مُفاجأة..

31 8 15
                                    

رَحلت عائدة لبيتها وجلسَ هو ضائعٌ فِي فِكرهِ عَن المُستقبلِ وأسرارهُ

وفي بعض الأحيانِ بِها وبعيونِها التِي تَحملُ بِها البرائةَ والحَنان.

دَخلَ غرفتهُ الخاصة أو كَمَا يُسميها المَلاذ

جلسَ أمامَ البيانو البُني الدَاكن

وبدأت أصابعهُ تعزفُ برفق فوقَ المفاتيح البيضاء النَاصعه

يعزفُ لساعه، سَاعتين دونَ إنقطاعٍ

رغمَ إنقطاعه عن العزفِ لأعوامٍ ولكنهُ وجدَ الإلهامَ ليعودَ رُبما

كانت هِي إلهامهُ

أنهى معزوفته وذهبَ ينظرُ للهلالِ في السماءِ بنظراتٍ هائمه

" آهٍ آليماند، لِماذَا أنا هَكذا، ضَائع"

ومَن يسمعهُ سِوىٰ القَمرُ؟

وفي بعضِ الأحيانِ، هي.

مرَ شهرٌ يجلسُ كُلَ يومٍ في الشرفةِ يراقبُ القمرْ مُشتاقًا لهَا، عُيونها،بسمتها، تِلك الضِحكات، وملمسُ كَفها الرقيقِ بين كَفيهِ

يقتربُ مولدهُ أكثرَ فأكثرَ ولَم تآتي ولَو يومٍ لزيارتهِ، كانَ هُناكَ بعض المشكلات فِي القَصر

فَمنعهُ أبيهِ مِن الذهابِ لأحياءِ المملكةِ

فأنعدمت فُرصةُ رؤيتها

بَينمَا عَلى الجانبِ الآخر تسهرُ هِي الليلَ في مُراقبةِ أبيها

الذي نَهشهُ المرضُ الشَديد مَجهولِ المَصدرِ

سَعلَ أبيها ثم ناداها بصوتٍ مُتعب

" آلي.. آليماند تعالِ"

نهضت مِن الأريكةِ التي في نهاية الغرفةِ ذاهبةً لأبيها

" مَا المُشكلةُ يا أبي، هَل أنتَ بخير؟"

" لَم تنامي قُربي مُنذُ زمن، إشتقتُ لأيامكِ وأنتِ صغيره لماذا لا تنامين قُربي الليلةَ تَعلمينَ أُمكِ عِند جدتكِ لرعايتها مشكورةٌ تَرعاني طوالَ النهارِ"

" أكيد يا أبي " إقتربت ونامت فِي أحضانِ أبيها الدافئه

وعُيونها دامعه، قَلبها مَقبوضٌ دونَ سبب

أشرقتُ الشمسَ عَلى كُل ديارِ المملكةِ إلا دَارهم

صرخاتها هي ووالدتها دَوت المَكانَ بَعدَ عِلمهم بفُقدانِ أهمِ شخصٍ فِي مَنزلهم الدافئ

رَاقصيني ولو إنتهى العَالمWhere stories live. Discover now