الفصل الرابع

2.7K 62 0
                                    

#عشق_وحيرة
#البارت_الرابع
**__**__**___**_&&&&
هرولت سهيلة لفتح الباب لتتلاقى عينيها بعيني أخيها الغاضبة من مظهرها البعيد عن الحداد،
ليدخل من الباب ويمسكها من ذراعها ويسحبها وراءه إلى عمه المندهش من أفعاله ويحدثه قائلا
"ياه يا عمي للدرجة دي نسيت أخوك ونسيت حزنك عليه بسرعه كده، وكمان خليت أختي تلون وتتزين، بس الغلط غلطي أنا، لأني سبتها ليك"
و التفت لسهيلة
" يلا يا هانم اتفضلي ادخلي لمي هدومك، والله ما هتباتي ليله تاني فيها، مش خلاص خلصتي دراستك ونجحتي، كفاية كده عليكي، والبسي فستانك الأسود اللي قلعتيه على ابوكي بعد ست شهور بس، ويا عالم يمكن قلعتيه من تاني يوم".
ويدفعها بقوة لتتلقاها مايا بين ذراعيها قبل سقوطها على الأرض.
تطلع له فخري بغضب وصاح فيه بشدة لعدم احترامه له وتعديه على أخته في بيته
"بقى انت بتحلف على أختك في بيتي، خلاص مبقاش في احترام!!، فيه إيه يا فوزي كبرت ومحدش بقى مالي عينك وإلا إيه!!، اسمع مفيش كلمه هنا بتمشي غير كلمتي، وعايز تدخل بيت عمك ويترحب بيك يبقى تحترم نفسك وعمك الكبير، وسهيلة مش هتخرج من هنا غير علي بيت جوزها فاهم يا ابن اخويا وإلا تحب أفهمك بطريقه تانيه"
ابتلع فوزي لعابه بصعوبة وارتبك من غضب عمه عليه وحدثه بهدوء ليحاول أن يمتص غضبه قبل أن يطرده من بيته لسوء تصرفه وعدم اظهار احترامه له واهانته لأخته أمامه
"يا عمي يعني أختي تلبس ملون وأبوها لسه ميت من كام شهر، ينفع كده؟!، وكمان هي خلصت دراستها والواجب إنها تتجوز، خلاص وجودها هنا ما بقالوش لازمه، أنا هاخدها معايا للبلد وتقعد في دار أبوها لحد ما يجيلها صاحب نصيبها ونجوزها".
توجه فخري تجاهه ووقف أمامه وحدثه بتحدي وتصميم
"قولتهالك مره، وهقولها تاني، أختك مش هتخرج من هنا غير على بيت جوزها، وانت هتيجي هنا باحترامك أهلا وسهلا، غير كده مش عايز أشوف وشك، فيه حاجه تاني عايز تقولها علشان مش فاضيين ليك لأنك جيت في وقت غير مناسب".
ابتسم فوزي بغيظ وتطلع لهم بتمعن ليراهم جميعا في كامل زينتهم وأناقتهم، ويحدثه قلبه أنهم يريدون أن يتخلصوا منه، أيعقل أن تكون خطوبة أخته ولا يريدون إخباره حتى لا يعطلها
ويستغل الفرصة لكي يتخلص من هم أخته ويحدث عمه بخبث
"من الواضح يا عمي إنكم خارجين، أو في انتظار ضيوف وعلشان معطلكمش أنا عايزك في كلمتين وبعدها هاشيل إيدي من مسؤولية أختي خالص، ممكن يا عمي؟".
تطلع فخري لساعته وحك ذقنه بيده دليلا على الحيرة
"ماشي، تعالي يا فايز ادخل الصالون نتكلم و يا ريت تخلص بسرعه، أنا عندي ميعاد مش عايز أتأخر عليه".
ويسبقه إلى الصالون ويتبعه فايز وهو ينظر لأخته بغيظ وغل، ويغلق الباب خلفه ويجلس أمام عمه فخري الذي تأفف بنفاذ صبر
" ها قول اللي عندك، عايزإيه؟".
تنهد فوزي وأخد نفسًا عميقًا وقال له
"أنا هاجيب من الآخر يا عمي، إنت عارف إن سهيلة تورث معايا في الفدان اللي ورثته تمان قراريط ،وثلث البيت، وأختي لا ليها في زرع ولا قلع، وكمان هتعيش معاك وهتبقي مسؤول عنها، وعلشان ميكونش في بينا مشاكل وتقدر تجهزها، أنا هاشتري نصيبها في الورث يعني نصيبها في الأرض ١٦٠ الف والدار ٤٠ يبقي كل اللي ليها ٢٠٠ ألف هاكتبلك بيهم شيك، وخليها تتنازلي عن نصيبها في ورث أبوها وبعدها انت حر فيها ، إيه رأيك؟".
نهض فخري من على مقعده ضاحكا بسخرية، ونظر لابن اخيه باشمئزاز واستحقار، وحدثه بحدة
"بقى انت عايز تآخد نصيب أختك من ورث أبوها، ماشي، مفيش مشكله، لكن بالحق، القيراط ثمنه فوق ال٣٠ ألف عايز تآخده ب٢٠ ليه؟، وكمان نصيبها في الدار ميقلش عن ١٠٠ ألف عايز تسرق فيه ٦٠ ألف يا ضلالي، اسمع لو عايز نصيب اختك خده بحق ربنا، غير كده مش هاتتنازل، وأنا اللي هاقف ليك".
ازدرد فوزي لعابه وتطلع لعمه بحقد وصاح
"بقى انت عايز تبيع ليا أرض أبويا زيى زي الغريب!!، ومين قالك إن حق الدار ٣٠٠ ألف دي متحصلش ١٥٠ اللي قالولك كده ضحكوا عليك علشان يطمعوك فيا، وإلا انت اللي طمعان في ورثها".
كانت إجابة عمه على ذلك الاتهام صفعة قوية على وجنته لتخرسه ويصيح فيه عمه
"اخرس يا حقير، هو انت فاكر إن كل الناس طماعين والجشع مالي قلبهم زيك، اسمع حتى لو أختك قبلت تبيع، أنا مش هاتنازل عن مليم من حقها في الأرض والدار، حقها فيهم ٣٠٠ ألف غير كده مش هاقبل، وانت أخوها وأولى تدفع ليها، ولو فاكر إنك هتآخد عليها الوصايه علشان تسرقها، يبقى بتحلم، و بتتحداني، وأنا مش زي أبوك اللي موته بحسرته وهاقف ليك،
واتفضل مع السلامه، الكلام بينا انتهى، واللي عندي قولته".
نهض فوزي وتطلع لعمه بغضب وحدثه بحدة وعناد
"مال أختي مالي، وأنا مش هادفع فيه مليم غير اللي أنا عايزه، والأيام بينا يا عمي، وهنشوف مين هيضحك في الآخر".
وفتح الباب وخرج منه والغضب يحتل كيانه، وأمسك بذراع سهيلة وهزها بقوة ونهرها قائلا
"متحسبيش إنه هيصون ليكي حقك، أنا هآخد عليكي الوصايه ومش هيقدر يقف في وشي، عمك محيلتوش مليم يصرفه على القضايا، كل فلوسه راحه على تعليم ولادة ولزوم المنظره،
أنا عرضت عليه اللي يشرفك قدام جوزك ويجهزك، لكن مدام رفض أقسم برحمة أبوكي ما هتآخدي مني مليم والأيام بيننا يا بنت أبويا (ويتهكم بسخرية ) خليه ينفعك عمك المهندس".
بكت سهيلة بحرقة وخوف من حديث أخيها وتهديده ووعيده لها، وأسرع عمها نحوها يفك ذراعها من يده القابضة عليها وأمسك فوزي من ذراعه وفتح الباب ليطرده
ليجد نور أمامه ينظر لهم باستغراب وهو بكامل أناقته لحضور زفاف أخته الوحيدة
ارتبك نور وسأله باستفسار
"هو في إيه يا باشمهندس؟، ومين ده؟".
لينزع فوزي ذراعه من يد عمه بعصبية ويصيح بغضب
"أنا كده فهمت، وإحساسي كان في محله، عايز تغدر بيا وتجوزها،
هو ده عريس الغفله".
وأمسك نور يريد أن يضربه، ليتدخل فخري ويدفعه بعيدًا عنه ويصيح فيه
"انت الجشع والطمع عمى قلبك، اطلع بره بيتي قبل ما أطلبك البوليس، واللي تقدر تعمله اعمله وهنشوف مين اللي هيضحك في الآخر، ويلا غور في ستين داهيه، وبكره ربنا هينتقم منك للي عملته في أبوك وطمعك في أختك يا خسيس".
نزل فايز باقي الدرج وهو يتوعد عمه بالانتقام وينظر لنور
"أما انت فحسابك هيكون معايا بعدين، لو فكرت تتجوز أختي من ورايا، أنا هاكون الوصي عليها و المسؤول عنها والولي عليها، فاهم وإلا لاء، ولقد أعذر من أنذر" .
ليلتفت نورناظرًا للمهندس فخري بتعجب و يسأله
"هو فيه إيه؟، ومين ده؟، أنا أول مره أشوفه".
تنهد فخري بألم وأغمض عينيه بحزن وتأثر بالغ وزفر بضيق
"مفيش حاجه يا ابني، شوية مشاكل فارغه، معلش إتأخرت على كتب كتاب أختك، يلا بينا كلنا جاهزين ".
تطلع لهم نور ولاحظ وجومهم، ماعدا سهيلة التي تنظر له بحب
ابتسم لها ووجه نظره لمايا و أطال النظر لها ليطبع ملامحها الهادئة الجميلة المحببة له في مخيلته وتنهد بعمق
"علشان كده طلعت ليكم استعجلكم، كلنا في انتظارك وبالذات إن بابا مصر تكون شاهد من الاتنين الشهود على كتب الكتاب، إيه رأيك موافق؟".
ابتسم له فخري بمودة
"ده شرف ليا، نجوى دي بنتي، يلا ميصحش نخلي الناس في انتظارنا أكتر من كده، يلا يا ولاد".
ونزلوا جميعا لكتب الكتاب الذي يعقبه حفلة الزفاف.
ومر باقي اليوم بسلام، وبحفل الزفاف كان نور طيلة الوقت يختلس النظر لمايا، التي تشيح دائما بنظرها عنه في خجل، لكن سهيلة تستغل نظراته إليهما و تنظر له وتبادله النظرات بإصرار عجيب، ويلاحظ نور نظرات سهيلة المستمرة له ويبتسم لها بمودة.
وتنتهز سهيلة فرصة مغادرة نور للقاعة لتخرج وراءه
وتناديه بصوت متوتر ومهزوز
" نور، اسطى نوررر".
استدار لها نور وذهب إليها، ليسألها باستفسار
" راحه على فين؟".
اقتربت سهيلة منه بجرأة وتبسمت في دلال
"خرجت وراك علشان عايزه أكلمك، من يوم ما خصلت الدراسة وانشغلنا في تجهيزات فرح نجوى، وأنا مش عارفه أوصلك أشعاري وخواطري، رغم إنك عمرك ما قلت رأيك فيهم، بس مجرد إني أعرف إنك قريتهم ولمستهم بإيدك بارتاح".
تطلع لها نور بغموض، مرتبكا من جرأتها وابتلع ريقه بصعوبة، وابتسم لها على استحياء وحدثها قائلا
"أنا كمان مشتاق لأشعارك وخواطرك، و رأيي فيها إنها كلها مشاعرملموسه وحقيقيه بجد، لو موجه لشخص معين يا بخته بيكي".

رواية ( الخطيئة) للكاتبة سلمي سميرWhere stories live. Discover now