الفصل 8 : إعتراف بالحقيقة

658 34 1
                                    

- حسنا ، تريد فرصة ، عليك أن تستحقها سأخبر روح عنك ، و سأقترح عليها أن تعطيك فرصة ، لكن إن رفضت لا أريد رؤية وجهك مجددا
- موافق، أريد فقط رؤيتها
- ليس بهذه السرعة يا خالد ، تريد روح في حياتك، يجب أن تعترف بها كإبنة شرعية لك أمام عائلتك و المجتمع
شحب وجه خالد ، ماذا سيقول لأهله و هم من رفضوا نجود منذ البداية ، كيف سيواجههم بها
- جبان ، و ستضل جبانا طول حياتك لن تتغير يا خالد ، تريد كل شيء و لا تضحي بأي شيء ، هذا هو شرطي، نفذه لكي تاخد فرصتك مع إبنتنا ، هي مسافرة ستصل اليوم ، لن تراها إلا أن تنفذ ما طلبته منك ، هذا اقل شيء تقدمه لها بعد حرمان لسنوات
و نهضت و تركته في حيرته
..........
- هل تعتقدين أنه سيخبر العائلة عن نجود ؟
- سيفعل ، قمت بإستفزازه ، سيذهب مثل الثور الهائج لبيت البحيري و يفجر قنبلة الاعتراف الأبوي الجميل
ضحكت نجود بسخرية و تابعت بمرارة
- للحظة تمنيت هو كانت إبنتي فعلا هي من ستقابله كانت ستكون أسعد إنسانة في الدنيا .
- لا داعي لتذكر هذا يا نجود، فهو يسبب لك الألم
قالها عمر برسمية مبالغ فيها
- منذ أن قابلت خالد و انت تتصرف برسمية شديدة ، ماذا هناك يا عمر ؟ هل إكتفيت و تريد التوقف؟
- كيف تقولين هذا ، أدفع عمرا فوق عمري لأساعدك لكن الوضع مختلف الأن... انتي لازلت زوجته يا نجود ، أنا الأن جالس مع إمرأة متزوجة بغض النظر عن اي شيء لكن إسمك لازال نجود البحيري
- أتفهم شعورك يا عمر ، طلاقي من خالد أكيد، لكن بعد أن اخد حق إبنتي ، أخر شيء أريده هو أن أظل زوجة ذلك الجبان .
تنهد عمر في راحة
- طائرة مريم أقصد روح ستحط اليوم على الساعة السابعة ، تدريبها مكتمل ، لم يبقى سوى أن تخبريها بما يجب عليها فعله عندما تقابل خالد
هزت نجود رأسها في إمتنان كبير لكل شيء يفعله من أجلها
- تكلمت معها البارحة هي جاهزة تماما، و الأوراق جاهزة ، حظي الاعظم هو أنها إقتنعت تماما ، و في فترة التديب وضعت في أخصائي عمد إلى عمل ما يشبه غسيل مخ لها، لكي تنفد بدون أن تناقش ، صحيح أن المدة لم تكن كبيرة ، لكن لن أضيع وقتا أكبر في الانتظار، عمر انت فعلت الكثير من اجلي ، شكرا على كل شيء
- نجود ، أرجوكي أنا لم أفعل شيئا، نجاحنا سيبدأ عندما يوافق خالد على شرطك ، سأمر عليك لنذهب لملاقاة روح
ودع عمر نجود و خرج
فيما غرقت نجود في بحر من التفكير
كانت كاذبة و ممثلة عظيمة، لكنها لازالت تحب ذلك الغبي ، تركها و تخلى عنها لكنها لا تنكر أنها كادت أن تعانقه عندما رأته ، أن تبكي في حضنه من قسوة الأيام عليها ، لكنها تماسكت من أجل كرامتها ، و حق روح .
تذكرت ملامح خالد ، لقد ظهرت بعض ملامح الكبر عليه ، لكن في نظرها لازال ذلك الشاب الغبي ،
من خلال مراقبتها له إتضح لها أن قد حصل شرخ في علاقته مع والديه ، لم يعد الطفل المدلل بل كبر و نضج كفاية ليستقل بشركاته الخاصة ، إضافة إلى شركات والده التي يشاركه فيها أولاد أخيه، هذا ما شجعها أنه من الممكن جدا أن يقف في وجه والديه و يخبرهما عن الحقيقة، الأن عليها إراحة نفسها قليلا ، فالأيام القادمة تحمل الكثير من الأحداث
...........
في شركة البحيري
- ماذا هناك يا عمي ، تبدو شاحبا
قالها هشام و هو يتفقد ملامح عمك ، الذي دخل إلى مكتبه ، و جلس بدون أي كلام ، كما أن ملامح وجهه شاحبة
- هشام ، انا واقع في ورطة ، لا أعلم حتى كيف أبدا الكلام
إستشعر هشام القلق و الخوف التي يتملك عمه
- عمي، أنا في ظهرك و سندك دائما و ايا كانت المشكلة فأنا سوف ادعمك دائما
- أتتذكر عندما تزوجت الجزائرية و تركت المنزل
- ليس كثيرا ، كنت صغيرا وقتها ، لكن نعم أتذكر أنك تزوجت جزائرية ثم لم تتفقوا و تطلقتم
- هذا ليس ما حدث تماما، كنت في سنك تقريبا ، لكني كنت طائشا و غبيا جدا ، كانت فاتنة بأتم معنى الكلمة ، و محترمة جدا ، عرضت على جدك الموضوع رفض بشدة لم يكن قد مر سنة على وفاة والدك خافوا أن تأخدني نجود معها إلى الجزائر و يحصل لي كما حصل لوالدك ، حاولت معهم لكن لم أستطع إقناعهم ، تزوجتها غصبا عن اي احد ، حتى هي لم توافق عائلتها لكنها تمردت مثلي تماما
لوى شفتيه في سخرية
- كنا نظن أن هذا الحب سيظل إلى الأبد، كنا أغبياء ، سحب مني جدك كل شيء ، لو وجد طريقة لكي يسحب مني ملابسي التي أرتديها لفعلها ، حاولت كثيرا إيجاد عمل، لم تفتح لي أي شركة بابها فلا أحد سيجرأ على إغضاب عباس البحيري
تنهد بقوة و تابع
في احد الايام كنت جالسا على في إحدى المقاهي الشعبية ، إصطفت سيارة جدك أمامها و نزل منها و جلس معي
- تبدوا في حالة مزرية
- أتيت لتشمت لا بأس يا أبي ، أنا بخير و الحمد لله
- كيف تختارها هي ضد عائلتك
- على الأقل هي لم تتركني ، هي لا تحبني من أجل المال او اي شيء
- غبي و ستظل غبيا ، كيف تترك والدتك المسكينة من أجل فتاة عرفتها منذ شهور
- هذه الفتاة برهنت لي أنها مستعدة أن تعيش معي في اي ظروف
- هذا اذا عاشت أصلا
- ماذا تقصد ؟!! ستقتلها من أجل أن اعود
- إسمع ، أنا لا أعرف تجميل الكلام ، لكن إذا كنت تحبها دعها تذهب و إلا لن يعجبك تصرفي ، تهديدي أنفذه دائما و انت تعرفني ، أنها ليست لك ، دعها تعود إلا بلدها حية بدل أن تعود إليه بطريقة أخرى، لن أخسر شيئا بالنسبة لي ،
فكر جيدا و أخبرني .
هذا ما قاله جدك بالحرف الواحد، مازالت كلماته تتردد على مسامعي دائما .
لم يكن هشام مندهشا مما يسمعه ، فجده مستعد للتحول إلى شيطان من أجل الوصول إلى مبتغاه ،
- أتعلم ، فكرت كثيرا فيها، كنت خائفا ، لم أكن قادرا على حمايتها والحفاظ عليها
قاطعت هذه الكلمات شرود هشام ليسأله
- ماذا قولت لها ؟
- ذهبت إلى بيتي الصغير ، و وجدتها تستقبلني بإبتسامتها الرائعة .
شعر خالد بغصة في قلبه و هو يتذكر ذلك اليوم المشؤوم
- عمي هل انت بخير؟ هل أحضر الطبيب ؟
- لا داعي ، أنا بخير
أراح خالد رأسه إلى الخلف و روى لابن أخيه ماذا حصل في تلك الليلة
- كان عليا أن أكذب عليها ، لو أخبرتها الحقيقة لبقيت معي ، ظهرت في نظرها النذل الجبان و الخائن لكن كان ذلك من أجل حمايتها لم أرد أن تطالها يد أبي.
ربت هشام على كتف عمه
- لا تحمل نفسك الذنب، انت فعلت ذلك من أجلها
- الذنب ذنبي ، كنت قادرا على الهرب بها، لكن انا إخترت أسهل الحلول.
- إنتظر لحظة ، انت قولت أنها غادرت في أول طائرة
هذا يعني أنكم لم تتطلقوا
- في الواقع أخبرت جدك اني طلقتها غيابيا، لكن الحقيقة لم أجرء يوما على ذلك ، كيف أطلق من ذاب قلبي فيها عشقا ، أتعلم لماذا انا احكي لك كل هذا ؟
- لماذا ؟
- لقد قابلت نجود اليوم ؟
- ماذا ؟!!!!
قالها هشام متسائلا
- لم أصدق أنها عادت أيضا ، و المفاجأة أنها عندما غادرت كانت حاملا ، أي أن لي إبنة منها
إكتست الدهشة ملامح هشام، عمه إكتشف للتو فقط أن له إبنة و هو لا يعلم ما يجب أن يقوله حقا
- إذا كنت انت مصدوم فتخيل صدمتي
- عفوا يا عمي لكن العديد من الأسئلة تدور في رأسي و لا أعلم من أين أبدأ
- سمعتها صدفة و هي تتحدث في الهاتف ، كانت تنوي السفر قبل أن إكتشف أمرها ، لكن قدر الله أن اكتشف كل شيء.
إستمع هشام إلي عمه في هدوء تام ، فهو الأن متأثر بمشاعر عديدة ، لن يستمع إلى صوت العقل عليه التصرف بمفرده .
- عمي ، اعصابك متعبة جدا ، و بهذه الطريقة ستمرض ،أعدك أن نجد حلا مناسبا لكل شيء، لكن الأن ستذهب إلى القصر و تريح نفسك ، و أعدك أني سأنهي هذا الاجتماع الأخير و أعود للبيت و سنجلس و نتناقش في هذا الموضوع .
- انت إبني الذي لم أنجبه، تذكرني بوالدك ، كنت أذهب دائما له بمصائبي و هو يحلها دائما
إبتسم هشام عندما شبهه عمه بوالده، ذلك الرجل الرائع الذي لن يكرره الزمن .
خرج من خالد من مكتب هشام و هو يحس براحة نوعا ما فمنذ رحيل نجود لم يتكلم عنها مع اي أحد ، حتى أنه لم يستطع العيش مع والديه لمدة سنة كاملة بعد تهديده له بأذية نجود إلا أن مرضت ماجدة ، فإستسلم و عاد للعيش معهم ،
أما هشام فكان يفكر في موضوع نجود ، هشام رجل عملي جدا ، لمحت في رأسه فكرة أنها ربما تريد شيء معينا ، حسب كلام عمه خالد فهي ليست مادية ، ربما تغيرت ، ربما تريد حقوقها و حقوق إبنتها ، قام هشام ببعض الاتصالات عليه التأكد من بعض الأمور هو لن يسمح لشيء أن يؤذي عائلته خاصة عمه الذي هو في مقام والده ، اكمل عمله و إجتماعه و جلس في مكتبه يفكر جيدا في موضوع عمه ، لقد تأذى عمه بما فيه الكفاية يريده أن يحظى بقليل من السعادة لكن عليه فقط التأكد بأن نجود صادقة في أقوالها
طرق الباب و أمر هشام الطارق بالدخول
- سيدي لقد قمنا بالتحقق من أمر المدعوة نجود، نعم هي لديها إبنة إسمها روح ، لكنها مسافرة و أنها عادت اليوم فطائرتها ستهبط الساعة 5 ، ولكن حجزت السيدة نجود تذكرتين إلى الجزائر بعد غد ، و هذا الملف بكل المعلومات التي تريدها ، أي شيء آخر
- قد بالمرور إلى حسابات الشركة ستجد هناك مبلغ من المال من أجلك
- في خدمتك دائما سيد هشام ، بالإذن
و إنصرف الرجل من أمامه
-حسنا يا سيدة نجود ، تأكدنا من أنك فعلا لديك إبنة ، لنرى الأن اذا كانت فعلا إبنة عمي أم أنك تلعبين معنا
كان هشام يخاطب نفسه بتلك الكلمات ثم نهض من مكانه بعد أن إطلع على مكان تواجد نجود و إبنة عمه
......

........
أطول جزء لعيونكم يا جماعة
و إستعدوا الأحداث ستصبح أخطر و أخطر
لا تنسوا التصويت

انتقام الروح (الجزء1)Where stories live. Discover now