اقتباس

2.2K 116 8
                                    

نظر لهم و الغضب يتطاير من عينيه حانقاً عليها و علي جمالها و جسدها الفاتن ما ذنب قلبه لتشتعل به النيران هكذا من بضع كلمات استمع لها و هو يقف كالتمثال لو لم يكن احتراماً لأصحاب المكان لأبرحه ضرباً حتي تخمد نيرانه و لكن لابد من السيطره علي اعصابه  .... لذلك التفت لها ساخراً رغم جمود ملامحه و الحنق المسيطر علي مقلتيه .

" يا حبيبتي قولتلك الف مره البدله الجراي مش لاقيه علي القرون البني اللي انا لابسها "

نظرت له فارغه فاهها من وقاحته و الفاظه البذيئه و هي تهز رأسها بيأس علي هذا الابله الذي يفقد عقله بلا مجهود ما ان يتعلق الامر بها ..

التفت محرجه ناظره للشاب الواقف امامهم و ينظر لزوجها ببلاهه مضحكه غير مستوعب لكلماته و حاولت استيعاب الموقف حتي لا تفسد زيارته بسبب سوء الفهم ذلك و لكن صوت من الخلف جاء منقذاً للموقف و رافعاً الحرج عنها .

                ***************************

في السادسه صباحاً .

واقفه في تلك الارض الواسعه .... تنظر هنا و هناك في اللون الاخضر المنتشر امامها ... تعلم انها مسأله وقت و ان وجودها هنا قد يكون خطر علي اهل تلك البلده و لكن قد استمعت لنصيحه صديقتها حين ارسلتها هنا علي وعد بالقدوم لها هي الاخري .

الذكريات تتدفق علي عقلها كأمواج متلاطمه تكاد تغرقها حيه و تصيب رئتيها بالأختناق .... عليها ايجاد طريقه سريعه لحجب تلك الذكريات المؤلمه عن عقلها .... لقد اصبح التفكير مؤلماً كالجحيم .

و ان تحدثت عن اوجاع قلبها ربما أغرقت تلك الأراضي الخضراء بدموعها و افسدت محاصيلها من فرط الملوحه و المراره المتسربه من عينيها .... وحيده كعادتها .... لقد تلقت الطعن و الغدر تلك المره من اقرب اثنين لقلبها .... يجب عليها جمع شتاتها المبعثر ....  يجب ان تنهض من رمادها المحترق كأسطوره العنقاء الشهيره ... لم تكن يوماً شخصيه انهزاميه هاربه و لكن تلك المره فاقت الاوجاع الحد فكان لابد لها من ايقاف الزمن حتي تعطي لقلبها الفرصه ليبرأ من طعناته .

فاقت من شرودها علي يد وضعت فجأه علي كتفها فشهقت بعنف جعل الواقفه في الخلف تجفل صارخه هي الاخري و تحدثت بعفويه كعادتها
" يا شيخه حرام عليكي هتخليني اقطع الخلق وانا لسه مادخلتش دنيا حتي "

               **********,**************

ينظر لما ترتديه و عينيه تقطران حباً دقائق قليله تفصله عن فرحه حياته العظمي .... جنه الدنيا التي ارسلها الله له فتشبث بها كرضيع يرفض مفارقه امه و كجندي لا يأبه سوي بالفوز و لا مجال في حربه للهزيمه .... و ها هو يرفع رايات النصر و هو يراها محاطه بهذا الكم من المشاركين له في حب روحها المرحه و قلبها الطيب و دلالها الطفولي الأثر للعين و القلب .

يقف يتلقف الايادي و السلامات بين يديه و يتبادل التهنئه من الجميع بعضهم يعرفهم و الاخرون يراهم للمره الاولي و للحق هو ليس مهتم بهم علي الاطلاق .

عينيه مثبته عليها ولا غيرها ... يستمع للهمهمات من حوله عن طريقه نظره لها ... تلتقظ اذنيه تلك الكلمات عن ظروف ارتباطه بها و الفضول القاتل بين الافواه المحاوطه لمعرفه ماذا حدث ليرتبطا و كيف تحولت القلوب لهذا الحد و لكنه مازال غير مهتم ... فقط يراقبها بشغف قاتل .... ها هم يقدونها و اياها للبدأ في اجراءات ارتباطهم الروحي و الجسدي الابدي و لكن ما ان التفت ليذهب لمكان تجمعهم حتي وقف ناظراً ببهوت و ملامح شاحبه في اتجاه باب المنزل الكبير المفتوح علي مصرعيه لاستقبال المهنئين و لكن هذا الزائر بالتحديد هو اخر من رغب بحضوره .

قلبه يدق بصخب و عنف مؤلم غير ذلك اللذيذ الذي كان منذ قليل .... يخشي فساد فرحته .... يرغب في الصراخ بأعلي صوته لاعناً الحياه التي ترفض سعادته كما لم يفعل من قبل ... يقسم ان زيارتهم ان لم تكن بنيه خير سيهدم المعبد فوق رؤوسهم..... سيدمر اسم و سمعه تلك العائله التي اصبحت تطارده كاللعنه التي تصيبه كلما حاول الاقتراب من سعادته .... حاول السيطره علي ملامحه متلبساً الجمود و الشكل الجليدي المعتاد قديماً علي وجهه و ذهب في اتجاههم و عينيه تتوعد بألف انتقام و عقله ينسج الاف من خيوط الانتقام ان كان ما يفكر به صحيح و لكنه كعادته الهادئه البارده سينتظر ليقوم احدهم فقط بالخطوه الاولي لإفساد فرحته و بعدها سيطلق العنان لإنتقامه من الجميع .

                  _______________________

خلصتوا امتحانات..... نبدأ حبه تشويق بقي للأجازه

و للبارت الجاي اللس هايبقي فيه شويه احداث عسليه عشان تهيصوا في الاجازه القصيره دي .

كلموني عن  توقعاتكم و مين الناس اللي اتكلمت عنها فوق دي .

وحشتوني جدا 💖

عشقت مصريه ( بقلم/ آيه محمود)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن