١٢-|هَجمةٌ مُباغتة|

3.4K 271 136
                                    

-عنيكِ!.

-مالهم؟!.

سؤال متوجس، إجابة باكية، قلوبٌ خفاقة برُهبة الموقف والإجابة أتت كنحرةِ عُنق:
-شبه عنين إخواتي.

وأسباب النحيب هُنا مُتعددة بين فرحة اللُقاء، صدمة النُطق المُبهجة، والأهم من كُل هذا الذِكرى الباقية بجدار الفؤاد قبل العقل، دقائق حُسبت كدهرًا وسنينًا، وكانت تسأل بصوتٍ مُتقطِع باكي:
-أنا زهر، تعرفيني؟.

خطوتين عادت للخلف بتوجس وعيناها جاحِضتان بصدمة واللسان يهمس بعدم تصديق:
-أُختي؟.

وكأن تِلك الكلمة صافرة لإنطلاق مُباراة اللقاء، خطوتين سريعتين وكانتا يجتمعانِ بعناقٍ حار باكي اقدامهُم ما عادت تتحمل هول المُفاجأة فسقطت على الأرض جالسة بحضنها شقيقتها الصُغرى واللسان يلهج بهستيريا باكية:
-أنتِ شوق! أنتِ أُختي! أنا آسفة آسفة يا روح قلبي، آسفة يا قلب أُختك.

لم تتكلم بل عانقتها بشدة وجسدها يرتجف باكية والأخرى جسدها يرتجف بهستيريا لأول مرة تُصيبها:
-سامحيني أبوس إيدك سامحيني يا قلب أُختك.

أنهت كلامها وهي تمسك يدها تنتوي تقبيلها لكنها كانت أسرع وسحبتهُم بقوة تُخبرها من وسط بُكائها ويداها يمتدان لوجهِ أختها يمسحان دمعاتها بمحبة:
-تستغفر الله، مينفعش تعملي كده أحنا أخوات.

أنهارت تمامًا بعد هذهِ الكلمة وانهالت تُقبلها بكُل مكان بوجهها بلهفة أُم قبل أن تكون أُخت وهي تبكي حد الإختناق لترتمي الأخرى تُعانقها بشدة قائلة:
-أنا مش شايلة عليكِ حاجة، أصلًا أنا أنا بَحِبِّك أوي.

شددت زهر على ضمها وكان الرد موجة بُكاء أعلى من سابِقتها دون حرفٍ يُنطق، والأخرى تُعاتب ببكاء:
-ليه سايبيني لوحدي؟ محدش يجي يزورني ليه؟.

أمسكت بيديها بشدة تُبرر بصوت مُتهدج باكي:
-وربنا إمبارح بس عرفت مكانك وجيت على طول.

بكت بتأثُر وهي تُعانِقُها بشدة تُخبرها بصوتٍ يتأرجح بالبُكاء:
-مش مُهم أي حاجة المُهم جيتي حتى لو متأخر.

مدت يدها وسحبتها لتنهض جالستان على السرير واحدة تُعانق الأُخرى بمحبة لعدة دقائق طويلة وبعد مرحلة العناق الذي لم ينفصل قالت:
-أحكيلي اللي حصل معاكِ.

أدمعت عيناها وهي تُخبرها بصوتٍ مُختنق:
-مش عاوزة أفتكر حاجة.

تهدج صوتها تمنعُها برِفقٍ حاني:
-خلاص متتكلميش أنا عارفة كُل حاجة.

بكت بصوتٍ مُختنق وهي تهمِس بعذاب:
-ضربوني جامد جامد أوي يا زهر.

أحتدت عيناها بغضب مُختلط بحسرة:
-حقِك رجع تالت متلت يا حبيبي متقلقيش اللي عمل كده خد جزاته.

قاسية أرهقت قلبي. لـ|هايز سراج|.Where stories live. Discover now