01

135 19 0
                                    

                           🦋إستمتعوا🦋

    وبعد سنتين من زجّه في السجن، ها قد خرج أخيرًا و بأحلام و آمال محطمة

فسنتين تلك لم تكونا هيّنتين عليه بتاتًا..

ذاق فيهما ويلات السجن و فراق من هو عزيز عليه و ظلمه أيضاً..

لن نجزم أنه قد تم ظلمه في الحكم عليه، لم يسلم حتى من أفواه بعض الناس قبل دخوله إلى السجن، و لن يرتاح منهم حتى بعد خروجه منها

هذا ما قاله بالتحديد..

فماذا ينتظرون من خريج سجون بعد ذلك؟!

سيظلّون يلاحقونه بأفواههم..

لازال البعض يتسائل ما التهمة التي قام بها شاب لا يزال في زهرة شبابه ليزجّ به إلى السجن!

الإجابة هي لا شيء..!

الأغلبية يعرفون هذا الشاب من خلال المقالات التي يكتبها في الجرائد الأسبوعية..

و من خلال معارف هذا المدعوّ جونغكوك يمكنك أن تسمع عنه أنه شخص صالح وقع مكيدة شخص طالح

و ممن لا يعرفونه جيدًا سيصدقون أي شيء يُقال عنه بكل بساطة، لقلّة معرفتهم به طبعًا

نعود سنتين إلى الوراء..

أي قبل سجنه..

أين كان مجرّد صحفي عادي و محرر جرائد..

يكتب بضع آلاف كلمة وجيزة، مقابل بضع قطع نقدية

من حالات قتل، و إنقلابات و أعمال شغب و أمور سياسية، و ما إلى ذلك من أحداث تجري في هذا البلد..

و لم يكن سوى شخص واقع في الحب، لفتاة كانت تعمل معه في مجال الصحافة..

تدعى سودام..

هو فقط كان ينتظر الفرصة المناسبة لينتهزها و يصرّح بمشاعره و يطلب يد سودام..

لكن القدر لعب لعبته و أطلق حيلته... ليأخذ من مجرى حياة جونغكوك منعطفًا خطيرًا..

ليتم الوشاية به زورًا، و ليدخل المعتقلات..

لقد قيل عنه أنه متعاون مع جماعات مسببي الفوضى، و ما كان على الشرطة سوى القبض عليه دون وجود أدلة تثبت تورطه في ذلك..

سوى أصابع الإتهام الموجهة لجونغكوك، و على الرغم من أنه صحفي إلا أن الإعلام لم يسلّط الضوء على قضيته و كونه مظلومًا و أنه وقع مكيدة شاب لا ضمير له..

لحسن حظه لم يلقى ضربًا ولا تعذيبًا على تلك التهمة المنسوبة إليه..

ناهيك عن عذابه النفسي!

سنتين كاملتين قضاهما في السجن، لم يتوقف يومًا عن إثبات برائته و ها قد أفلح أخيرًا..

سنتين؟! لقد تمادوا كثيرًا، و هو يدري بذلك...

لكنه لم يدري أنهم سجنوه لتلك التهمة و لكونه صحفيًا أيضًا..

كم من صحفي كان قادرًا على التأثير في القرّاء من خلال ما يكتب و ضمّهم إليه..
كان قادرًا على أن يكتب على تلك الأوضاع المزرية التي تعيشها البلاد بسبب رئيس ظالم و جشع..

لم يدري كم من الصحفيين قد اعتقلوا من بعده بسبب ذلك..

بسبب الحقيقة!

لكنه اعتقل ظلمًا، لتهمة لم يعمل بها!

انقطعت عنه أخبار العالم الخارجي طول فترة تواجده في السجن،  و الآن هو يحاول مواكبة مجرى الأحداث..

و الآن بعد أن خرج.. هو يخطط أن يبدأ رحلة جديدة مبدؤها الصفر في إعادة ما فاته، لعلّه سيحاول أن ينسى تلك السنتين و يبحث عن عمل جديد، يكسب به قوت يومه..
و ربما سيرجع إلى الكتابة  و سيطمح إلى تنمية موهبته في ما بعد..

بالمختصر.. سيعيد بناء حياته!
هو فقط يرغب بحياة هادئة بعيدًا عن المشاكل..

لازالت عقبات عدّة في إنتظاره و عشرات نقاط الإستفهام التي خبأها لمدة سنتين بداخله و التي سيبحث عن أجوبة لها الآن..

من بينها.. لما قد يقومون بإتهامه زورًا؟!
      و من يكون خلف ذلك؟!

و جلّها.. عن محبوبته سودام..

كيف أضحت.. و كيف هي.. و أين وصلت؟!

لا يتوقع أن تكون قد نسيته!

أو أن هناك من هو في حياتها الآن؟!

لا.. هو لا يريد ذلك البتّة...

و بعد تلك السنتين.. هو يريد لقائها!
كم إشتاق لها كثيرًا..

                        🤍

الضفة اليسرى || Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن