📚الفصل الرابع عشر📚

2.8K 64 2
                                    

#قلب_ينزف
#البارت_الرابع_عشر
**__**__**__**__**&&&&&
يفتح نور ورشتها لأول مره منذ ماتت سهيلة، ويجلس بها وهو يشعر بالملل ونفاذ الصبر من الانتظار المميت،وذلك بعد إن مرت أكثر من ساعه علي زيارة أبية وامه لأهل مايا ، لطلب يدها وإلي الأن لا تظهر أي بادرة تطمئنه بالقبول أو بالرفض"
ويتطلع لمنزلها بين الحين والآخر يترقب خروجهم بقلق، كي يعرف ما حدث "
ويتسأل مع نفسه "،
هل تستطيع مايا أقناع أهلها بلأرتباط بي ، أم ساتستسلم لهم كاعادتها وتتركهم يقرون لها ، هل ستصبح زوجتي وأنتقم منها لكبريائي الجريح بعد إن أستغلت حبي وأحتياجي لها وأوقعتني في براثن الخطيئة ، أم ستظل حلم صعب المنال لن أستطيع الحصول عليها حتي بعد أن أقمت معاها علاقة عابرة ،كانت لي كالنعيم وكانت لها مكيدة رخيصه عليا ،بها هزت رجولتي وأهدرت كرامتي وقللت من قدري أمام نفسي "
،ويعنف نفسه ويلومها قائلا في سره
ليه بتتمناها يانور أنت فعلا عايز تنتقم منها ، ولا لقيتها فرصه أنك تحقق حلمك في أنه تصبح زوجتك وملكك ،هل تريدها لنفسك لأنها حبيبتك أم لتمنعها من أن تكون لغيرك ،هل تريدها كزوجه تمحي بها كل العادات السيئة التي اكتسبتها من زاوجك بسهيله التي قتلت فيك نقاء نفسك وروحك، وجعلتك منك مسخ لرغباتها، أم زوجه تعوض حرمانك"
ويصمت برهه وهو في دهشه من إمر نفسه،"
ويحدث نفسه مره أخره بحيرةواستغراب "،ليه أنا واثق كده في مايا، ومن أنها تستطيع مساعدتي لأستعادة نفسي و نور القديم ،مع أني بستحقرها لخداعها، وبعدين معاك ياقلبي لسه بتحبها وعايزني ارضخ لسلطانك تاني وأستسلم لعشقها؛ والغي كل الشواهد اللي بتاكد خيانتها ليك ، ولا أسمع لعقلي وأدوس علي قلبي وأثأر لكرامتي ورجولتي اللي كسرتهم"
ليعود من صراعه مع نفسه علي صوت مراد وهو يحدثه "
آيه روحت لفين كده مش سامعني بكلمك ، شكلك مش هنا خالص، كنت سرحان في آية كده قولي ،وكمان أنت فتحت الورشه ليه مش قولنا هنركز علي شغل المكتب الفترة الجاية؛ علشان نعملنا أسم في السوق"
يتنهد نور وياخذ نفس عميق وينظر لمراد باسمآ"
تعالي أهدي كده علي نفسك واقعد ، وقولي كنت مختفي فين اليومين اللي فاتو ، وياعم متقلقش من شغلي في الورشه ، أنا فعلا هركز علي شغلي في المكتب جمب الورشه بس هجيب واحد يشتغل فيها في أثناء غيابي لأني مش هتنازل عنها ، دي وش الخير عليا وزي ما بيقولو من فات قديمه تاه، أما فتحت الورشه ليه كنت زهقان شويا من قعدتي لوحدي بالشقة، قلت أنزل اشغل نفسي بحاجه لحد ما أهلي يرجعو"
يجلس مراد بجواره وينظر له بأستغراب " قائلا
وأهلك راحو فين غريبه أنهم كلهم يخرجو ، أية بيزورو الأوليا
ولا راحو يزورو نجوي ، عمتنا أنا هفضل معاك لحد ما يرجعو ، لاني عايز في شغل مهم ، عايز تعرف كنت فين اليومين اللي فاتو ، (ويفتح شنطته ويطلع مجموعه من الأوراق) أتفضل،
ده عقد لبناء مجمع تجاري ، وتسليمه تشطيبات لوكس ، يعني المكتب هيسلمه كامل جميع المرافق، وعلشان كده قبل ما أوقع العقد اتفقت مع مقاول من الباطن للتشطيب ، هنسلمه المجمع بعد ما نخلص المباني، وهو هيشطبه ، ومكسبنا من العقد مش هيقل عن نص مليون جنية أية رأيك"
يغمره نور بسعادة ويصفق له شكرا علي مجهوده '
برافو عليك بجد انت ونعمه الصاحب والشريك ، "وياخذ منه العقد و يوقعه "
أتفضل أدي امضيتي ، قولي هنستلم الموقع أمتي علشان نبدء وكمان أرتب ظروفي تحسبا لزواجي "
ياخذ منه مراد العقد ويضعه في الشنطه وينظر له بدهشه"
جوازك أنت ناوي تتجوز تاني ، مش كنت تصبر فترة لحد ما
تخرج من حالتك دي ، وتختار كويس اللي تناسبك ، متنساش أنت عندك طفل لازم تعمل حاسبه قبل نفسك ، أنا مش عارف مستعجل علي آية، ولا أقولك ليك حق ما انت حر نفسك محدش ليه سلطان عليك ؛ مش زيي غادة مطلعه عيني
ولحد دلوقتي مش عارف عايزاني ولا لاء"
يضحك بمرح ويدفعه في كتفه مازحا"
علشان مش قادر تملي عينها ، هي محتاجه راجل يحسسها بالأمان وأنها تقدر تعتمد عليها، غادة بنت اتعودت تعتمد علي نفسها وأتكونت شخصيتها القوية من المحن اللي مرت بيه، فا لو مقدرتش تكون السند اللي تلجاء ليه وقت الشدة ، أتاكد أنها مش هتسلملك قلبها وهتطلعك بره محور حياتها ، بسهوله جدا لانها محدده أهدافها كويس، ومش هتتنازل عنها ولا هتضعف ليك مهما حصل بصراحه بحسها بنت بمية راجل"
وانت شاب جدع وعاقل ومحترم ، وأنا شايف أنك تستحقها بجد، بس محتاجه شويا شده معاها واظهار قوة شخصيتك ، عليها لتثبت ليها أنك جدير بيها "
يرمق مراد نور بنظرة غامضه مستفسرة "
مش عارف حاسس أنك عايز تطفشها مني ، انا لما بحاول أمسك أيدها علشان اتقرب ليها بتاكلني كأني هخطفها، وأنت
عايزني أفرض عليه قوة شخصيتي علشان تتبعد عني خالص، وبدل ما نقرب لبعض نفترق، لاء يا عم أنت متعرفهاش دي مفترية ومستقوية متقولش راجل متنكر في بنت"
يضحك نور بهستريا لطيبة صاحبه "
لا كده أنسي البت مسيطره عليك يا مان ، ولا هتعرف تأخد معاها لا حق ولا باطل ، أسمع نصيحتي اظهر قوة شخصيتك ليها وأفرض سيطرتك عليها ، وعرفها أنك الراجل اللي تقدر تعتمد عليه، لأما تاخدها من قصارها وتبعد عنها وتنساها قبل ما تبعد هي عنك وهتبقي وحشه أوي في حقك "
يحك مراد ذقنه بيده مفكرا وبمط شفتاه في تعجب "
أقولك أنا هجرب مش هخسر حاجه المهم مخسرهاش ، علشان بصراحه انا مش قادر أتخيل أني ممكن أكمل حياتي من غيرها ، شكلي بحبها يا مان يقطع الحب وسنينه "
وفجاء يصيح مراد بدهشه يقول لنور بأستغراب "
أبوك وامك كانو عند المهندس فخري بيعملو آيه ، وليه لما سالتك مقولتليش أنهم بيزوروهم ؛ولو هما بيزروهم علشان أهل مراتك الله يرحمها أنت ليه مروحتش معاهم ،وليه شكلك كده مش علي بعضك وميريحش ، من ساعه ما دخلت وأنت عينك كل شويا علي بيتهم، هو في آيه يا نور ، شكلك مخبي عليا حاجه ، قلبي بيقولي وحاجه كبيرة اووي كمان""
ينظر نور لمنزل مايا ويري أبيه وامه وهما يتوجهون لشقته
يتطلع لمراد بارتباك ويقول له"
خد ويعطيها مفاتيح الورشة"
أقفل الورشه وبكره في المكتب لما اجيلك هنتفق علي بداية العمل ، وأحكيلك كل حاجه بس الأول، أروح أشوف أبويا وأمي عملو آية يلا سلام"
ويتركه ويذهب مسرعا إلي شقته، ويقفل مراد الورشه وهو يضرب كف بكف، قائلا"
والله يانور شكلك عامل مصيبه وعلشان كده مخبي عليا لأنه مش طبعك يا صاحبي "؟
**********
يفتح نور باب شقته ، ويتطلع لابيه وأمه بتمعن يحاول أن يستشف من ملامحهم ، ماحدث وما كان ردهم "
ليسألهم بلهفه وقبل أنا ياخذ نفسه ويقعد يستريح"
تضحك أمه من لهفته وتقول له"
طيب أقعد خد نفسك الأول الدنيا مش هتطير ، اللي يشوفك يقول اول مره هتتجوز ، بس ليك حق مايا تستاهل "
وبيبتسم له أبية ، ويشاور له "
تعالي يا نور أقعد جمبي ، عايز أتكلم معاك كلمتين"
يجلس نور بجوار أبيه ويزفر بضيق ويقول بنفاذ صبر"
ها اديني قعدت ممكن حد منكم يقولي عملتو آية ،وفين فارس مجاش معاكم ليه'"
'يبداء ابيه بالحديث مبتسمآ "
فارس استأذني انه يخرج مع مصطفي يجيب ليه لبس وشوية طلبات عايزهم قبل من نسافر، أما عملنا أية  هقولك"
مايا رفضتك وده مخليني مستغرب من رفضاها ليك رغم أنها أكدت ليا أنها بتحترمك وتقدرك و......
يهب نور واقفا بعصبيه وتحدث بحده وغضب"
مقاطعا كلام ابيه قائلا
،خلاص يابابا رفضت رفضت هو اللي خلقها مخلقش غيرها ؛ياريت نقفل موضوع الجواز خالص دلوقتي ؛لان عندي عقد لازم أنفذه ومش فاضي أفكر في أي حاجه تاني غير شغلي في الوقت الحالي ؛"

رواية ( الخطيئة) للكاتبة سلمي سميرWhere stories live. Discover now