📚الفصل التاسع📚

2.7K 62 1
                                    

#وشاء_القدر
الفصل _ التاسع
**___**___***&&&&&
نزلت مايا مسرعة من سيارة غادة ، وهي منزعجة من تصرفات صديقتها، وتقدمت نحو الشاب الذي صدمته ونظرت له ببالغ الأسف، ومدت له يدها كي تساعده على النهوض، ولتعتذر منه عما بدر من صديقتها المتهورة
"آسفه يا أستاذ مراد، أنا بتمنى تتقبل أسفي أرجوك".
أمسك مراد يدها وشد نفسه لينهض و يرى من ورائه نور وهو ينظر له بغضب مكتوم، كأنه يلومه كيف تجرأ ولمس يد حبيبة قلبه وعشقه الأوحد و يتقدم نحو صديقه ويشد يده الأخرى وبكل لهفه وقلق يسأله
"في حاجه حصلتلك طمني عليك".
ويحضنه وهو يشد يده من يد مايا ويجز على أسنانه
" لمست إيدها يا ريتني كنت مكانك، وكنت سرحان في إيه علشان العربيه تخبطك".
ابتسم مراد بتهكم وهمس لنور
"حاسب البنت اللي معاها شرسه، و ممكن تآخدك في سكتها، بصراحه كنت سرحان فيها أول مره اشوف بنت جميله كده وبتسوق بكل ثقه، يدوب سرحت فيها، خبطتني، بقولك يا صاحبي حاول تعرفني عليها بصنعة لطافه، هتقدر".
التفت نور لمايا، ليراها ذهبت نحو صديقتها تعنفها، فابتسم لصديقة
"متقلقش هحاول أعرفلك مين دي، يمكن تقدر توصلني لحبيب مايا اللي سرقها مني وسرق قلبها".
ويتركه ويذهب لهما،
وترى غادة نور يتقدم نحوهما فتضحك في وجهه وتزيح مايا من أمامها وهي تقول بكل شقاوة
"وسعي كده، خليني أشوف المز اللي جاي ده".
وتحدق فيه وهو يقترب منهم، وفجأة تشهق بدهشة
"مش ممكن تكون انت!!"
وتقترب منه وتنظر له بتمعن من رأسه حتى اخمص قدميه وتصيح قائلة
" انت نور العجلاتي، أوبس بقيت مز يا أسطى".
ضحك نور بمرح وهو يتفحصها بسخرية
"عرفتك، انتي غادة المشكلجية، اختفيتي فين يا بنتي بعد موت والدتك، من فترة محدش بيشوفك".
ذهبت غادة نحوه و جذبت يده، وسلمت عليه سلاما قويا كسلام الشباب
"كنت مع بابا يا اسطى، بعد موت ماما خدني عشت معاه، هو ومراته التانيه في الخليج، ورجعت من اسبوعين".
وضربت رأسها بكف يدها، وصاحت
" أما أنا غبيه بشكل، كنت أقدر أوصل ليكي يا مايا لو سألت عن نور العجلاتي، أشهر عجلاتي فيكي يا شبرا، دي كل بنات ثانوي كانوا بيجو يأجروا منه العجل علشان يعاكسوه ويكلموه".
ضحك نور بمرح
"و انتي كنتي بتأجري العجل ليه؟ شقاوة و غلاسه، كنتي تخرمي العجله وتقوليلي خد صلحها وعلى حسابك لأنك مديهالي مخرومه، بتمشكليني والسلام وكنتي قصداها، صح؟"
ضربت كفها بكفه و قهقهت
"بصراحه آه، علشان مكنتش بتحب تتكلم معانا، ولا تعبر أي بنت فينا، كنت متغاظه منك ونفسي أخليك تنطق".
وقلبت يده " إيه ده!! هو انت اتجوزت، مين قدرت تسرق قلبك يا مز".
سحب نور يده من يدها بانزعاج كأن ثعبانا قرصه و يتأمل الدبله في يده ويديرها في إصبعه وهو شارد حزين
ويرد عليها بوجوم "اتجوزت من كام يوم و البركه في مايا".
تطلعت غادة لمايا باستغراب وتسألها
"البركه فيها ازاي؟ هي كانت وسيط بينكم وإلا إيه؟ مستحيل مايا بتتكسف جدا، وتربيتها متسمحش ليها تعمل كده، قولي بقى البركه فيها ازاي؟"
مط نور شفتيه بتهكم ونظر إلى شقته بغضب، كأنه يلعن حظه العاثر الذي أوقعه في سهيلة وجعلها زوجته
وتنهد بعمق
"أيوه البركه فيها لأنها أختها، أو بالأصح بنت عمها".
حدقت غادة في مايا باستغراب وحيرة
"عايزه تقوليلي إن عمك اللي مات من كام شهر، وبنته جت عاشت معاكم هي اللي قدرت تسرق قلب نور وتتجوزه، لا ده باين عليها ناصحه أووي وغلبتنا كلنا".
أمسكتها مايا من كتفها وهزتها
"النصيب بقى، وأنا كنت لسه هكملك الحكاية لولا إنك خبطتي مراد".
ليتدخل مراد في الحوار وهو يتأمل غادة بتمعن
"أخيرا افتكرتوني، أنا قلت إنكم نسيتوني و رميتوا طوبتي".
سحبه نور من ذراعه وقدمه لغادة
"أحب أعرفك صديقي وأخويا مراد حسن الإسناوي".
ضحكت غادة ورفعت حاجبها
"استنى، استنى، انت الولد اللي كنت بتذاكر في الورشه كل يوم عند نور، صح ، أنا عرفتك، نفس ملامحك متغيرتش".
يمد مراد يده لها معرفا عن نفسه
"أحب أقدملك نفسي، أنا مراد الإسناوي، طالب نهائي هندسه عين شمس، عندي تلاته و عشرين سنه وبتشرف إني أتعرفت عليكي".
مدت يدها له
"أحب أعرفك على نفسي يا أخ، أنا غادة شوقي، عشرين سنه، تانيه كلية صيدله عين شمس، استنى هنا، انت في نفس الجامعه ليه مش بشوفك، على كُل أنا آسفه لأني اتعصبت عليك، و هقيمك لما نبقى أصدقاء، وأشوف تستحق أسفي ولا خسارة فيك". قالتها وهي تضحك.
دار كل هذا ونور عينه تتفحص مايا، كأنه يشبع نفسه المشتاقة لها و الجائعة لكل نظرة من عيناها ليراها وهي تترنح وتمسك في ثياب غادة باستماته كي لا تقع وتقول لها
"يلا يا غادة كفاية رغي، أنا تعبانه ومحتاجه ارتاح".
ليسألها نور بلهفة وقلق "مالك يا آنسه مايا؟"
ابتلعت مايا ريقها بصعوبة، وتطلعت له بإعياء شديد وإرهاق واضح بجلاء على محياها، وترتبك وهي تجيبه من نظراته التي تخترقها
"مفيش شوية إرهاق من المذاكرة، انت عارف الامتحانات قربت".
وتسندها غادة وتفتح لها الباب و تستأذن منهم وتشير إلى مراد
"أشوفك أمس يا هندسة".
وتضحك وتكمل طريقها،
تطلع نور بحزن وقلق إلى السيارة وهي تبتعد، و كأن روحه تبتعد معها، ليهزه مراد ويعيده إلى أرض الواقع
"يلا اقفل ورشتك، واطلع لمراتك وانسى، مايا مش ليك، لازم تنساها، علشان تقدر تعيش حياتك مع مراتك".
*********
وتمر الأيام وتبدأ الامتحانات وينشغل نور عن سهيلة تماما،
لأنه أصبح طول النهار بين الورشة و الكلية، و يعود إلى شقته للنوم في المساء، متهربا منها ومن كل التزاماته نحوها.
وفي آخر يوم بالامتحانات كانت بينهم المواجهة التي انتظرها، فلقد عاد نور إلى شقته، وهو سعيد لانتهاء دراسته الجامعية، والآن هو في انتظار النتيجة والتخرج.
لتقابله سهيلة وهي غاضبة وتسأله بحدة
" كنت فين يا نور؟"
تهكم عليها بسخرية "كنت مطرح ما كنت، إيه هتحاسبيني؟ كنت في الورشه، هكون فين يعني".
صاحت فيه سهيلة بحدة وغضب
"لا مكنتش في الورشه، واتصلت بيك كتير، تليفونك مقفول ونزلت ليك، ما لقيتكش هناك، و دي مش أول مره، بقالك على كده مده، وأنا صابره و ساكته، وأقول يا بت يمكن عنده شغل بره بيخلصه و هيرجع، لكن خلاص، كده كتير، أنا زهقت، ولازم أعرف انت كنت فين؟"
لينفجر نور في ثورة غضب عارمة لم تتوقعها سهيلة على الإطلاق
"انتي مين سمحلك تنزلي من غير إذني؟ تليفوني مقفول يبقي تترزعي في البيت لحد ما أرجعلك، لكن تنزلي وتروحي وتيجي على مزاجك، إيييييه ما لكيش راجل، آخر مره مش هسمحلك حتى تتكرر، وثانيا أنا حر في حياتي، أنا راجل يا هانم، أروح مطرح ما أروح ميخصكيش، لكني هاريحك، أنا كنت بأسس مستقبلي اللي عمرك ما هتقدريه، اسمعي يا بنت الناس، من الآخر كده أنا غلطت و اتسرعت في جوازتي منك، وخلاص مبقتش طايق أكمل حياتي معاكي، واحتراما للراجل اللي حطيت ايدي في ايده أنا هخليكي على ذمتي فترة عشان كلام الناس، لكن اعتبري جوازنا منتهي، واسمعي كمان أنا مش هقدر اعطيكي حقوقك الزوجيه، عشان من الآخر كده أنا باكره نفسي بعد كل علاقه معاكي، أنا كنت دايما برضيكي لأن ده حقك عليا لكن خلاص مش قادر، يا ريت تسامحيني لأني مش هقدر المسك تاني لحد ما نطلق رسمي، وكل اللي هيلزمك أنا كفيل بيه، ومن النهاردة الشقه ليكي لوحدك، سلام".
و لم يكد ينهي حديثه حتى سقطت سهيلة أرضا، هرع نحوها و حملها وأرقدها على الفراش، و نزل مسرعا ليحضر لها الطبيب، قابل مراد وذهب معه ودخل الطبيب ليفحصها.
سأله مراد باستفسار وقلق
"جرالها إيه؟ إوعى تكون ضربتها".
عقد نور ساعدية أمام صدره وتنفس بغضب
"أضربها إيه!! لا طبعا، لا طريقتي، ولا أسلوبي، أنا بس واجهتها إني مش طايق حياتي معاها، وإني خلاص مش عايز ألمسها أو يتفرض عليا حقوقها، لإني بأشمئز من نفسي طول ما هي بحضني، بحس إني مش أنا وكأن روحي بتسيب جسمي طول ما أنا معاها، كل مشاعرها وأحاسيسها اللي حسيتها في أشعارها بعيده جدا عن الانسانه اللي بتنام بحضني".
ويخرج الطبيب لينظر له نور بقلق، فيبتسم له الطبيب قائلا
"الواضح إنكم لسه عرسان جداد من فرحة المدام".

رواية ( الخطيئة) للكاتبة سلمي سميرWhere stories live. Discover now