٨-|لُقاء صادِم|

4.8K 312 164
                                    


«عُذرًا للتأخير، إن شاء الله الفصل ينال إعجابكُم».

هُناك عدوٌ دائم عدوٌ أزلي للبشرية لا يقوى على سحقهِ ومُجابهته أعتى الرِجال وأقوى الأنوف هو "القدر" ذاك الفارس الصامِد أمام مليارات البشر، لطالما تفنن بإزهاق السعادة وفرض آرائه على أحلامُنا وأمانينا، فتجدهُ تلوَ كُل خسارة واقفًا كمُقاتل صنديدًا يبتسم بهدوء يُخبِركَ إن لا كلِمة تعلوا على كلمتهِ ولا رأي يُفرض بحضرتهِ، القدر طائر مُفترس يُحلق دومًا وحين يُقرِر أن يحُط يختار أرض سعادتنا لينهشها دون رحمة؛ وبسكون الليل السرمدي الهادئ، والذي لا يشُق سكونه سوى صوت الطيور المُحلِقة بالسماء، وصوت تلاطُم أمواج النيل ببعضِها، كإنها غاضبة على قسوة الزمن التي أنهكت قلب تلك الفتاة الصغيرة، رفعت ناظريها تنظُر للقمر الغير مُكتمِل وكإنه يُشبُهها بنقصِها!، ترقرقت عينيها بحُبيبات اللؤلؤ وهي تسأل نفسها لما هي دونًا عن الجميع سُرِقت سعادتها؟ وأنتهكَ حُلمها بأبشع طريقة؟ كانت جالسة تنظُر الى النيل بعمق ودموعها لم تجف ابدًا منذُ أيام وهي على هذهِ الحال، وصوته العميق من خلفها يخترق هدوئها وهروبها فتُغمض عينان مكسورتان لا يقويانِ على أن ينظُران نحوه، تكرر النِداء بصوت أكثر حُزنًا ووجعًا بإسمها:
-يارا.

إلتفت اليه فتجدهُ خلفها واقِفًا ينظر لها بحُزنٍ عميق، يُشاركها الوجَّع حتى وإن كان يجهلُه، نظرت له بروحٍ خاوية، ودموعٍ نازلة ثم قامت بصمت تترُك مجلِسها لكي ترحل دون أن تنبس بكلمة واحده، وفور مرورها جواره للهروب أنتفض نابضها عندما قبض بيده على ذراعها يوقفها عنوة يُخبرها بغضبٍ وأصرار:
-مش هسيبك تروحي لحد ما تقوليلي إيه السبب اللي أجبرك تتجاهليني وتقرر تبعدي من غير سبب؟.

إنفجرت ببكاء مرير ترجوه:
-جاسر ارجوك سيبني.

تفاقم غضبهُ فور أن رآى دموعها الغزيرة فهزها وهو يواصِل بحِدة:
-لا مش هسيبك احكيلي ليه سبتيني؟ ليه؟.

نظرت له بدموع تُحاكي ضُعفها ووجعها:
-افهمني ارجوك مقدرش اقول مقدرش تفهم يعني إيه مقدرش.

أخبرها بها بإصرارٍ أكبر وحِدة:
-لا تقدري لسانك أطول منك، متقدريش تتكلمي نجيبلك ورقة وقلم تكتبي، متعرفيش تكتبي اعلمك تكتبي، تنسي اسيبك.

أحنت رأسها بأنكسار تسألهُ بوجَّع:
-عاوز تعرف؟.

أجابها بجدية شديدة:
-ايوة.

رفعت رأسها له تنظر بمُقلتيه بعينين منتفخة حمراء من الدموع الحارقة، ولسانها يلهج بعُسرٍ بما أصاب قلبهُ برصاصةٍ شطرتهُ نصفين نازفين:
-انتَ مُمكن تكمل مع وحده مش بنت بنوت؟.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin