3

3.8K 220 9
                                    

يجلس على مقعده الاثير امام مكتبه الابنوسي الرائع يتحرك لليمين و لليسار بالمقعد في حركه توتر رتيبه ...... يتابع دقائق و ثواني الساعه المعلقه علي الحائط امامه في حنق شديد .... لقد تبقي خمسه عشر دقيقه علي موعد حضورها .... لم يراها منذ سته ايام و يشعر ان جزء من جسده مفقود .

لا يصدق مرور اكثر من شهر و نصف علي اول لرؤيته لها ..... لقد تغيرت حياته بطريقه جذريه غير مسبوقه ..... لم يؤثر به احد كما فعلت هي .

للمره الثالثه علي التوالي يلعن بخفوت عقارب الساعه التي لا تمر للأمام ..... اضطر للسفر منذ ايام لحضور اجازه عيد الاضحى المبارك في بلده وسط اهله ..... لو يعلم انه سيفتقدها للحد الذي يجعله يحضر الي شركته قبل موعده بساعتين فقط لينتظرها و يروي ظمئ عينه لرؤياها لما غادر مصر و ما سمح لها بأخذ ايام الاجازه .

رجع بكتفيه علي ظهر الكرسي يتابع مدخل الشركه و دلوف الموظفين الي الداخل و لكن لا يعنيه احداً منهم ...... عاد بذاكرته لما تشاركه معها من ذكريات في الشهر المنصرم و ابتسم بإتساع لا ارادياً ..... تذكر الاسبوعين الاولين و حرصها في التعامل معه و خوفها الظاهر اثناء حضورها الاجتماعات الداخليه بالشركه او الخارجيه أحياناً في بعض المطاعم و الاماكن الخارجية.... و لكن طبيعتها المرحه لم تسمح لها بالحرص اكثر من ذلك فمع انتهاء الاسبوع الثاني كانت تخلت عن حرصها و اصبحت تتعامل معه بطبيعتها ..... و ليتها لم تفعل .

لقد غرق في تفاصيلها و انتهي الامر .... ينتظرها يومياً ليتشاركا الافطار الذي تحضره معها من المنزل و تحضر معه احياناً المشروبات الغازية و اشياء اخرى مليئه بالدهون و المواد الحافظه لم يكن ليجربها في حياته .... و لكن معها و للمره الاولي منذ عشرون عام يتخلي عن كونه حفيد آل علي الاكبر و المسؤول الأول عن اداره امبراطوريه عائلته ..... ليتحول معها الي جواد شاب في مقتبل الثلاثون من عمره .... عاشق حد النخاع و يخاف و يخشي علي محبوبته حد كتم مشاعره و الاحتراق بنارها وحده .

ابتسم بإتساع ما ان استمع لصوتها بالخارج تتحدث مع احد الموظفين و تهنئهم بالعيد .... زادت دقات قلبه بعنف في اضلعه حتي بدأ يشعر بألم طفيف من عنف دقاته ..... اعتدل في كرسيه بحماس ينتظر دلوفها لعنده و سؤال واحد يكاد يتأكل عقله من كثره التفكير به .

هل اشتاقت له مثلما قتله الاشتياق لها ؟ هل تشعر علي الاقل بإشتياقه لها و لوعته لرؤياها ؟

ثلاث طرقات علي الباب يعلم صاحبتهم عن ظهر قلب ..... اعتدل و حمحم محاولاً السيطره علي جسده و مداراه القليل من شوقها لها حتي لا تفضحه مشاعره بلا مجهود .... دلفت هي بعد اذنه لها بالدخول محاولاً اظاهر الجديه بصوته .

دلفت لتخطف انظاره و توقف دقات قلبه و تتصلب الدماء في شرايينه .... اللعنه علي ملابسها المحتشمة التي تفعل به هذا .... فماذا لو ارتدت ملابس غير محتشمه .... كان ليفقد السيطره بلا ادني شك .

عشقت مصريه ( بقلم/ آيه محمود)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن