الفصل 20 : الحفلة(لقاء روح بالعائلة)

446 27 5
                                    

قرأت تلك الرسالة بسعادة بالغة، فتلك الرسالة تفيد بأن الرجل الذي كلفته بخطف محمود قد قام بذلك ، كم هذا رائع ن رغم أن هذا ليس عيد ميلادها الا انها تلقت اجمل هدية.

رفعت رأسها فوجدت خالد متجها اليها

- ما هذا أين أدم ، ألم تحضره معك أم أنه لم يصل بعد ؟

- أدم لن يحضر الحفلة

- ماذا ؟ كيف لن يحضر ؟ انه عيد ميلاده؟ هل حصل له شيء ؟

- اهدئي لم يحصل له أي شيء لكن هناك إجتماع مهم مع وفد أجنبي ؟
لتغضب سوزان بشدة
- ما هذا الهراء ، أجل الاجتماع طبعا و دعه يحضر

حاول أن يتماسك أعصابه أمامه و لا يصرخ بها أن إبنها مدمن و هو يتعالج الأن.
- سوزان ، انت من أردت أن يتعلم أساسيات العمل ، و كمبدأ العمل يأتي قبل شيء ، هذه الحفلة سنقيم غيرها بعد أن يتحصلوا على شهادة الثانوية العامة ، لكن مثل هذا الاجتماع لا يتكرر كل مرة ، إوزني الموضوع قليلا، و توقفي عن هذا الجنون.
فكرت قليلا مع نفسها ، أن يجيد أدم العمل في مدة قصيرة معناه ان يتحكم في كل شيء و منه ستبسط سيطرتها على شيء .
- حسنا يا خالد ، إفعل ما تراه مناسبا ، سأدخل عند نرمين ، أراك في المساء

تفاجأ قليلا بهدوءها ، لكن باله الأن مشغول بروح ، عليه الذهاب لأخدها لتجهز نفسها .

_____________________
في نفس الوقت في غرفة نجود
جلست مريم أمامها و هي تخبرها بما حدث معها عند ما ذهبت إلى الشركة و كل الأحداث التي حصلت منذ غيابها ، لكنها أخفت ذلك الحديث الذي جمعها بهشام حين زارها الكل.
- ممتاز ، هذا يعني انهم بدأوا يثقون بك
- كنت أريد طلب شيء منك ؟
- اطلبي
إبتلعت مريم ريقها في قلق
- لا أريد أن اذهب للحفلة ، نعم لقد قالتها ، لست مضطرة أن تتحمل كل هذا ، كل مرة تجتمع فيها مع أحدهم يشعر بفظاعة ما تقوم به ، خاصة مع خالد ، و لن تنسى الحالة التي تنتابها مع هشام ، تريد يوم راحة ، يوم لا تفكر فيه في شيء.
حاولت نجود تمالك أعصابها ، فيكفيها قرار ترحيلها الذي لم تستطع أن تحله ، و كذلك ذهاب هشام للفندق الذي كانت تقيم به و معرفته بزيارات عمر لها ، و الأن هذه المدللة لا تريد الذهاب للحفلة ، كم تمنت أن تصفعها ، لكن عليها أن تتحدث معها بهدوء لتضمها إلى صفها ، و لكي تضمن أن لا تنقلب ضدها .
هدئت نفسها بعد كل هذه الأفكار و بنبرة راجية و حنونة برعت في تزييفها
- حبيبتي ، أعلم أن كل ما تمرين به صعب، كذب طول الوقت ، تمثيل على أشخاص انت لا تعرفينهم، تشعرين بالذنب .
هزت مريم برأسها، فعرفت نجود أن وجدت الخلل .
- عزيزتي، يشهد الله اني إعتبرتك مثل إبنتي روح ، منذ أن قابلتك في الطائرة و لم أكن أبدا لأوافق على موضوع إنتحال الشخصية هذا إلا إذا كان ذلك اخر حل ، و هو كان فعلا اخر حل ، رأيت بنفسك ما فعله بي خالد من ضرب و إهانة .
بتردد ردت عليها
- لكنه صادق دائما معي ، لم يؤذني أبدا ، لا أفهم كيف قام بإيذائك.
إبتسمت نجود بتفهم
- هذا ما يريد إظهارك لك ، لكي تحبيه أكثر و أكثر، المفروض انه لم يرك لمدة 20 سنة ، اكيد يريد سيجتهد من أجل أن يكسب حبك ، و بالنسبة للحفلة ، فهي مهمة كثيرة ، لأنه سيقدمك لعائلته ، هذه العائلة التي عاشت إبنتي حياتها كلها تتمنى أن تحظى بها ، كم كنت أرى القهر في عينيها كلما تحدث أحد عن عائلته ، إبنتي دائما كانت تلتزم الصمت و تحس بالوجع لأنها لم تمتلكها يوما ، لم يكن لديها سواي.
رغم أنها كانت تمثل فالبداية لكن بمجرد أن بدأت الحديث عن روح، غلبتها الدموع، الدموع التي حبستها دائما ، لكنها عاشت الصدمة و لم تصدق بموت إبنتها ، لكنها الأن تعي أنها لم تعد موجودة و هدفها أن تنتقم من خالد و عائلته فقط .
عانقت مريم نجود بقوة ، من بين كل المرات التي واستها فيها، هذه اصدقهم فهي كانت تبكي بحرقة على إبنتها ، حاولت مريم عدم التأثر بخالد و هشام و نرمين، فهي هنا فقط لمساعدة نجود، هذا ما وعدتها به منذ البداية و ستلتزم به حتى نهاية هذا الأمر.

انتقام الروح (الجزء1)Where stories live. Discover now