12 و الأخير

36 9 0
                                    

رغم أن كل شيء قد انتهى أخيرًا..

لكنه لا يزال يتأمل في كل تلك الأحداث التي جرت معه..

هو بالكاد يصدق أنه تحمل سنتين في السجن بسبب غيرة أحدهم و طيشه..

سبب سخيف!

يشكر نفسه لأنه تمالك نفسه و لم يتهور، و إلا دخل السجن مرة أخرى و لمدة طويلة و بتهمة القتل..

شيء آخر جعله يفكر...

عن نظرة الناس للذي خرج من السجن، يحسبون أن كل من يزج بالسجن يعتبر مجرمًا دون أدلة تثبت ظنونهم!

فهذا وجد نفسه خلف القضبان فقط لأنه يبحث عن لقمة عيشه فلجأ للسرقة، و ذاك دافع عن نفسه ليضحى مكبلا، و آخر عبر عن رأيه فقيدوه و أما عنه هو فدخل السجن دون أدلة تقف ضده!

شعر كما لو أنه ينبغي أن يري الحقيقة للناس، أن يعلم الكل قصته!

و من ذلك الشعور، تولدت فكرة منه..

إمتلأت روحه مسرّة و حماسًا على إثر تلك الفكرة التي لمعت لتوّها

أحس أنها ستكون بمثابة خطوة كبيرة له، فرصة لن تتكرر مرتين

و عليه إغتنامها و العمل بها..

«هاه أخبرني! ماهي خططك القادمة جونغكوك؟!»
سألته سودام بفضول

أجابها مبتسما بينما يغمر لها :«إنها مفاجئة!»

«كم أتوق لمعرفة ماهي!»

~•~•~•~•~•~•~•~«•«•~•~•«~•~•

من النقود التي كان يدخرها، استطاع أن يشتري حاسوبا!

اختلى بنفسه في إحدى الغرف، حيث الهدوء

شغل الحاسوب، ثم أخذ نفسا عميقا ليشرع بعدها في كتابة روايته!

ليروي تفاصيل ما جرى معه بلسان البطل!

بداية عندما كان مجرد طالب جامعي طموح، جمعه القدر بفتاته!

تخرج و حقق حلمه ليصبح صحفيا!

ليجد نفسه خلف قضبان السجن لخطأ لم يرتكبه!
و لم يمضي على وفاة والده سوى أسبوع!

و كم كانت تجربة شنيعة، أين خرج و تبعثرت به السبل من حوله و هو في طريق إعادة ما فاته..

مدخوله الذي لم يكن يكفي لغذائه، نظرة الناس القاسية له بعد ما شاعت الشائعات عنه..

إبعاد حبيبته عنه..


حرص في كل جملة يكتبها أن يستعمل مشاعره في ذلك..

قلبه من يكتب لا عقله!

يريد أن يوصل مشاعره للقارئ، كتب كل شيء يظنه مناسبًا للرواية!

و ماذا عن النهاية؟!

سيجعلها نهاية حزينة لإثارة عاطفة القراء!

ملائمة جدا!

أين انقطعت أخبار محبوبة البطل لعدة سنوات، ليلتقي بها صدفة في السوق مع ولديها ليتضح أنها قد تزوجت من أحد آخر..

و انتهت الرواية!

سيكتب في آخر الكتاب.. أن الأحداث كلها حقيقية مستوحاة من حياة الكاتب و أن النهاية لا صلة لها بالواقع، فالنهاية الحقيقية لم تحدد بعد..

أما عن الإهداء..

فهو مهدى إلى كل من وقف معه في أسوأ حالاته...

و الآن بعد أن أنهى الرواية في غضون شهرين، يمكنه تنفس الصعداء أخيرا  و يتقدم بما صنعه لدار النشر..


~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~

بعد ستة أشهر..


لاقت روايته إقبالا كبيرا و نال تعاطف الكثير من القراء، لكون النهاية تعيسة!

استطاع أخيرًا توصيل رسالته للعالم و إيصال مشاعره و تبيين الحقيقة التي كان ينبغي معرفتها..

و أنه لا ينبغي الحكم على الآخرين دون معرفة ما مروا به..

و أنه مهما ارتكب المرء من خطأ فإنه يظل إنسانا!

من قصته تلك صار مشهورًا، وصلته العديد من الرسائل يشكرونه على صنيعه كونهم مروا بقصة مشابهة كهذه!





أما عن النهاية السعيدة لقصته التي لطالما أراد أن يكتبها لنفسه..



يرتدي بذلة سوداء أنيقة مع ربطة عنق حمراء، يحمل باقة ورد، و علي يمينه والدته و شقيقته دانا تحمل علبة الحلوى و على يساره العم جايكوب و إبنته جينا و الكل بأبهى حلة!

يقفون أمام منزل سودام..

يقوم جونغكوك بطرق الباب، فتطل الجميلة من خلفه و قد أشرق وجهها فرحًا


وقد أثمر الجهد، و انتصر جونغكوك في النهاية





♡~التتمة و الحمدلله~♡

الضفة اليسرى || JkWhere stories live. Discover now