بين المُسمَّيات

49 2 6
                                    

في عالمٍ بلا أنوار
حتّى الأبيض
يُصبح أسوَد.

فإن أراده حضرة الحاكِم أبيضًا
فكان.
و إن أرادَه أسودًا
فكَان أيضًا.

فهكذَا ضاع الإنسان
بَين المفاهِيم و المسمّيات
و انقسَم كيانه
بين اِجتناب التُّهم الفادِحة
و الذّنب الخبِيث الباطِش.

فيكُون في أمان اللّه
يدافِع عن حقوق الإنسان،
حتّى يُصبح مِن المطلُوبين
بتهمَة اللّيبراليّة و العلمانيّة
و عبادة الشّيطان، و الرّدة.

فمَن يُتقن وهمَ المسمّيات
و رأى ما فِي قلب الحاكِم مِن سواد
لهُو هارِب دائم مِن العدالة.

و أمّا مَن لا يُتقن إلّا فطرة الإنسانيّة
و لا يقرأ بَين رشّات لعَاب الحاكِم الثّائر
لهوَ هارِب دائم مِن ضمِيره،
و هارِب محتَار مِن العدالة.

سرَاديبWhere stories live. Discover now