و لأنّ المَوتى - ١

84 8 1
                                    


أكَاد أنسَى تارِيخ ميلَادي، و عُنوان منزلِي السّابق، و أسمَاء أصحابِي القُدامى،
أكَاد أنسَى شَكل الأشجَار، و شعُور أشعّة الشّمس الدّافئة، و ملمَس جِلدي،
أكَاد أنسَى كلّ ما يُنسى، بعدمَا ذبُلَت الحيَاة.

لكنّي أكَاد لا أنسَى زمهرِير الأعاصِير و الأيّام العاصِفة،
أكاد لا أنسَى اللّيالي المُقفِرة، النّغمات المالِحة، و الأمطَار القرمزيّة،
أكَاد لا أنسَى الثّقوب الرّئويّة الوهميّة، و السّكتات القلبيّة غير المتعمّدة.

و أكَاد لا أنسَى الأعزّاء السّعداء، و كلّ أفعالهِم و أقوالهِم التّي هيَ آخِر ما أتذكّر،
أكَاد لا أنسَى الخوَاء، و العرَاء، و الهبَاء، و أنّها مجرّد أضغَاث أحلام...أوَ ليسَت؟
أكَاد لا أنسَى برُودة المعدِن، و حرَارة إكسِير الحيَاة.

أكَاد لا أنسَى، و لن أنسَى،
إنّها كانَت أضغَاث أحلَام، فهَل كذب الأعزّاء السّعداء؟
إنّها كانَت أضغاث أحلَام، فكَيف تسلّلت الأحلَام و مزّقَت ورِيدي؟

و لأنّ الأموَات لا ينهَضون، لن أعرِف أبدًا، و لن يعرِفوا أبدًا.

.

اعترَاف اليَوم الوهميّ مِن ضحيّة اكتئاب و إهمال.

أحكِموا الإغلاق على سرادِيبكُم💓.

سرَاديبTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang