الفصل 9: أريد دليلا

586 37 3
                                    

في إحدى المطاعم
- إشتقت لكي كثيرا
- و انا أيضا حبيبي ، عملك أخدك مني هذه المرة .
- و دراستك أخدتك مني أيضا
- و تعلمت أن ترد يا استاذ يوسف
- بعض مما عندكم يا آنسة نرمين
ضحكت نرمين بخفوت ، ثم نظرت له نظرة متوجسة، كأنها تريد شيئا و خائفة من رد الفعل
- قوليها يا نونو ، أعلم أنك تردين طرح ذلك السؤال
- لماذا أردت انت و هشام ترك القصر ، لماذا أردت أن تبتعد عني ؟
- مخطئة جدا يا صغيرتي ، بالعكس لا يمكنني الابتعاد عنك فمكانك في قلبي
أمسك بكف يدها و قبله في حنو
- كان قرار هشام، يريد أن يريح أعصابه من تحكمات جدي قليلا، تعلمين كيف هو أخي ، و لم أستطع ترك اخي الوحيد يعيش لوحده .
- أتفهم هذا، أنا آسفة ما كان يجب أن أتناقش معك في هذا
- حبيبتي ، انت شريكة حياتي ، من حقك طرح الأسئلة و الاستفسار عن أي شيء ، جميلتي تأمر
إحمرت خدود نرمين
- لازالت تخجلين مني ، لكن أتعلمين متى سيذهب هذا الاحمرار
لتسأل نرمين في براءة
-متى يا يوسف ؟
ليبتسم يوسف إبتسامة ماكرة و يجيب
- عندما نتزوج يا قلب يوسف
لتحمر خدودها أكثر و أكثر و تلكمه على كتفه
- انت تفعل هذا ، عمدا ، لا أريد محادثتك
و تضم شفتيها في غيظ
تأمل يوسف منظرها الطفولي الجميل ، ليخلل أصابعه في خصلات شعرها و يقبل جبهتها
لتحمم نرمين في خجل
- يوسف الناس ينظرون إلينا
- اللعنة عليهم جميعا ، لا يهمني سوى جميلتي
لتبتسم تلك الصغيرة في رضا ، هي لا تصدق ان حب طفولتها قد تحول إلى حقيقة و أنه يعشقها هذا العشق كله
-جاهزة للخطوة الأكبر؟
- انا خائفة من رد فعل أمي؟
- انا أعلم أنها لا تحبني انا و أخي لكن أملي كبير بعمي و جدي
أمسكت بيده بقوة
- عدني أننا سنحاول لأخر نفس ، لن تتخلى عني أبدا
إحتضن كفيها في حنو و قبلهما بحنان بالغ
- أعدك حبيبتي ، لن اتخلى عنك ابدا، ستكون حرب شرسة مع والدتك لكن انا مستعد و معي أميرتي الجميلة و لا أعتقد أننا سنهزم
إبتسمت نرمين إبتسامة رضا
- علينا الذهاب الأن ، لقد تأخرنا .
- و لو أنني مستعد أن أبقى هنا جالسا فوق هذا الكرسي متأملا ملامحك طيلة الليل ، لكن سيقلق عمي اذا تأخرتي .
دفع يوسف الحساب و خرج هو و نرمين ذاهبين إلى البيت و هما يتبادلان أطراف الحديث ما بين ضحك و غزل و عشق خالص ، لكن هل يدوم كل هذا؟
........
وصلت مريم إلى القاهرة ، عندما حطت الطائرة و نزلت منها أحست أنها شخص أخر ، أنها فعلا روح و ان مريم هي من ماتت، ربما التدريب الذي خضعت له ، لقد كان تدريبا قاسيا ، لا تصدق ان أوراقها لم تكشف بأنها مزيفة، لقد أكملت كل الإجراءات بسلاسة و وجدت نجود في الانتظار ، ذهبت بسرعة و إحتضنتها بقوة كأنها والدتها في الواقع ، هذا ما تم تدريبها عليها أن تنسى كل شيء و تتعامل على أنها روح منذ أن تحط قدمها القاهرة ، بادلتها نجود الأحضان و القبلات و همست في أذنها
-سعيدة بعودتك عزيزتي
- و انا أيضا ماما
إقترب عمر الذي كان يراقب هذا المشهد من بعيد
- اعتقد أن هذا أداء مقنع للكاميرات لنذهب .
خرج الثلاثة من المطار
و ذهبوا إلى الفندق .
- إسمعي يا عزيزتي روح ، و ركزي جيدا فالخطة .
تعمد نجود منادتها بإسم حتى و هم لوحدهم لضمان أن ترسخ الفكرة في عقلها الصغير
- الأن خالد كما أخبرتك سيأتي لرؤيتك و أريدك أن ترفضي رؤيته فالبداية و عندما يريد الاقتراب منك تبتعدين فورا ، هو يا عزيزتي قام بإجباري على كل هذا ، أليس من حقي أن أريه قليلا من الذل من أجل إبنتي المسكينة
تصنعه الحزن لتحتضنها روح
- أعدك أنه سيندم على كل شيء ، لا تحزني ، أخبرني فقط متى سنتقابل
في هذه اللحظة ، وصلت رسالة إلى هاتف نجود، مفادها أن هناك من يريدها في الاستقبال
- عزيزتي ، أنتي متعبة من السفر ، عمر لنتركها ترتاح قليلا و عندما ترتحين سأخبرك بكل تفاصيل اللقاء مع خالد
- انا فعلا متعبة ، سأستحم و أخلد للنوم .
خرج عمر و نجود من الغرفة و تركا روح تنعم بقليل من الراحة
- انت صامت منذ أن أتينا
- أنا خائف أن تبيعنا هذه الفتاة ، لا أريد أن تتعرضي للخطر .
توقفت نجود عن المشي و نظرت له مطولا
- أتفهم خوفك عليا ، لكن الفتاة جيدة و مؤمنة جدا بما نقوله لها ، و الخطة تسير جيدا ، الموجود في الاستقبال هو إبن أخ خالد ، لا أعلم لما هو هنا ، لكن عليا التصرف بحكمة لا أريد أن يتدمر كل شيء،
وضعت يدها على كتف عمر
- أيام معدودة يا عمر، لن ندمر تخطيط شهور لمجرد خوف ، احتاجك جدا هذه الفترة أكثر من ذي قبل
- انا معك دائما، و لأخر نفس ، سنلعب إلى أن يخسر خالد و عائلته
إبتسمت نجود إبتسامة رضا .
نزلت نجود إلى قاعة الاستقبال و خرج عمر من الفندق .
جالس بكل فخامة ، كأنه ذلك الفندق ملكه ، مترقب المرأة المقدمة عليه
- أنتي نجود ؟
- نعم انا هي ، هل تعرفني؟
- اعرفك عز المعرفة ، أقدم لك نفسي هشام البحيري
- بعثك خالد من أجل أن تتفاوض معي ، كنت أعلم أنه جبان لكن ليس لهذه الدرجة
جلست نجود و وضعت قدم على قدم في مواجهة هشام
- عمي لا يعلم بتواجدي هنا ، لقد حكى لي قصتك معه .
- جميل أن تكون المرء شجاع ليعترف أنه نذل
لتتغير ملامح هشام إلى غضب عارم يحاول السيطرة على أعصابه كي لا يقوم بحنق هذه المرأة حتى الموت ، رجل معتاد على سماع عبارات السمع و الطاعة كيف سيتحمل كبرياء و غرور هذه السيدة .
- ما دليلك ؟
نجود بعدم فهم
- عفوا !!
- ما دليلك أن الفتاة القابعة في الغرفة رقم 16 هي إبنة عمي خالد ، ليس إبنة رجل آخر ؟
- تريد إثبات أليس كذلك؟
- بالتأكيد ، أنا ليس غبيا ، ربما نفذت اموالك وتردين أموال عمي
- و اذا أثبثت لك أنها إبنته.
- أرى الاثباث أولا ثم نقرر
- إنتظرني قليلا
غابت نجود لدقائق
بينما شغل هو تفكيره بأنها كانت جد واثقة منها ، إنها إبنة عمه بالتأكيد ، لو كانت ليست كذلك ، لتوترت قليلا حين طلب منها الدليل لكنها ظلت متماسكة ، قاطع حبل أفكاره صوت كعب حذائها، الذي أعلن عن إقترابها .
مدت يدها بكيس بلاستيكي شفاف يحتوي على خصلة شعر ،
-هذه عينة من شعر إبنتي ، قم بعمل تحليل DNA ، و إكتشف بنفسك النتيجة .
- إذا كانت النتيجة غير مرضية ، فلا أنتي و لا إبنتك ستحبان ما سأفعله بكما
قالها بلهجة تهديد واضحة
- و إن كان كانت النتيجة مرضية يا هشام ، فلا عمك و لا عائلته سيطولان إبنتي
قالتها بنفس لهجة التهديد ، كأنها تقول له أنها تتحداه ، و أنها خائفة ، نعم يا سادة هذا ما يحدث عندما تخسر إمرأة كل شيء ، و لا يشغل عقلها سوى الانتقام.
أخد منها تلك اللعينة و هم بالخروج و هو يتمم في نفسك
-اللعنة كم هي واثقة من نفسها
ليسمع صوتها الساخر
- لا تنسى أن تقارن هذه العينة مع عينات أفراد عائلتك، لربما قد سرقت خصل شعرهم و هم نيام
و أنهت كلامها بضحكة ساخرة
بينما تابع هو طريقه للخارج و هو يتمنى أن تكون هذه نجود كاذبة كي يقتلع لسانها من مكانه لربما يشفي هذا غليله من عجرفتها اللامتناهية ، حديث مدته دقائق معدودة جعله يغلي كل هذا الغليان، قد يبدوا باردا من الخارج و لا يهمه شيء، لكن في الداخل هو يشتعل .
اما نجود فعادت إلى غرفة روح ، و وجدتها قد خلدت إلى النوم ، لتجلس على كرسي مقابل لسرير تلك المسكينة النائمة ، لقد خططت لهذا لشهور عدة و أكيد أنها لم تنسى عنصر مهم كهذا لذلك إحتفظت بخصلات شعر إبنتها التي بقيت في مشطها ، كانت تعلم أن ستحتاج إلى دليل قاطع على نسب إبنتها لخالد و الأن ستجلس و تتفرج على المواجهة العظيمة لخالد مع عائلته
-لكن هشام هذا يبدو ذكيا و منتبه للتفاصيل ، صحيح أنني راقبته جيدا لكن لم اعتقد انه مقرب جدا لخالد هكذا ، علي أن أكون حذرة جدا معه لا أريد أن يكتشف أمري، الأن عليا اخد قسط من الراحة . و نهضت لتخلد للنوم .

انتقام الروح (الجزء1)Where stories live. Discover now