البداية

39.4K 1.9K 280
                                    

وطئت قدمه مطار باريس في تمام الثانية عشر مساءً، فقد وصلت رحلته مُنذ ساعات ولكن بسبب الإجراءات الاحترازية المتسببة بها كورونا أخرت معاده إلى الآن..

انتهى من إجراء الفحص الروتيني بضجر، جوب ساحة الإنتظار الملحقة بالمطار بنظره في دقائق، وضع يده في جيب بنطاله الأسود اللون الملحق به تي شيرت من ذا اللون وبدأ في السير وهو يلقي نظرة على الفتيات الفرنسيات و أجسادهم الممشوقة واستطاع رغم إرهاق جسده أن يؤثر في بعضهن  فالمصري معروف بجاذبيته في الخارج حتى لو أنكرت الفتيات المصريات ذلك، تعلق نظره بفتاةٍ ما فأخذ يتتبعها بعينه وهو يتمتم بأسف "لولا فرق الطول اللي ما بينا ، كان هيبقى في حازم ما بينا "

اختتم جملته بغمزة لتلك الفتاة التي رمقته بإعجاب ممزوج بإستغراب من تلك اللُكنة التي يتحدث بها، كان سيتابع مغازلتها لولا اصطدامه بفتاةٍ ما تأتي من الجهة المقابلة له وتنظر في هاتفها..

"انتبه!" تحدثت بها الفتاة بفرنسية طلقه 

"ولما لا تنتبهي أنتِ" تحدث بفرنسية أيضا لترمقه  بنظرةٍ غاضبةٍ وتذهب وهي تهمس

"ليس لدى وقت أنفقه مع الحمير أمثالك" أردفت بفرنسية وهي تذهب من أمامه

"لا يابت اقفِ معايا وأنتِ شبه الزرافة التائهة كدا" سخر بلغته المصرية  بعد ذهابها نظرًا لطول جسدها الممشوق
لكنه تفاجئ بها تلتفت اليه وتردف بمصرية ايضًا
"الزرافة دي تبقى أمك"  

القت جملتها واختفت بعد أن أرسلت له إبتسامة إنتصار وذهبت تاركته يقف مصدوم من ردها عليه

تحركت بها السيارة التي استقلتها من أمام المطار لتذهب بها إلى أقرب الفنادق، تأكدت من وضع حقائبها في مكانها وتفحصت بإهتمام حقيبة يديها الثمينة التي تحتوي أغلى  ما تملك لا تصدق أنها خلال أسبوع من الآن ستحقق حلمها وحلم أغلى الناس لها ، بعد نصف ساعة في الطريق وصل إلى أذنها صوت إستغاثة

"توقف توقف.. ألا تسمع "تحدثت بها للسائق وهي تلتفت برأسها يمينًا ويسرًا تبحث عن مصدر الصوت

" لا شأن لي "نطق بها وهو يهم ليستكمل طريقه

" ملكيش دعوة.. خليكى في حالك .. أنتِ مش عايزة مشاكل "تمتمت بتلك العبارات داخل علقها لتذكر نفسها أنها يجب ألا تدخل في أي مشاكل.

صمتت عندما رأت المستغيث شاب يضربه أربعة أشخاص ذوي أجساد ضخمة لم تنتظر أكثر من ذلك في خلال دقيقة كانت تقف أمام إحدى الرجال بعد أن ترجلت من سيارة الأجرة وأخذت أمتعتها" أليس ظلم أربعة على شاب"

"ليس لكِ شأن، اِبْتَعِدي إن كنتِ لا تريدي مشكلة"
زمجر أحدهم عبارته يلحقها نظرة تهديد تعرفها جيدًا جعلتها ترجع إلى الخلف مقررة عدم التدخل

بينما التف الرجال إلى الشاب الملقى على الأرض وما زال يعافر معهم ليركله في معدته وهو يهتف
"لتتعلم عدم التدخل في شئون الآخرين أيها الأحمق"

Fantastic Five🦋 Where stories live. Discover now