الفصل29 : لقد قتلا

395 28 4
                                    


اسفة على لخبطة المواعيد ، لا يزال موعدنا
يوم الثلاثاء و الجمعة إن شاء الله
لا تنسوا التصويت يا حلوين ،
_________________

أحست مريم بخصلات شعرها تشد بطريقة عنيفة ، جعلتها تصرخ بصوت عال ، لتلتفت و تتبين من الذي فعل بها هذا بعد جهد ، فترى وجه نجود قد غلب عليه الغضب ، لتصرخ بها .
- كيف تجرئين على فعل هذا بي أيتها الحقيرة ؟
وقعت هذه الكلمات مثل الصاعقة على أذني مريم
- منذ متى أخبرني؟ منذ متى و انت تتحدثين مع اهلك من ورائي ؟
لم تجد مريم ما تجيب به ، فهي تتألم بشدة من قبضتها ، فتقوم نجود بصفعها بقوة ، لترثيها ارضا، بينما صدمت مريم بشدة ، أمسكت خدها في صدمة ، لتعيد نجود شدها لشعرها ، اما مريم كانت ممزقة بين الصدمة و الرعب و محاولة تحرير نفسها من يدها ، كانت شياطين الجن و الأنس تتراقص أمام أعينها حين إكتشفت أن مريم كانت تتلاعب بها و تتحدث لأهلها من ورائها ، تهجمت بوحشية على الفتاة المسكينة و قامت بصفعها بقوة ، لم تسطع مريم الصمود أمامها ، إلا أن أمسكت رأس الفتاة و صدمته بزجاج النافذة ، اما أحد الخدم فقد بلغوا خالد منذ أن سمعوا صرخة مريم الأولى، و بعد دقائق هدئت نجود و تركتها مرمية على الأرض مغما عليها من قد ظهرت على وجهها أثار الصفعات الكثيرة، إضافة على خدوش كثيرة، إبتعدت عنها قليلا و هي تلهث لتقول بصوت يشبه صوت فحيح الأفاعي
- تردين تدمير خطتي أيتها الحقيرة ، حذرتك من مكالمتهم لكنك لم تصبري ، لقد ماتت إبنتي و انا صابرة على فراقها و انتي لم تصبري على فراقهم اياما معدودة .
استعادة ربطة جأشها و هي تتطلع بحذر حولها لكي تضمن أن لا أحد قد سمعها من الخدم ، غابت في المطبخ لدقائق و تنبهت لأن الخدم يعملون بطريقة روتينية اي أن لا أحد منهم قد احس بما حدث ، أو أنهم قد ظنوا أنها مجرد مشاجرة عادية بين أم و إبنتها ، أمسكت بكأس من الماء و عادت إلى حيث توجد مريم و هي مغما عليها ، سكبت محتوى الكأس على وجهها ، فانتفضت بقوة و هي تسعل و تحس بألام عديدة في جسمها، و رفعت وجهها فوجدتها تقابلها بنظرات نارية و ملامح متجهمة و بنبرة جافة و خالية من اي مشاعر
- اصعدي إلى غرفتك و لا أريد أن أراك ،تحركي.
انهت جملتها ببرود قاتل ، تحاملت على نفسها و نهضت بضعف و اتجهت الى السلالم و صعدت الى غرفتها التي ما أن دخلتها حتى افجرت من البكاء و دخلت في نوبة هستيرية من الصراخ، مرت دقائق طويلة ، لم تستطع فيها السيطرة على تنفسها ، كان رعب بالنسبة لها حاولت أن تنهض مجددا لكي تحصل على اي مساعدة لكن لم تستطع، سمعت صوت رجل مألوف في الأسفل مع والدتها، لم تستطع تبينه ، أصبحت رؤيتها ضبابية و اخر ما رأته هو خالد يصرخ باسم روح قبل أن تغفوا
_______________/
جلست مريم في غرفة نرمين و هي ترتجف فهي اول مرة تمر بهذه التجربة ، صحيح أن والدتها كانت تضربها أحيانا حين كانت صغيرة ، لكنه كان ضربا تأديبيا ، و لم يكن يؤلمها في معظم الأحيان، ثم تراضيها فورا، لكن الجحيم الذي رأته على يد نجود، أحست لأول مرة بطعم الخيانة ،
أن تثق بشخص لهذه الدرجة لقد ألغت شخصيتها و وجودها فقط لإرضاءها و عندما قامت بأصغر خطأ قامت بفعل هذا بها ، لولا حضور خالد ، الله أعلم ماذا كان حدث لها ، كانت نرمين قد رافقت يوسف من أجل إجراء بعض الفحوصات للإطمئنان عليه ، فجلست بالغرفة وحيدة منذ أن إستيقظت ، لابد أن خالد قد أحضرها إلى هنا، سمعت الباب يفتح بهدوء، و تفاجأت حقا بأن سوزان قد اتت.
- انتي بخير.
أحست مريم بألم في حلقها من نوبة البكاء التي اجتحاتها فبحثت بنظرها عن الماء الذي وجدته على سطح مكتب بعيد عنها، لكن سوزان قد فهمتها و قدمت لها كوبا .
- نرمين لست هنا.
همست بصوت مبحوح.
- لقد تحدثت معها هذا الصباح و اخبرتني أنها ذاهبة مع يوسف من أجل الفحوصات ، أنهت جملتها و سعلت بشدة
- لا داعي أن تتحدثي كثيرا، استريحي سأخبر والدك أنك استقظتي.
- شكرا.
ابتسمت سوزان بعفوية و ردت بالعفو .
في نفس الوقت
في الأسفل في غرفة المكتب ، فكان دم هشام يفور حقا بعد أن علم بما الحقته نجود من أذى لحبيبته .
- كيف حال روح؟
- انهيار عصبي حاد مع كدمات عديدة، حالتها سيئة .
- حسنا ، لقد حسم الأمر تلك المرأة مجنونة، و سوف أوقفها عن حدها .
- إهدئ و لا تنسى أنها أمها، لابد أن هناك ما حصل لكي تفعل نجود بروح هكذا.
- اسمع يا عمي ، أحترم أنها زوجتك، و لكن ليس حساب روح ، إذا كان هناك من دفع الثمن كفاية فهي روح ، إذا كان هناك من تأذى نفسيا و الأن جسديا فهو روح ، لا أهتم لأحد، و أقسم أنه إذا قامت بلمس شعرة أخرى منها فلن أعطي اي اعتبار لأي أحد.
و ما إن أراد خالد أن يرد على إبن أخيه حتى رن هاتفه و رد هشام فورا و استمع قليلا إلى المتحدث ثم رد
- حسنا ، انا قادم ، اروه كرم ضيافتنا قليلا .
اقفل هاتفه دون كلمة زائدة و بلهجة شديدة خاطب عمه
- لقد قبضوا على من حاول قتل يوسف و نرمين ، انا ذاهب لرؤيته ، نكمل حديثنا حين أعود .
غادر ثم أن يعقب باي كلمة ، بعد خروجه دخلت سوزان و وجدت خالد واضعا رأسه بين يديه .
- لقد استيقظت .
رفع رأسه و نهض بسرعة
- كيف هي ؟ هي بخير؟ تتكلم ؟
- هي بخير، اعتقد ماذا حدث معها ؟
- في ما بعد ، سأصعد للإطمئنان عليها .
طرق الباب عدة طرقات خفيفة ثم دخل .
- مرحبا، عزيزتي ، كيف حالك ؟
- انا بخير .
رأى أن حالتها النفسية لاتزال متدهورة لذلك آثر عدم سؤالها عن سبب ضرب نجود لها بل بدل ذلك سيحاول أن يكون مرحا معها قليلا لكي تتحسن حالتها
- روحي ، هل تردين البقاء هنا مع نونو ، أو الذهاب إلى غرفتك ؟
- غرفتي ، هل لدي غرفة ؟
- اتمزحين يا فتاة ، انت تملكين قلبي ، كيف لا تملكين غرفة هنا .
ابتسمت بحنو بالغ على طيبته، بينما هي تقوم بخداعه فقط .
استرسل خالد بعد أن رأى ابتسامتها
- لقد قمت بتجهيز الغرفة منذ مدة ، أردت أن أطلب منك المجيء للعيش معي قليلا ، و الأن حصلت على فرصتي .
تجمعت الدموع في عينيها و هي ترى حب ابوي صادقا يصدر من خالد ، هي لا تستحق كل هذا ، كرهت نفسها كثيرا في اللحظة .
- أريد أن أنام.
بهذه الكلمات أرادت أن تهرب من كل شيء ، قبل رأسها في حنو و دثرها جيدا بالغطاء و خرج بينما غرقت هي في بحور من التفكير

انتقام الروح (الجزء1)Where stories live. Discover now