يلوّن حاضري

1.5K 124 14
                                    


أنا اتذكر، اُفكر.. بالأحاديث بالحركات بطريقة النطق وكُل التفاصيل، أنا اتأمله وأحفظ حركاته وادُسها لهذه الأوقات الفارِغة، واذا سألني أحد عن عدد رموشه لجاوبته من دِقة تأمُلي

لكن كلماته الأخيرة التي قالها لي قبل ذهابه.. ابتسامته الخجولة.. يقشعر لها قلبي..
وكلماته الحنونة تتردد في اذاني حتى أثناء نومي..
لا أستطيع نسيانه

تذكري له أثناء أكلي أو شربي أو سقي أزهاري أصبح كإحدى العادات اليومية.. ومُقابلتي له في كُل ليلة أصبح كإحدى المُعجزات الليلية التي أنتظرها كامِل يومي.. وكأنه نسيج من الأحلام.. لهذا يأتيني كملاك في منتصف الليل

تأملته كثيراً بِلا حول مني.. حين نسى تغطية رقبته الفاتِنة، والطوق المُعلق بِها، عروق يديه الرقيقة،
والاسوارة البسيطة التي تزينها.. كُنت اخبئ عشقي لتأمُل كُل هذا.. لكن عيناي وجسدي وكُل جوارحي فضحت أمري، حتى بائت كُل محاولات التظاهر بعدم الإكتراث بالفشل

وأصبحت اتأمله طويلاً، اتأمله رُغم علمه بأني اتأمله..

اتأمله كثيراً وهوَ يتحدث عن كُل حياته، الماضي والحاضر وما يود فعله بالمستقبل، وبعد كُل كلمة تخرج من ثغره يزيد إعجابي به، فكيف وضع الرب كل مواصفات الكمال بِك، ولا أستطيع أن اُحدد بماذا اُعجبت، هل ببهائك ام جمالك ام طريقة أفكارك وعيشك

ام حُبك لأخوتِك الاثنان الصُغار.. كُلما تحدثت عنهما أشعُر بتغيّر نبرتك.. اشعُر بغصتك.. وكأنك تحملهم في داخِلك.. تحمِلهم في جوفك.. وتخاف أن يمسهم الأذى ويتأذى قلبك.. ووالِدتك الحنونة التي لا تنام الا حين رجوعك مهما تأخر الوقت.. ووالدِك الذي حاول جاهِداً لتُكمِل دراستك حتى أضطر للعمل في وظيفتان.. وها أنت في آخر عامٍ من دِراسة الطِب وكُل هذا بفضله

تتحدث كثيراً عن عائِلتك حتى شعرت باللهفة لرؤيتهم

الدفئ الذي في قلبك يشعرني بأن لا شِتاء في الخارِج.. لا حُزن لا يأس لا بُكاء.. لا مُعاناة لا والدي ولا أي واقِع آخر.. الدفئ الذي أشعُر به معك يُنسيني ما أعانيه

و نسيتني أمر عائلتي.. وكأن لم يكُن لديّ والداً قط.. وأصبحت بِلا حول ولا قوةً وبكل رغبه فردً من عائلتك

أدركت كم أن لك قلبًا كبيراً يتسع الكُل
كم أنك شخصًا نقيًا، طيّبًا
لا تشبه الناس مثلي. او الناس الإعتياديين
وكم وددت أن أكون مِثلك.. مُفعم بالأمل.. وبالحُب.. والجمال

حررتني من صمتي وقلقي
وعُقدي الداخلية
نجيتني من أفكاري وخواء الأيام

حتى أصبحت رويداً ورويداً أتأقلم عليك وأبادِلك الأحاديث..
أصبحت أتحدث مِثلك ياجونغكوك..
أتحدث رُغم قهقهاتي العالية، لا اود ان أتوقف عن الحديث معك رُغم اني لا أملك الكثير لأقوله.. لكني حدثتك عن ميلينا، ومن أتى قبلها.. حدثتك عن أفكاري حين رحيل ميلينا وما وددت فعله بِلا ان أقلق بما ستظنه بي..

The truth untold || TKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن