علي طاوله طعام مستطيله في احد المطاعم المعروفه في المجتمع المخملي ..... قام فريد الهاشم واقفاً بطوله المهيب و منكبيه العريضين و طلته المخيفه عاقداً زر بذته الزرقاء الغامقه معتذراً عن اكمال العشاء معهم متحججاً بظهور بعض الاعمال الطارئه ..... عدل من وضع النظاره علي عينيه و التي لم تفارق وجهه منذ ثلاث سنوات سوي وقت النوم فقط و أشار بيده لصديقه المقرب و حارسه الوفي ظافر و الحرس الاخرون حتي يتبعوه خارج المطعم ..... فهو اصبح يشعر بالاختناق وسط التجمعات البشريه تلك راغباً في الذهاب الي غرفته ليسقط غارقاً في( بحره الفريد ) و ذكريات جمعتهم سوياً منذ زمن بعيد ....
بين علي الطاوله تبادل الجميع نظرات متعجبه من هذا الشخص المريب بالنسبه لهم جميعاً ... و لكن علي كل حال من يهتم ..... في عالمهم المال يأتي اولاً و غيره لا يهم .
جلس جواد يتحدث مع نادر المنشاوي في احاديث جانبيه تخص الصفقه المقبلين عليها مشاركه مع المدعو فريد الهاشم و يتشارك مصطفي الحديث معهم في تفاصيل عقود الصفقه و الشروط الجزائيه بينما في جانب منفصل تتحدث ياسمين و سمر و ماسه مع شيماء محاولين اقناعها بتحديد موعد زفافها مع معتز الذي ضاق صدره من تأخيرها في اختيار موعد يناسبها للزفاف و مروان جالس بجانب معتز يسخر منه بشده .
تحدثت شيماء خطيبه معتز و سكرتيره نادر المنشاوي بصوت مرتفع بعض الشئ و هي تضحك بشده .
شيماء : يا جماعه انا مش عاوزه اتجوز .... آيه دايماً تقولي ان الجواز ده كأنك بتفرج علي اعلانات لمحل بيتزا و طول فتره الخطوبه المحل بيعرض صور لاجل تحفه و شكله بيجننك و تيجي يوم الافتتاح عشان تاكل تكتشف ان البيتزا اللي امك بتعملها في البيت احلي و انك اتخدعت ..... و انا بصراحه خايفه اتخدع .
ارتفعت الضحكات من حولها بشده علي هذا التشبيه الغريب و قد وصل الحديث كاملاً الي جواد الذي ابتسم بسخريه فيبدو أن كل الفتيات المسميات بهذا الاسم يعانون من اختلال في افكارهم غريب .
و قد شاركهم نادر في السخريه علي معتز بوقاحته المعتاده بينما تحدث معتز حانقاً بسخرية هو الاخر .
معتز : مش دي المجنونه اللي نطت عشان تضربك من شباك العربيه من كام يوم .
شهقت شيماء ضاحكه و هي تتحدث : ايوه هي و ماتقولش علي صاحبتي مجنونه ... هي اه عندها نص ضارب بس ماتغلطش فيها .
معتز : دي مش طبيعيه و الله ده انا خايف نتأخر شويه و احنا مروحين نلاقيها مستنيانا تاني تحت العماره ..... ده ابوكي مش بيحاسبنا كده .
شيماء : لا ماتقلقش هي انهارده برا مع مراد و بسمه بيخلصوا حاجه فرحهم عشان قرب و معاهم تيفا و ماقولكش هي بتحب تيفا ده ازاي .... دي زمانها خاربه الدنيا .
قاطع حديثهم صوت مرتفع من الخلف جعل دقات قلب جواد تقفز راكضه بين اضلعه .
آيه : ياعم مش عاوزه اتزفت اتعشا .... عامله دايت ارحم امي بقي و سيبني في حالي .
أنت تقرأ
عشقت مصريه ( بقلم/ آيه محمود)
Short Storyالحياه بئر عميق مليئ بالاسرار .... المحظوظ فقط من يخرج من البئر ..... دون ندم ..... دون خسائر .
