يقف منتصباً الظهر شادداً قامته رافعاً رأسه و انفه للأعلي بشموخ يليق به و بطلته المهيبه ... ينظر له الزائرون ككائن فضائي يرونه لاول مره و الان فقط علم سر تمسكها بردائه التقليدي لبلدته و اصرارها علي ارتدائه العبائه و الشماغ .... يتذكر بعد ذهاب الشاعر الذي تفضله و فرقته تلك الدقائق التي قضاها برفقتها في حديقه منزلها بعيداً نسبياً عن الجميع و لكنهم في مرمي ابصارهم .
★ Flash back ★
اقترب منها بخطواته الرزينه و عينيها تتبعاها بهوس لادق تفاصيلها .... لم يكن يظن انه سيصبح عاشق لتلك الدرجه في يوم من الايام ... لم يكن يظن انه سيعشق من الاساس .... طالما كان يعتقد انه آله قامت جدته ببرمجتها للعمل و زياده اموال العائله و سلطتها .... حتي جائت تلك الجنيه المصريه الصعيديه .... بكبريائها و عنفوانها و دلالها و روحها الخاطفه ... لتسرق قلبه و عقله بل و رزانته و تنسيه عمله و عائلته و لا يتذكر سواها .
وقف امامها مذنباً يطلب السماح ... و عاشقاً يطلب الوصال ... و مجروحاً يطلب الضمان بالبقاء .... جميع المشاعر قد تزاحمت بداخله فظهرت واضحه علي خلجاته كاشفه ما يضمره في قلبه لها .
و قابلته هي بإبتسامه و اعين لامعه و قد نالت منها مفاجأته كل الرضي و بحور السماح و نسي عقلها كل يوم بكت فيه بسببه .... فمن تلك التي قد ترفض الدلال .... من حمقاء قد تبعد عن رجل ينظر لها بتلك الطريقه التي تتغلل الي خلايا روحها .
زادت دقات قلبها بعنف مع ابتسامته و نظره عيناه لها و هي يتحدث بصوت متحشرج هامس و كأنه رافض حتي ان تشاركهم الاشجار بجانبهم تلك الذكري الغاليه .
جواد بإبتسامه : حقك علي عيني يا نور عيني .... و الله ما شكيت فيكي لحظه و لا كان قصدي اجرحك ... انتي حته مني يا آيه ضلعي الناقص اللي ربنا جمعني بيه بعد شوق سنين .... عمري ما اجرحك او افرط فيكي .
آيه و قد تحولت ملامحها الي الجديه و راحت تقص عليه بهدوء ما قالته لها جدته في ذات اليوم و ان ذلك ما شجعها اكثر علي الابتعاد عنه و ان موقفهم فقط لم يكن الدافع الي تركها لبلدته بتلك الطريقه .
و راحت تقص عليه أيضاً تفاصيل اتهامات ماسه لها و قد عززت لها فكره ان كلام جدته صحيح و ان عائلته و عمله اهم عنده من اي شئ اخر .... و موقفه من ماسه امامها أيضاً عزز من ابتعادها و راحت تقص عليه رغبتها في ترك القاهره كامله و ان لولا مجيئه ورائها بالأمس ما كانت لتعود للقاهره .
و راح أيضاً يقص عليها يتم ماسه بعد وفاه والدها و نبذها من عائلته بأكملها بأوامر من جدته و انه حلقه الوصل الوحيده بينهم فلم يكن يريد ان يشعرها بالنبذ مره اخري خاصه امام زوجها و ان صمته لم يكن انصافاً لابنه اخيه كما فهمت او كما بثت جدته السموم في اذنيها و انما تأني فقد كان صمته افضل لشخصيه مدلله كماسه و انها قادمه بعد قليل لتعتذر منها .
أنت تقرأ
عشقت مصريه ( بقلم/ آيه محمود)
Short Storyالحياه بئر عميق مليئ بالاسرار .... المحظوظ فقط من يخرج من البئر ..... دون ندم ..... دون خسائر .
