كان حنون لدرجة الا تحمله الأرض

12.9K 1.3K 238
                                    

حنون لدرجة تعجز الأرض عن حملها


حالة من الهرج و المرج سادت فى أنحاء المنزل، أطباء هنا وهناك و رجال شرطة يفحصون الجثه مانعين اي احد من الاقتراب منها، جثي ارضًا يجلس القرفصاء يستند بظهره على الحائط بينما يكوب وجهه بين يديه يمنعه شهقات بكاء تمزق حلقه وهو يستمع إليهم يعلنون حالة الوفاه، رفع رأسه ببطء يتطلع حوله بشرود و تيه فقد انقلب عالمة رأسا على عقب فى لحظة واحدة، جوب وجوه الحاضرين يبحث فيهما عن من يمده بالأمان لم يجد، كاد أن يكوب وجهه مره اخرى يبكي بمرارة فقدانه لوالدته الا أن صياح جدة بأسمة جعل الظابط يسمح له بالمرور.

وثب من مكانه بلهفه بمجرد اقتراب عبد القادر منه ليذهب يرتمي داخل حضنه يجهش بالبكاء بمرارة، ضمه إلى صدره عبد القادر وهو يستمع إلى همهمات حفيدة الخافته"ماما ماتت يا جده.. جيت متأخر ليه، ملحقتهاش ليه يا جده "

شدد من قبضته علي كتفه وهو يتحكم فى غصة قلبه التى تشكلت عندما علم بأمر انتحار ابنته فور وصوله ارض باريس، ابعد مازن عن حضنه وكوب وجهه الباكي بين يديه وهو يتمتم"هخلص الإجراءات وإجيلك انت مش لوحدك متخفش، هترجع معايا مصر مش هسيبك لوحدك ابدا"

ابتعد عنه ليدلف الى الغرفة التى تتوسط ارضها جثة ابنته غارقه فى دمائها بعدما خرقت قلبها بطلقة نارية أودت بحياتها إلى الهلاك، وقبل أن يدلف الى الغرفه بقدم من هلام توصل إليه توسلات مازن أن لا يتركه وحدة فهو خائف بشدة، التفت إليه بـ ابتسامته اللطيفه المطمئنه يهتف "مش هسيبك يا حبيبى متخفش راجع لك تاني"

"لا لا جده متسبنيش لا... جده" استيقظ مازن بفزع من تلك الذكري عندما شعر بجسده يرتخي وكادت رأسه تصطدم بالحائط خلفه، انتفض جسدة عندما أخذت طرقات الباب تزداد و تصبح أكثر قوة.. يا الله هل غفي فى وضع كذلك!!

كفكف دموعه المنسابه على وجنتيه بمرارة وهو ينظر نظرة خاطفة على جسد جدة الراقد على السرير مختبئ أسفل ملأه بيضاء اللون، ابعد نظرة عن جسد جدة بصعوبة وهو يذهب ليري من بالباب، وقع عينه على عز الذي كان اول من وصل إليه بعد تلقيهم الخبر، اسرع يجذبه داخل حضنه يربت على كتفيه بقوه وهو يهمهم"البقاء لله، انت مش لوحدك احنا كلنا معاك"

اومئ وهو يبتعد عنه يتحكم فى شهقات بكاءه يفسح الطريق ليدلف هو و عز إلى الداخل

عندما اتي فارس صاحبًا معه ليلى ويسر فلم يسمح لهم أن يذهبوا بمفردهم فـ الوقت قد تأخر لذلك مر عليهم اولا ليذهبوا سويا، عندما وصلوا كان المنزل يعج بالأشخاص من يبكي و من يصرخ ومن ينوح وقد تجمع جميع الجيران و المعارف أمام المنزل يشاركون أهله حزنه، فالحج عبد القادر كان ونعم الرجل و خير الجار؛ لذلك كان الجميع يحزنون بحق،دلفت بلهفة تفتش عنه بين الحضور إلا أنه خاب ظنها عندما علمت أنه ذهب هو وجارة و صديقه لأحضار المُغسل و ما شبه، جلست جوار وداد التي لم تكف عن النواح واخبار الحاضرين بما حدث، حيث أنه كان بخير ولم يكن به أي شئ تناول عشاءه وخلد إلى النوم باكرًا، وعندما دلف إليه مازن يقلقه لصلاة القيام، كونه غفل عنها وهذا أمر لا يحدث إلا نادرًا، فلم ينهض حاول معه عدة مرات الا انه لم يستجيب هرول يحضر إليه طبيب ظنًا منه أن الضغط قد لعب لعبته مرة أخرى و أفقده وعية إلا أن تشخيص الطبيب كان بمثابة نصل حاد غُرز بقوة افضل المحاربين بداخل قلب مازن ليشقه إلى نصفين، ظل بضع دقائق أو ربما وصل الأمر إلى ساعة لم يدرك أن ما حدث حق وأنه بين لحظة و ضحاها قد فقد من تبقي إليه من عائلته، قد فقد كل ما يملك بحق.

Fantastic Five🦋 Where stories live. Discover now