part 7

987 73 75
                                    

٠٦:٢٥ مساءًا

السماء لا تزال محمله بالغيوم السوداء الراعدة فوق مدينة لافيلاند الصغيرة حتى بعد كل القطرات التي ذرفتها
الجو يغوص في سكون خالٍ من الرياح والشمس التي تختبئ خلف الغيوم بدأت تأخذ مدارها بالغروب ليحل الظلام و الجو يزداد برودة بدورة

في متنزة كبير وسط المدينة يشذ عن قاعدة لافيلاند بكون اغلب نباتاتها بنفسجية اللون
ما يكسبة تميزة هو الخضرة في جميع نباتاته بالإضافة إلى شجرة الكرز المعمرة التي تتوسط مساحته الشاسعة
تنتصب بضخامتها اغصانها المتفرعة المكسوة باوراقها الوردية القليلة والقديمة
تعطي مضهراً مميزا لهذا المتنزة البسيط
يجلس تايهيونغ تحتها على احد المسطبات برفقة جونغكوك
هو اقترح عليهِ المجيء الى هنا بعد ان كان جونغكوك يقود الرحلة بأقتراحاته
تايهيونغ يحب هذا المتنزة كثيراً ، وبالذات هذه الشجرة
دائماً ما يأتِ هنا وحدة او رفقة اصدقاءة
يدرس ، يتأمل ، يرسم ، يقرأ ، يسترخي
او لا يفعل شيئاً

والآن

الصمت حاضر بينهما منذ جلسا هنا
يراقبان حركة الناس بمظلاتهم الملونة تحت قطرات المطر الخفيفة
أقدامهم تضرب البرك التي تكونت بفعل المطر لتتناثر قطرات على احذيتهم الشتوية الأوراق والاحجار تتلئلئ من القطرات التي تكتسيها في الظلمة الطفيفة

كانا يتسكعان في المطر المتذبذب منذ ساعتان متواصلتين تارة يكون قوياً غزيراً وتارة خفيفاً يداعب ما يسقط عليهِ
اختارا ان يسيران معاً بلا وجهة
يمشطان المدينة في الغروب الناعس
يسيران في الشوارع المكتضة بالناس
وينتقلان الى الازرقة الفارغة التي تمتلئ فقط بصمتهم ضحكات جونغكوك العالية خطواتهم المبعثرة وأقدامهم الضائعة
يستمعان للموسيقى التي يعزفها الغرباء في الشوارع
يتوقفان ليشتريا مشروباً ساخناً ليستحضر الدفئ الى جوفهما
و يقتلان الدفئ بأرتشاف ماء المطر العذب البارد
يهربان من المطر تحت الأشجار وشرفات البيوت والجدران
ويسيران في الافق المفتوح يواجهان المطر بترحيب
يتبادلان الحديث عن المدينة هذا المكان ، هذا الزمان
نقاشات طويلة عن الموت والحياة الذكاء والأكاذيب
وكل ما تقع عليهِ روحهما ويستذكره عقلهما
متعبة مثقلة ارواحهما شاردةٍ من هذا العالم الى هذة اللحظة
فقط سكون اللحضة يطغى هنا بكل ما تحمل من صخب

"انظر "
اردف جونغكوك متسقيماً من مكانه جاذباً انتباه تايهيونغ لهُ
اخذ بضع خطواتٍ بعيدٍا عن مكان جلوسهما
ينحنى بجسدة القوي ثانياً ركبتيه يعبث بشيء في الأرض معطياً ظهرة لتايهيونغ الذي يراقب بصمت خلفهُ

استقام بعد لحظات واستدار متقدماً نحو تايهيونغ
يقف امامه و يحمل بيده زهرة صغيرة

TK|1824حيث تعيش القصص. اكتشف الآن