هوَى

121 10 3
                                    


كَم تبدُو الرّيشة جافّة و الحِبر فقيرًا في يَدي، و كم تبدُو الورَقة مهما امتلأَت فارغَة مقفِرة،
كَم تبدو الحرُوف ضئيلَة و الكلِمات شحيحَة كلّما فكّرت، و كم تبدُو اللّغات بلهَاء تائهَة،
كم تبدُو كلّ الماديّات زهِيدة و دونيّة، و كَم تبدو الرّغبات واهِنة فاسِقة.

إنّها كائنٌ سماويّ مشعّ، مِن غُبار النّجوم و آلاف القصَص الغابِرة،
إنّها مخلوقٌ سرمديّ، أبديّ، أزليّ، محدُود، جاءَت مع أوّل انتفاضَة كونيّة،
إنّها شيءٌ تَستحي مِن وَصفِه، تَخجل مِن تشبِيهه، تُعدمُك السلُطات لمحاولتِك إقحامَه في عالمِنا!

إنّها شيءٌ خارِج إطار الماديّات، خارِج إطار هدايَا الذّهب و الفضّة و الألمَاس،
إنّها شيءٌ خارِج اختصَاص اللّغات و قصائد الهُيام، خارِج اختصَاص الشّعراء و الكتّاب،
إنّها شيءٌ...معنويّ جدًّا، وجدانيّ جدًّا، حقيقيّ جدًّا، و غَير محسُوس على الإطلَاق.

و كَم يبدُو إهداؤُها عضلَة قلبِي، أو نظرَات الشّوق، أو ابتسامَات الحبّ، زهيدًا سخيفًا لا يخترِق عالمَها الرّبانيّ،
إنّها تستأهِل سيولًا مِن الحبّ، محاصيلًا مِن العِشق، أكوانًا مِن الولَه، و براعِم يانِعة خالِدة مِن الهُيام.

و ثمّ أكتشِف، أنّي فِيها هوَيت.

.

اعترَاف اليَوم الوهميّ مِن واحِد عاشِق ربّنا يهديه.

أحكِموا الإغلَاق على سرادِيبكم💓.

سرَاديبOù les histoires vivent. Découvrez maintenant