ده روحي من الدُنيا عاوزاني أتخلى عنه إزاي!".

ضرب رأسه بالحائط بوجَّع، ثم تمتم بصراخ مكتوم:
-مش بتحبنــــي ليه! ليه هو ليــــــه!.

نظر للأعلى، ثم كلم خالقهِ رُبما للمرةِ الأولى بحياتهِ:
-أشمعنى آدم يا رب؟ ليه مش أنا!.

ثم توجه للخارج بخواء، يُمسك هاتفها، يفتحه وعلى الفور تشنج فكه بمرارة فور أن أبصرها هي برفقته تركب على ظهره بضحكة واسعة كمثيلته، عيناه يشَعان حُبًا وغرامًا لم يخفي عليه، فقبض على الهاتف بغضب حزين؛ حتى بالفُراق أحتفظت بخلفية موبايلها هذهِ، فتح الهاتف بعد محاولات عديدة لمعرفة رمز المرور، وحين فُتح أبتلع غصة مُرة لأنهُ كان "Adam"، توجه للصور خاصتها، وهناك وجد العديد والعديد من الصور برفقته، حتى حين الجرح والرحيل والألم، لم تقُم بحذف صورهم بل أحتفظت بها كمخزون رائع من الذكريات، أغلق الهاتف بمرارة وتسطح على السرير بغرفة أخرى محاولًا النوم لكنه فشل.

___________________

الحُب لا يعني أن تبقى مُحافظًا عليه بقلبك وتستسلم فور مرورك بإحدى الصعاب، بل يعني أن تتحدى تلك الصعاب وتمضي، الحُب لا يعني أن تجلس باكيًا فور وصولكَ لبابٍ مُغلق بل الحُب أن تكسر ذلك الباب بتحدي وتخرُج ماضيًا بدربه، الحُب لا يعني إستسلام، بل الحُب يعني حربٍ وغزوات لنربح الوصل ولا يموت...
-زهر أفتحي الباب.

-مش هفتـــحه.

صرختها به بغضب وجنون أخذ يتمكن منها شيئًا فشيئًا بعد مرور ثلاثة أيام تمامًا دون أن تفتح الباب ودون أن تتناول شيئًا! أبتلع ريقه بتوتر، يحدثها بأرتباك وهو يمسك بيده صينية طعام:
-طب أفتحي الباب أحط الأكل وأخرج وإمتى ما تحبي كُلي.

ضربت الباب بغضب وجنون بطريقة أفزعته:
-مش عاوزة منك حاجة غور بقى.

أبتلع ريقه بمرارة وقال بصوتٍ بهِ بعضًا من غضب:
-طب بُصي هديكِ الموبايل تكلمي مروان تطمني منه على آدم بس تاكلي الأول.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن