مرآة

36 8 0
                                    


و كانُوا كثيرًا ما يرَونه يتمشّى في الطّرقات منحنِي الظّهر مهدُود الكتفَين، على وجهِه عبوسٌ أبديّ و على قلبِه غبار، مهمومًا يجرجِر أذيالًا من الحُزن.


إنّ النّاس يثرثرُون كثيرًا، لكن لا أحد يعلم حقًا لماذا أصبَح للشّاب تجاعيد من الشّجن، يتوارَى خلف الكلمَات القصيرة و الأزقّة الفارِغة.
لماذا أصبَح الوجَع عنوانه و ظلّه و رفيقه؟

هذا لأنّه لم يعد ذلك الشّاب مجددا، لم يعُد نفسه و لا رُوحه و عقلَه.
لأنّه قد أصبح يفكّر بهمُوم البشَر، يشعُر بآلام البشَر، يقلَق و يحزَن لأجل أحزَان البشَر، لأنّه... أصبح مرآة.

سرَاديبWhere stories live. Discover now