مرّت الساعات وانا بجانب نافِذة غرفتي أراقب، لِمَا لم يأتي بعد، مرّ وقتٍ طويل والليل على وشك الإنتهاء، وأشعُر بالنعاس، لكن عليّ الإنتظار، لسببٍ ما أرغب بإنتظاره، لذا أنتظرت، من حين الغروب وانا أنتظر، وسأنتظرفي حياتي التي عِشتها لطالما أنتظرت أشياءً عديدة لم تحدث..
كالراحة والسعادة، والأشياء اللازمة للإستمرار بالعيش
حتى وان كانت سِهلة الوصول لكن بسبب إنتظاري لها لم تصل، فـ انا أعلم ان لا حظ لي، حتى أخبرني ابي بذلك، لذا منذ مُدة لم أنتظر اي شيئٍ ليحدث، لكن اليوم أرغب بالإنتظار، أشعر ان انتظاري هذه المرة لن يضيع هباءنظرت للسماء، هل حقًا لن يضيع هباء؟ فـ الشمس على وشك الشروق..
مهلاً.. هل انا حقًا أنتظر غريبً ليأتي؟ ومُتيّقن بأنه سيأتي، هل حقًا قاومت النوم لأجله، من أين جلبت هذه الثِقة
تنهدت وانا أنظُر للخارج، البرد شديد، ويبدو أن هناك عاصِفة ستحِل
لن يأتي الغريب اليوم.فركت عيناي بقوة، أشعُر بالصداع، لِمَا يلازمني الصداع، لِمَا لا يرحل عني، أردت أن أعود لسريري وأستلقي لكن مهلاً.. هناك حركة بالخارج
نظرت من النافِذة مُجددًا،
هناك جسداً يقترب
ها هوَ، آتٍ نحو القلعة أخيراً
آراه.. يركُض، رُغم البرد القارِس
لون السماءَ سماويّ، والقلعة المخيفة فور اقترابه منها بدت سعيدة، وهوَ يرتدي معطفًا أسود، ويركض نحوي، لم يبدو غريبًا، بدا وكأن هذه القلعة ملكه، والحديقة ملكه، والكون ملكه
يركض بِلا قِناع.. تسائلت، تضاريس وجهه كيف خُلقت
الا يبدو جميلاً يا عيني؟ يا قلبي يا عقلي يا حواسي اسألكم الا يبدو جميلاً.. وهوَ في حديقتيالا يبدو جميلاً وهوَ يأخذ أنفاسه بصعوبة من شدة الركض
تأملت، تأملت وتأملت، طريقة مُداعبة النسيم لشعره، طريقة انحنائه بتعبَ، طريقة استناده على رُكبتيه، طريقة أخذه للأنفاس بصعوبة، أهذا كُله من أجلي؟
اهذا الركض والتعب كان لأجلي؟ أأتيت ياغريب لأجلي؟
نظر لي، وأنا اُراقبه من النافِذة، مُرتديًا قناعي،
وكأنه يعلم بأني كنت أنتظره، وكأنه يعلم بأني أراقبه
جالت عيناي في كُل معالم وجهه، والأسئلة مازالت تدور في قلبي، اليس جميلاً حقًا، الا يشبه السماء السماوية، الا وكأنه زهرة من زهوري
![](https://img.wattpad.com/cover/298193839-288-k96869.jpg)
YOU ARE READING
The truth untold || TK
Romanceمُمتلىء بالوحدة أنا، وفي هذه القلعة المُرعبة ببؤسٍ عالِق وهذه الحديقة المُزهرة التي تراها تُحيطها الأشواك وعليّ الإختباء خلف القِناع لأن بهائك يُخجل قبحي الرُعب انا و الإطمئنان أنت القلق أنا والسكون أنت الحرب أنا والسلام أنت فـ ماذا تُريد من رجلاً...