الفصل 23 : حادث أليم

411 33 2
                                    

مفادها
" نفذ الأمر الذي طلبته منك و إجعله يبدو كأنه حادث "
حسنا ، لقد حسمت قرارها و إختارت موته .
ليست نادمة هو من إضطرها إلى هذا ، فيتبقى هشام الذي سيدمره حتما إكتشاف أن جده قتل أمه و أباه ، اما تلك اللعينة و إبنتها عليهما الذهاب بأي طريقة لم تعد تحتمل وجودهما في حياتها .
_____________________
أشرقت شمس يوم جديد على بيت الشابين ، حيث جهزا نفسهما و ذهبا لتناول وجبة الفطور مع العائلة ،
تأملت سوزان وجه يوسف كثيرا ، و هي تتمنى متى ينهض و يذهب لتتخلص منه للأبد ، لم تنتبها لحظة ندم واحدة و هي تخطط لقتل شخص بريء ، ذنبه الوحيد هو أنه عشق إبنتها ، أكمل يوسف فطوره و سأل عن نرمين فأخبرته جدته أنها خرجت باكرا لأن لديها درس و لم تستطع الانتظار لأنها ستتأخر ، قبل يوسف جدته و خرج .
دخل سيارته ليتفاجأ بشخص يخرج من خلف السيارة و بدهشة و حيرة صرخ بها
- نرمين ؟؟؟!!
- مفاجأة أليس كذلك ؟
- ماذا تفعلين هنا اخبرتني جدتي انك ذهبتي إلى درسك .
- اخرجنا من البيت أولا و سأخبرك
قاد السيارة خارج القصر ، و قفزت هي إلى المقعد المجاور له ، نظر لها نظرات مستفسرة
- فسري لي ما هذا الذي فعلتيه ؟
- قمت بتغيير مكاني .
إحتدت نظراته ، مما جعلها تشعر بقشعريرة في جسدها ، فردت بتلعثم
- سئمت من الرقابة المفروضة علينا ، إشتقت لك و أردت أن أراك كما كنا نفعل من قبل .
أنهت جملتها و أخفضت رأسها في خجل ، إبتسم هو بدوره على تصرفها الطفولي
- و هل تعتقدين أن والدك لن يعرف بهذا؟
تفقدته في قلق
- من سيخبره ؟
- لا أعلم، ربما الحرس .
إتسعت عيناها في خوف ، ليأخد هو نفسا طويلا
- نونو، أتفهم أنك إختنقت من هذا الوضع ، صدقني أنا أكثر ، لكن قيامك بهذا سيزيد الطين بلة ، اذا عرف والدك سيعاقبك، سأحرم من رؤيتك أكثر، ثم اننا سنفقد ثقة والدك بنا ، انا احتمل كل هذا فقط لكي يراني الرجل المسؤول الذي سيستأمنه على إبنته .
زمت شفتيها في أسف شديد
- انا أسفة ، لم أفكر في كل هذا ، كل ما فكرت به هو رؤيتك وقتا أطول .
- لا بأس حبيبتي انا أيضا مشتاق لك أيضا.
إحمرت خدودها ، كان يوسف يقود و يمتع عينيه برؤية تلك الصغيرة ثم حاول إستخدام المكابح .
ما هذا المكابح لا تعمل ، لا يستطيع إيقاف السيارة ، تغيرت ملامحه للذعر الشديد ، ماذا سيفعل الأن، حاول السيطرة على أعصابه لتسأله عن حاله
- حبيبي ما بك ؟
- لا شيء عزيزتي ، ضعي فقط حزام الأمان.
وضعته في صمت شديد ، رأى على سيارات متوقفة و لا يمكنه تغيير مسار السيارة ليقوم بإمساك يدها و تقبيلها بقوة و يخبرها أنه يحبها كثيرا بينما هي مستغربة منه كثيرا لكنها بادلته عبارات الحب ثم ...
عم السواد
------------------------
في المستشفى وقفت العائلة كلها على باب غرفة العمليات ، و هم ينتظرون الأطباء ليطمئنهم على حالة يوسف و نرمين ، عاشت سوزان لحظات ضياع مهولة فهي لم تعلم بتواجد إبنتها معه ، مجرد التفكير أنها كانت فعلت مثل ما فعل عباس ، حول قتل أمارا فإنتهى به الأمر بقتل إبنه ، نعم إبنتها بين الحياة و الموت بسببها هي
خرج أحد الأطباء و طمئنهم على حالة نرمين ، لكن يوسف حالته خطيرة جدا ، لأنه تعرض لضربات عديدة على رأسه، احس هشام بالم الفقدان للمرة التانية ، لماذا عليه أن يختبر هذا مجددا ، ليس من العدل أن يفقد كل من يحبهم مرة تلو الأخرى، أخوه كان سبب صموده طيلة سنوات و ها هو الأن في حالة خطيرة .
كانت قد وصلت لتوها لمكان تواجدهم سلمت على خالد و حاولت التخفيف عنه ليلفت إنتباهها ذلك الرجل الذي على مشارف الانهيار ، شارد في اللاشيء ، إستئذنت من والدها و إقتربت منه و ربتت على كتفه لينظر لها بنظرة قاتمة، نظرة تبعث على الذعر ، و ملامح متشنجة يحاول السيطرة عليها بقيت تتنقل بين خالد و هشام تحاول التخفيف عن كلاهما إلى أن خرجت نرمين من غرفة العمليات و ذهب الجميع ورائها ما عدى هشام الذي لم يتحرك من مكانه قيد نملة ، يريد فقط أن يستيقظ أخوه، مرت نص ساعة و عادت للجلوس بجانبه.
- هل هناك أخبار جديدة ؟
هز رأسه نفيا ، لفت رأسها و تأكدت من عدم وجود أي أحد لتقول بشكل حاد
- توقف عن هذا و إترك نفسك
نظر لها بإستغراب شديد كأنه يقول ماذا تقصدين
- انت الأن تحاول التحكم في مشاعرك و هذا خطأ ، دع غضبك و حزنك يخرج ، لن ينقص هذا منك شيء بالعكس قد ترتاح قليلا
اشاح بنظره بعيدا عنها ، لتقترب منه و تضع يدها على يده و بإبتسامة رقيقة و يلتفت لها
- انا هنا دائما ، اذا أردت شخصا تتحدث معه.
أخفض رأسه إلى الأسفل
- أعتقد أنك اخدت طبعي و أصبحت تخفض رأسك أيضا.
لاح شبه إبتسامة على وجهه ، يقدر مواساتها له فهي تجلس معه بدل أن تكون بجانب أختها لكنه لا يستطيع تكوين جملة واحدة عم يشعر به ، يريد البوح لكنه لا يعلم كيف يقول ذلك ، ينظر لها و هي تحاول معه بكل طرق تارة تخبره أن يوسف سيكون بخير و تذكره بمواقف قليلة جمعتها بهما و أدركت أنهما شقيقان مقربان جدا ، و تارة تخبره أن حب نرمين و يوسف حقيقي و سيحاربان الموت من أجله، حاولت كثيرا معه و هو لا يرد بشيء سوى بهز رأسه ثم صمتت فجأة تفقدها في حيرة ، و تسأل اذا كانت قد سئمت ، أحس بألم شديد في حنجرته و هو ينطق
- لماذا سكتي؟
- ظننت انك منزعج من ثرثرتي
- بالعكس ، أنها تهون عليا و تمنعني من التفكير في الأسوء.
- لن يكون هناك أسوء.
- كيف تعلمين ذلك ، حين فقدت والدي و والدتي لم أكن أعرف أن هناك شيء أسوء من سفرهما لكن إكتشفت أنه هناك الأسوء دائما حين حضرت جنازتهما .
أدركت أنه خائف مت فقدان شقيقه ، ما تراه الأن ليس الرجل القوي بل مجرد طفل مرتعبمن فكرة فقدان اخر أفراد أسرته، تحررت دمعة حبسها كثيرا لتشق طريقها على وجهه و قبل أن يمسحها إمتدت أناملها و مسحتها في رقة و هي تبتسم ،و كرجل شرقي كره نفسه على ضعفه أمامها، لم يرد أبدا أن تراه في هذه الحالة ، بالتأكيد تشعر بالشفقة عليه الأن . .
عاد عباس و خالد للإطمئنان على يوسف فأخبرهم هشام أنه لا يوجد جديد و طلب منهم العودة عند نرمين و سيخبرهم عندما يخرج من العمليات .
و بدون النظر اليها قال
- إذا اردت العودة للإطمئنان على نرمين إذهبي .
كان قوله باردا و بدون ذرة مشاعر
عقدت ذراعيها في تحفز
- لا شكرا ، أفضل البقاء هنا إلا أن أطمئن على زوج أختي المستقبلي ، مستقبلي كخالة يعتمد عليه .
حاولت إطفاء بعض المرح عله يبوح بكلمات أكثر
- روح انا اقدر ما تفعلينه ، لكن لا داعي للشفقة علي سأكون بخير .
"هل جرأ و قال شفقة ، هذا الرجل سكن عقلي منذ رأيته اول مرة، لم أعرف معنى الاعجاب و المشاعر إلا عندما تكلمت معه ، انا كاذبة في كل شيء إلا في مشاعري معه ثم يقول شفقة ، هل أفتح رأسه و ادخله العمليات مع أخيه "
هذا ما فكرت به مريم ، إستجمعت هدوءها
- انا لا أشفق عليك هشام ، كل ما قولته كان من قلبي ، ثم لماذا أشفق عليك انا و انت في نفس الموقف، منذ ساعة فقط أختي كانت بين الحياة و الموت أيضا هل كنت أشفق عليك وقتها أيضا ، انا اقدر مشاعرك إتجاه أخيك و أعلم مدى حبك له لذلك أحاول دعمك لكن اذا كنت لا تردني ذلك شيء آخر
قالت كلمتها الأخيرة و همت بالوقوف، لكنه مد يده و أوقفها و بصوت خافت همس
- إبقي معي.
__________________
عادت نهى إلى بيتها مبكرا لعلها تنجوا من تسلط والدها عليها قليلا ، دخلت إلى غرفتها بعد أن وجدت والدتها نائمة و جلست على سريرها تستذكر ما حدث اليوم مع أدم
فلاش باك

صدحت ضحكتها في أرجاء الحديقة بعد إلقاء أدم نكتة مضحكة ، تأملها كثيرا إلى أن أحست بالخجل
حمحم أدم
- أي سنة انت ؟
- أولى ثانوي
- إسمعي لدي فكرة عبقرية .
- لا ، شكرا ، اخر فكرة كان الحرس سيقوم بقتلي .
- لا ، كفانا مقالب ، أقصد فكرة جيدة بشأن دراستك
- ماذا تقصد ؟
- ما رأيك أن أسجلك في مدرسة خاصة ، و تأخدين دروسك معي هنا .
- المدرسة الخاصة تعني أموال كثيرا ، و انا لا أملك اي مبلغ
- هل سألتك عن المال انا سألتك اذا كانت الفكرة مناسبة لك .
- الفكرة مناسبة و لكن ليس...
قاطعها بشدة .
- نهى جربي رياضة إسمها الصمت و دعني أساعدك قليلا
- لكن هذا كثير علي
- انت تهونين عليا البقاء في هذا السجن ، صحيح لا نعرف بعضها منذ وقت طويل لكني احسك قريبة مني ، ثم نحن أصدقاء و انت تساعدنني دائما ، جاء دوري لمساعدتك .
نهاية الفلاش باك
لا تصدق أنه اخيرا ستعود للدراسة لكن عليها إبقاء هذا الأمر سرا ، اذا علم زوج امها الكريه فمن المؤكد أنه سيخترع اي مشكلة، تذكرت ملامح أدم، كم يبدوا وسيما ، بدأت أعراض الانسحاب في الانخفاض، فقلت الهالات السوداء قليلا و عاد لونه قليلا و إختفى الشحوب ، لم يعد يبدوا مثل الاشباح كأول مرة قبلته فيه
تقلبت في فراشها و هي تحاول طرده من تفكيرها لكنها لم تستطع
______^____//////________
حركت مريم رقبتها في ألم شديد ، ليلاحظ هو ذلك
- إذا تعبت بإمكانك العودة للبيت ؟
- لا سأبقى .
- روح، لا داعي لإتعاب نفسك ، اذا طرأ جديد سأخبرك
- هشام، حسمت قراري انا باقية معك .
و بينما هما يتجدلان خرج الطبيب من غرفة العمليات ليهب هشام مسرعا إليه فيخبره ب ..........
___________
الدعم صاير كثير ضعيف على فكرة
وين اللايكات يا جماعة

وين التصويت ، الجزء قصير بسبب نقص الدعم

انتقام الروح (الجزء1)Where stories live. Discover now