الفصل التاسع عشر ¦19¦

4.9K 406 145
                                    

أجرى ليث مرات لا تحصى محادثات احادية الجانب، من جانبه لنورسين الغائبة عن وعيها أراد فعلا ان تستيقظ، مرت ايام فلماذا لا تستيقظ؟!

غيبوبة؟

موت سريري؟

كمية الوساوس التي تصيبه لا يمكنه أن يتقبلها، حجم الأفكار السلبية التي لازمته أغرقته في وحل سميك يدعى بالبؤس

" زوجتي لقد إقترب عيد ميلادي، فلذلك أفضل الهدية التي ستقدمينها لي هي أن تستيقظي ونغادر المكان"

بدى طفوليا في كلماته تلك، عانق اناملها

" لقد طلبت إيم أن تصنع كعكة لي، أليس مضحكا؟"

الفراغ والهدوء

" لقد وضعت قائمة مضحكة مليئة بالطلبات الغريبة، كرؤية الجنيات و رؤية الشفق، ولن تحققها سوى عند إستيقاظك "

لقد امتلك الاخر مهارات لا بأس بها في الكلمات اللطيفة والطيبة عندما يتحدث مع عائلته نظرا لأن لهجته تتسم بالعدائية و الحدة وهالته قاتمة لا تمت بالأشخاص الطبيعيين بصلة ومما

يصعب الاقتراب منه وإجراء محادثة ودية معه

" حبيبتي الجميلة... سأنتظرك لكن لا تتأخري، لهذا كنت اتوسل لك أن تسمحي لي بحمايتك لكنك لم تصغي لي"

تنهد، تنفس و اغلاق عينيه معيدا ظهره للخلف

" اشتاق لإزعاجك لي، لا زلت لم أكتفي منك بعد... ولن أفعل ولو بعد مئة سنه، أريدك أنت و الطفلين والمزيد من الأطفال"

قبل جبينها مطولا

" تصبحين على خير، أتمنى أن تستيقظي "

غادر ومغلقا الباب خلفه على مهل، ماضغا كآبته حتى يسعه أن يستقبل طفليه بشكل يبعث على الأمل و الاسترخاء والسخرية

" كيف أمي بابا؟ "

مسح على ظهر زيفان، كيف سيصف الأمر؟

" هي بخير، كل ما بقي أن تستيقظ..."

"لقد كرهت هذا المكان، إنه يصيبني بالإشمئزاز، لماذا لا نأخذ أمي ويمكننا أن نجلب الطبيب؟"

لقد فكر ليث بهذا البارحة، أصيب بالغثيان و التقزز، المطهرات والكحول والضجيج...الإبر رائحة المشفى وقد حفظ كل زاوية!

"حسناً، لأنني سئمت المكان أيضا، لكن أين إيميلينا؟ "

" لا أعرف لم أجدها عندما إستيقظت ظننتها معك أبي "

مشوه ¦¦ ShapelessWhere stories live. Discover now