الفصل25 : حاولوا قتلنا

394 34 6
                                    

أخبرتهم الممرضة أن نرمين قد استيقظت وهي في حالة انهيار عصبي لأنها سألت عن يوسف ولم يرد أحد اخبارها بحالته، تحرك الاثنان مع الممرضة وحين وصلا، كانت نرمين تبكي بشدة ووالدتها تحاول تهدئتها وما ان رأت هشام حتى بدأت برجائه

-هشام خدني عند يوسف، أريد أن أراه، أين هو، لماذا لا يخبرني أحد بشيء عنه

اقترب منها ووضع يده على رأسها وحاول تصنع الابتسام بهدوء
-هو بخير ، لكن لم يستيقظ بعد ، الحادث كان قوي جدا ، لكنه قوي كعادته ، الأمر فقط أنه يحتاج وقت إضافي لكي يتعافى ، انتي تثقين بي ، انا اخوكي الكبير
هزت رأسها بهستيرية
- إذن، إهدئي ، و تنفسي بعمق تردين أن ينهض يوسف و يراكي هكذا
هزت رأسها بالنفي و لازالت تبكي
- إسمعي ، إنظري لي دعك منهم كلهم ، عندما سيستيقظ ، سأخدك لتريه ، الأن كل ما اريده منك هو أن تسترخي.
دفع بجسدها للوراء لتسلقي ، قامت الممرضة بحقنها بمسكن و ما هي إلا لحظات قليلة و نامت خرج الجميع ، إنهارت سوزان في أحضان خالد بالبكاء و بجانبهم أدم فيما نظر هذا الأخير لهشام نظرة إمتنان اما مريم فكانت تراقب كل شيء و محتارة في مدى قوة هذا الرجل، لقد قام بالتحكم باعصابه و تهدئتها بطريقة سلسلة دون أن يشعرها أن هناك خطب ما ،
يزيد إحترامها و تقديرها له في كل مرة ، أما هو فكان في واد آخر من التفكير ، ماذا سيفعل اذا سألت نرمين عنه مرة أخرى و لم يستيقظ بعد ، ستكتشف كل شيء و ستنهار، لن تتحمل من دونه ، هو يعلم كيف هي طبيعتها ، مشى لحين خروجه من المستشفى و لاحظ حديقة جانبية فجلس على أحد مقاعدها ، و غرق في تفكير عميق فكل شيء و لا شيء ، لحظات و جلست هي بجانبه ، نظر لها بإستغراب
- بدأت تسأم من الفتاة المتطفلة التي تتبعك منذ البارحة، قالت جملتها و إبتسمت في مرح
- انتي الوحيدة التي لا يستطيع أي أحد أن يسأم منها.
لم يدرك ما قاله إلا بعد أن رأى تعابير الصدمة على وجهها ، لتمازحه
- هذا يعني أنك لن تطردني كجدك.
- هو جدك أيضا بالمناسبة .
- انت تجيد حقا فعل هذا.
- فعل ماذا ؟
- لا أعلم، أنت تجيد التعامل مع الضغط اعتقد، كنت حزينا على يوسف لكنك تماسكت و هدأت نرمين حتى كدت أصدق ما قولته .
- حسنا هي حساسة نوعا ما، و من السهل أن تصاب بنوبة هلع و ستزيد من سوء حالتها لذلك كان علي أن اتماسك ، اذا قولت لها الحقيقة لن تحتمل.
لاحظت إمتعاض ملامحه فقررت تغيير الموضوع ،
- ادم يبدو شخصا لطيفا .
- هو بالفعل كذلك ، متهور قليلا ، و غبي كثيرا لكنه ذو قلب طيب .
ضحكت بخفوت على طريقته في وصفه ، و إبتسم لها ، ثم سألها
- عندما كنا في الداخل قولتي أن يوسف مثل أخيك، ماذا عني أنا ؟
إرتبكت كثيرا من سؤاله، لكن لم تستطع أن تجيبه، هي لا تعتبره اخاها ، الأن فقط لاحظت انها لم تعامله على أنه أخ، إذن ماذا هو بالنسبة لها، اللعنة لقد أحبته ، أدركت في تلك اللحظة فقط أنها قد وقعت في حبه ، كم كانت غبية ، ظنت انه مجرد اعجاب لكنها الأن تحبه ، لقد وقعت في حبه في اسابيع قليلة ، ربما هذا ليس حبا ، ربما مجرد إمتنان لأنه قام بالاعتناء بها تلك الليلة في الحفلة و لم يتركها .
اما هو فلعن نفسه على هذا السؤال، لقد عادت إلى صمتها من جديد ، لقد أحب أحاديثها ، و غاص في بحور عينيها كلما تطلعت له و الأن عاد إلى نقطة الصفر ، فقد انزلت رأسها و عادت إلى قوقعة الصمت مجددا، لكن ليس هذه المرة، سيقوم بالأمر بطريقته سواء أحبت او كرهت ، مد يده و رفع رأسها لتقابله زوج من العيون الحائرة ، ليقول لها
- لنعد إلى الداخل .
أمسك يدها و أحست بكهرباء تجري في عروقها ، مشت معه دون أن تتحدث ، كانت قبضته قوية جدا ، لكنها أحست بالطمأنينة .

انتقام الروح (الجزء1)Where stories live. Discover now