14

3.3K 229 18
                                    

تجلس علي مكتبها يفصلها عنه حائط زجاجي انيق .... ظاهرياً هي تعمل بجد و اجتهاد و لكن حقيقه الامر هي ترتجف .... منذ يوم عرس ابنه عمه و هي في حاله من التخبط .... تخبط ناتج عن اعترافه لها بمشاعره بطريقه مفاجئه لم تتوقعها ابداً. .... لقد شعرت بكونه يعاملها بطريقه مختلفه .... فهو حتي مع فتيات عائلته لم يكن يتحدث و يتعامل معهم بمثل تلك الاريحيه التي يعاملها بها. ... و رغم تحفظه في التعامل معها امامهم إلا انه لم يتوقف عن مراسلتها و شرح كل موقف يمران به امامهم بينه و بينها فيرضي غرورها الانثوي و يزيد دلالها و هي تعلم انها تفرق معه

ازاد عشقه في قلبها الايام الماضيه بطريقه مخيفه .... لم تتخيل انها ستعشق احدهم كما عشقته في يوم .... لطالما كان هاجس ذنب سليمان يطاردها علي الدوام و لكن تغير الكثير داخلها في حضره جواد .

منكبه هي ظاهرياً علي الحاسب المحمول امامها .... تقطب جبينها بشكل خفيف و هي غارقه في افكارها فلم تشعر بعينيه المتابعه لها منذ فتره لا بأس بها ..... تموج هي في بحر الافكار .... هل كان يعني حقاً ما قاله قبل العرس ..... هل يعلم انها من غنت تلك الاغنيه رداً علي رغبته في معرفه مشاعرها .... و إن لم يفهم لما لم يتحدث معها مجدداً و يسألها عما تضمره في قلبها تجاهه .... و الكارثه الأكبر .... لو كان يعلم لما يتجاهلها بتلك الطريقه .... فهو منذ ان تقابلا سوياً في الصباح لم يفتح معها الحديث او يوجهه لها نظره خاصه حتي .... هل ندم علي اعترافه .... هل تسرع ؟

الاف الاسئله تمور في عقلها و هي غير قادره علي سؤاله او ابداء حتي تعجب و لو قليلاً .... لم تكن هي يوماً تلك الفتاه التي تفصح عن مشاعرها لرجل .... لقد رباها عبدالرحمن هارون و علمها منذ الصغر كونها ملكه متوجه لا تتنازل و تبدأ.... علمها انه لو يزوجها سوي لرجل يبذل الكثير من الجهد لاسعادها و النيل بها .... و لكن حاله جواد حقاً تسبب لها الحيره .

فاقت من شرودها و هي تجده يجلس امامها و يفصل بينهم طاوله المكتب الخشبيه بحلته الرماديه الرائعه و قميصه ناصع البياض و ربطه عنق سوداء كحال الحذاء و حزام الوسط الجلدي و ساعه
يده ذو الماركه العالميه بالتأكيد رغم جهلها بتلك الامور الرجاليه ... فهي لم تهدي يوماً او تبتاع اي من تلك الاشياء لأحد الرجال .

نقرتين بيده علي المكتب افاقاها من شرودها به و بتفاصيله .... جحظت عينيها و استدارت حينما استعابت جلوسه امامها بالفعل و تأمله لها بدوره بتلك الابتسامه الرائعه التي تطلق الفراشات الملونه في زهور اضلعها   .

ابتسم بهدوء و رزانه و هو يري حمره الخجل تنفجر في وجنتيها و اعلي انفها بوضوح و تحدث بعبث جديد كلياً علي شخصيته الهادئه الصارمه .

جواد : الحلو سرحان في ايه لدرجه انه مش حاسس بقعدتي قدامه اكتر من ربع ساعه .؟

اخفضت نظراتها عنه خجلاً و ازداد توردها بعد غزله الصريح و الذي يوجهه لها لأول مره بتلك الابتسامه الخالبه لعقلها و تحدث بتلعثم غير مصطنع .

عشقت مصريه ( بقلم/ آيه محمود)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن