الفصل 6 : خططت لكل شيء

714 34 2
                                    

بدأت نجود تشرح لمريم الخطة ، حيث أن مريم ستسافر إلى تونس كما أخبرتها سابقا ، و هناك ستضل لمدة أسبوع ، لحين تجهيز أوراقها المزيفة ، و كل يوم ستقوم نجود بالاتصال بها لتعليمها كيف تقوم بالتصرف عندما تلتقي بخالد و عائلته،
- موعد طائرتك في الغد مساءا سأرسل لك التذكرة و تذكري أن لن يستطيع الاطلاع على هذا السر
- لا تقلقي سيدة نجود ، أن أخبر أحدا
-نامي جيدا صغيرتي أمامنا عمل كثير ، و لا يسعني شكرك كفاية على قمت به
- لا تشكرني، لن استطيع العيش و انا أعلم أنك قد تموتين اذا لم أساعدك
- انت طيبة القلب يا مريم أم يجب عليا منادتك روح
- أعتقد أنني روح الأن
..........
في إحدى شركات البحيري
- نعم يا عمي ، هل هناك خطب ما
قالها هشام بعد دلوف خالد إلى مكتبه
- هل يجب أن تكون هناك مصيبة لكي أزورك يا ولد
- الشيب سوف يظهر في شعري و لازلت تندهني بالولد
- و ستضل ولدا بالنسبة لي ، أنت و يوسف مثل أولادي ، و إشتقت جدا لأولادي عندما قرروا المبيت خارج البيت
- فتحت مع جدي و جدتي موضوع الانتقال إلى بيت والدينا ، و كاد جدي أن يصاب بنوبة قلبية و إنهارت جدتي ، فألغي المشروع
- أتعتقد اني لم أحاول قبلك، السيد عباس لن يقبل أبدا لفكرة أن تتفكك عائلته
- لذلك يكرهون والدتي يظنون أنها فككت العائلة ، مع أنها توفيت لكن يحملونها مسؤولية وفاة والدي مع أنها ماتت معه في نفس الحادث
تنهد خالد بقوة
-دعك من الماضي يا هشام ، لن تشفى جروحك و انت تقوم بلمسها، اتركها لتلتئم ، لدي إجتماع الأن
أراك على الغداء
خرج خالد ليغرق هشام في بحر من الذكريات
فلاش باك عندما كان عمره 7 سنوات و أخوه الصغير سنة واحدة ، يذكر تلك الليلة جيدا فقد أتت والدته إلى غرفته ، تلك السيدة الجميلة أمارا ، لازال يذكر ملامحها الملائكية ، خصلاتها الناعمة ، و ضحكتها الرائعة، كأي طفل كان متعلق بوالدته جدا ، أخبرته في تلك الليلة عن أن والدتها مريضة و يجب عليها السفر هي و والده من أجل رأيتها لكن هو لن يسافر معها، يتذكر أنه ترجاها كثيرا من أجل أخده معاها لكنها لم توافق ، عندما كبر فهم أن جدته أجبرتها على تركه هو و أخيه لأنها لم تكن تثق بها و خافت أن تأخده و أخيه و والده إلى اليونان و يبقون هناك و لا يعودوا ، كنا ورقة ضغط لحد عودتهم، لكنهم لم يعودوا ، منذ ذلك الوقت و هي تحملها مسؤولية موت والدي ، و كان قد سمعها في إحدى المرات تقول: لو تزوج بمصرية لعاش لكنه تزوج بتلك الساحرة اليونانية التي تسببت في موته
تألم كثيرا من كره العائلة لها ، لقد كانت أطيب إنسانة ، ليس ذنبها إن عشقها والده و كلل عشقتهم بالزواج، أمسك برأسه و هو يحاول طرد كل هذه الأفكار من رأسه لكن هيهات فهذه الأفكار هي رفيقه الدائم و سر حزنه المستمر

.........
سافرت مريم إلى تونس و لقيت ترحيبا عظيما ، حتى أحست أنها إتخدت القرار المناسب ، فنجود قد حجزت لها في أفخم الفنادق و جعلت الجميع في خدمتها، فهي تلعب على نقطة أن مريم من طبقة متوسطة، كانت نجود تدرب مريم جيدا على دورها لأنها كانت تريدها أن تبدو أنها روح تلك المسكينة التي حرمت من حنان والدها لمدة 20 سنة،
حتى أنها توقفت عن منادتها مريم، و إستبدالها بروح ، كان على مريم أن تموت لترجع روح إلى الحياة و ها قد رجعت روح
في هذه الأثناء عملت نجود على إثارة بعض البلبلة حول رجوعها إلى مصر، لتصل تلك البلبلة إلى أذن خالد ، و الذي بحث عن عنوان فندقها ليذهب له ، هل هو الاشتياق أم الفضول الذي يدفعانه إلى الذهاب إليها، ماذا سيقول ؟ هل يخبرها أنه لم يذق طعم السعادة منذ أن غادرته، أم يخبرها أنه نادم ، ترى ما شكلها الأن ، هل إحتفظت برونقها أم أن الزمن قد رسم لوحاته على وجهها الخلاب ، أفكار متضاربة و عديدة كانت تدور بخلد خالد و هو يقود بسرعة جنونية نحو ذلك الفندق
في ذلك الوقت كانت نجود جالسة فالمطعم التابع للفندق ترتشف قهوتها و تعيد الأحداث في ذهنها ، إبتسمت حين تذكرت كيف أوقع القدر مريم في طريقها حين ذهبت إلى جامعة إبنتها من أجل إستلام اشيائها ، حين جلست في مكتب المدير الذي كان يقول بعض كلمات ليعزيها، لكن عيناها وقعتا على ملف مريم و الذي كان مكتوب فيه بعثة إلى مصر ، و من هنا بدأ التخطيط ، اخدت رشفة أخرى و هي تتذكر ما حدث هذا الصباح حين ذهبت إلى ذلك النادي الذي لا يزوره إلا صفوة المجتمع ، و لقائها بتلك الموظفة التي عملت معها قديما في شركة البحيري ، و تفاجأ الموظفة بها و مبادلتها أطراف الحديث ثم الاعتذار و الذهاب و هي داخلها تعلم أنها ستخبر رئيسها بالتأكيد
لحد الأن خطتها تسير على نحو رائع، كل شيء تحت السيطرة بقي فقط لقائها مع خالد ، مواجهة لابد منها و يجب أن تسير على النهج الصحيح ، لكي يقتنع خالد بكل شيء ، و يجب أن تكمل تدريب مريم على أكمل وجه كذلك ، بقي شيء واحد تحليل DNA الذي يجب أن يكون مطابقا ، و قد إستطاعت حل ذلك مسبقا ، الأن تستمتع بقهوتها في إنتظاره
...............
في فيلا البحيري
- لقد سئمت حقا من تحكمات هذه العجوز الشمطاء
صرخت سوزان بهذه العبارة و هي تحدث والدتها عبر الهاتف
- أنا لم أعد أتحمل يا أمي ، تحمل الوضع لسنوات عديدة لكن الوضع يسوء أكثر، كم أتمنى لو تموت
- عزيزتي تحملي ، اذا خرجت من ذلك سوف يحرمون زوجك من ميراثه، فعلوها في وقت سابق ، تلك العجوز لن تعيش أكثر مما عاشت ، و سيبقى كل شيء لك انت و أولادك
- أسمع هذا الكلام منذ سنوات يا أمي، و قد طفح الكيل بي
- لا تكوني غبية ، و إحمدي الله أنك متزوجة من خالد البحيري ، لديك كل شيء ، لا تضيعي مجهودات سنوات لمجرد موقف تافه
-لكن ....
قاطعتها ناهد
- لا يوجد لكن ، إذهبي الأن و إهتمي بزوجك و أولادك و لا تعيرها اي إهتمام
أنهت سوزان مكالمتها مع والدتها
تكره فكرة أنها مضطرة للعيش هنا ، لكي لا تفقد هذا المستوى المعيشي ، هي مدركة تماما أنها لن تستطيع العيش بدون أموال خالد ، و تذمرها من تحكمات ماجدة أصبح شيئا أصبح روتينا لها، تقضي ساعات تشتكي من معاملة ماجدة لوالدتها فتهدئها ناهد و تستمر الحياة
و لو دققنا النظر سنجد أن ماجدة و عباس على حد سواء يريدان أن تضل العائلة كلها مع بعض في نفس البيت، لكن ماذا لو أن هذا أن القلوب بعيدة عن بعضها البعض ، البيت الحقيقي هو أن يكون أفراده متحابين حتى لو بينهم مسافات طويلة، فمسافات القلوب أكبر من مسافات الدروب
قرع باب جناح سوزان
- أدخل
- هل انتي بخير ماما؟
- انا بخير عزيزتي ، تعالي
لتدخل نرمين
- أين اخوكي ؟
- خرج مع أصدقائه
- أتمنى ألا يتأخر ، لا أريد أن أسمع قصيدة شعرية في التربية من جدتك
- لا تقلقي، سيعود مع هشام
إمتعضت ملامح سوزان
- أخبرته مليون مرة أن يبتعد عن هشام ذلك
إستغربت من ردة فعل والدتها المبالغ فيها، هي تعلم أنها لا تحب هشام كثيرا لكن ليس لدرجة الكره
- لماذا يا ماما، هشام يعتبرنا مثل إخوته ، حتى أنه وعدنا بمكافأة عند نجاحنا في الثانوية العامة
إبتسمت سوزان بطريقة مصطنعة
- لا اقصد شيء عزيزتي لكن هشام أكثر منكم بكثير ، و لا أريد من أخيك أن يأخد صفات أكبر من عمره ، بالمناسبة لم تريني الفستان الذي سترتدينه في حفلة عيد ميلادك انت و اخيك
قفزت نرمين من جنبها
- الفستان لم يجهز بعد ، لكن التصميم جميل جدا ، سأحضر هاتفي و أعود
ذهبت نرمين ، لتزفر سوزان في حنق ، هي تكره ذلك هشام و أخيه لأنهم سيكون لهم حق في الشركة و الفيلا و الأملاك و كل شيء ، فالجد قد كتب لهم حقهم، لقد ظنت أنها بإخبارها قصة أمارا و سيف الدين لهشام و يوسف قد يكرهان عباس و ماجدة و يرحلان لكن ذلك لم يحدث

انتقام الروح (الجزء1)Where stories live. Discover now