أربعةَ حيطان ونافِذة، سَريري والسُكون وأناوحدنا في الغُرفة البارِدة صامتين، ثابتين لا نتحرك.
لا أحد مَعي رُغم هذهِ الثروه التي تغمُرها الوِحدة
الأموالِ والمُمتلكات التي بحوزتي لم تستطع أن تُنجيني من الوحدة. أنا وحيد رُغم اني أمتلكها
أعيش وسأموت وحيد ولن يُبالي بأمري أحدإلا عامِلة أتت منذ اُسبوعان ولا أراها الا بضعة دقائق في اليوم
وكم كانت قوية وهيَ تعيش في نفس القصر مع جثه مُخيفه مثلي، جثه مُتعبة
جثة هامِده أنا. لا وجود لي لا أشعر بشيئ لا اُغادر غُرفتي الا لأسقي زهوري وأعود مُنغلقًا بها. وجثة مُخيفة أصبح حين أرتدي قناعًا يُغطي وجهي
انا أعلم، أعلم هذا كله لأنها حقيقتي، أعلم أني شبه جثة لكني أستمِر بالعيش، أعلم أن قناعي مُخيف لكني أرتديه، حتى في غرفتي أرتديه. لأني وحيداتسائل كثيراً عن سبب وجودي وأنا لا أفعل شي، لا أجيد فعل شئ، فقط أتنفس وأهدر الاُكسجين لا فائدة مني الا مُصاحبة الوحدة
حتى صوت أنفاسي وصَخب أفكاري تخلى عني وبقيت كما خُلقت وحيد. ربما هذا سبب وجودي في هذه الحياة اصلاً. كي أعيش كما خرجت من رحم اُمي، وحيد
وأموت كما عشت وحيدالوحدة. آه هذه الوحدة وهذا الفراغ المُمتلئ بالحُزن، هذا الحزن الذي لازمني منذ سنينٍ طويلة ويأبى التخلي عني هل السبب هوَ بشاعتي؟
الا يكفي أن ارتدي القناع فور استيقاظي خوفًا من أن يراني الصباح ويغرب. أرتديه حتى في حديقتي خوفًا من أن ترى الزهور مدى بشاعتي وتذبل
ام سبب وحدتي ايّها الرب هوَ ضعفي ، هوَ لأني لا أجيد فعل شيئ او لا أرغب في فعله اصلاً
لأن هذه هيَ حقيقتي، أي شيئ ألمسه يذبل أي فرحة تقترب مني تيأس، حتى الجَماد اذا رَغبت به يتحطم يتلاشى ويتبخر، حتى نفسي وروحي كم تود أن تُغادرني، هذا الجسد الضعيف المقرف الذي اعيش داخله كم أود الفرار منه لكن بلا جدوىهل تظنون أني لم أحاول؟ بل يشهد هذا القصر المهجور، هذه الحيطان المُخيفة عدد مُحاولاتي للتخلصِ من نفسي لكن.. ربما كان الموت يتضامن مع ارادة الحياة ولا يرغب بي
ربما الموت أيضًا يحاول الفِرار مني كما هيَ نفسي وكل ما حوليتؤرقني هذه الفِكره. أن كل ما أرغبه لا يرغب بي
حتى الموت اذ اردته يفر مني" سيّدي هل أستيقظت "
قطع أفكاري صوت طرق الباب المُتعالي. انها ميلينا العاملة التي أتت منذ اسبوعان للأعمال المنزليه التي أكسل غالبًا عن فعلها
![](https://img.wattpad.com/cover/298193839-288-k96869.jpg)
أنت تقرأ
The truth untold || TK
Romanceمُمتلىء بالوحدة أنا، وفي هذه القلعة المُرعبة ببؤسٍ عالِق وهذه الحديقة المُزهرة التي تراها تُحيطها الأشواك وعليّ الإختباء خلف القِناع لأن بهائك يُخجل قبحي الرُعب انا و الإطمئنان أنت القلق أنا والسكون أنت الحرب أنا والسلام أنت فـ ماذا تُريد من رجلاً...