03

33 13 0
                                    

                     🦋إستمتعوا🦋

          ~آلوآحد و آلعشـرون مـن آغسـطـسـ~

               10:46

حاول جونغكوك الإتصال بسودام لكن بلا جدوى، فيبدو أن رقمها معطل، و على الأرجح قد قامت بتغيير رقم هاتفها..

و لحسن حظه لا يزال يحتفظ برقم هاتف القناة التي تعمل بها سودام، أو بالأحرى المحطة التي كان يعمل بها هو..
هذا إن لم يقوموا بتغييره أيضًا..

هو سيتصل بهم من الهاتف الثابت، دوّن الرقم بحذر
ظل يرنّ لدقائق دون أن يرفعه أحد...

~«أعد الإتصال لاحقًا» ~

وجد نفسه يعاود الإتصال، ثم أخيرًا ردّ صوت رجالي

«ألو؟!»

«ألو مرحبا.. أودّ الاكلم مع الآنسة سودام، هل يمكنك إخبارها أن جونغكوك على الخط؟!»

«لكنها على البثّ الآن، أتنتظرها؟!»

«نعم سأنتظر، لكن أرجوك لا تجعلني أنتظر طويلًا!»

«ذكّرني بإسمك»

«جونغكوك... جيون جونغكوك!»

مرّت أكثر من عشر دقائق و جونغكوك ينتظر بلهف أن تأتي سودام من الكرف الآهر و ترفع بالسماعة..

بدلًا من ذلك.. عاد الرّجل و بنبرة مائلة إلى العصبية قال:
«لقد أنهت سودام بثّها و قد غادرت من فورها، أطلبها لاحقًا!»

على ما قاله، لم يردّ عليه..
اكتفى بإغلاق الهاتف بإنزعاج و شتم الرجل في سرّه، لأنه جعله ينتظر طويلًا و سعر المكالمة باهض..

قام بطيّ أمنيته و مضى نحو غرفته يلعن حظّه العثر..

إنه يودّ كسب الحظ إلى صفّه و لو مرة واحدة فقط!

استلقى فوق البساط الموضوع على الأرض، تذكر تلك الأيام عندما كان يملك سريرًا!

لكن هذا البساط أهون من ذاك الذي كان ينام عليه في السجن..

فهذا نظيف و ناعم، و ذاك متسخ ولا يدري من كان ينام عليه قبلًا..

وجد نفسه يتذكّر تلك الأيام، عندما كان في السجن، أيام صعبة مرّت عليه..

رأى نفسه يشهد طرق التعذيب التي كانوا يمارسونها على بعض المسجونين لسبب لا يدريه!..

كانت تصيبه بالأرق تلك الفكرة، أن دوره سيأتي عاجلًا أم آجلا..
و كم تمنى أن يستيقظ من ذلك الكابوس المريع..

سحب الوسادة و وضعها فوق وجهه، لعلّه ينفض عنه غبار الذكريات السيئة..

سيحاول أن يفكر في شيئ جميل..

مثل سودام ربّما؟!

و في تلك الأوقات التي كانا يقضيانها..
لا يزال يتذكر تلك المرة عندما كان يجلس أمامها بينما هي تتدرب على فن الإلقاء و هو يحاول جاهدًا أن يكتم ضحكته أمامها فيفشل!  و يفسد عليها المحاولة..

إبتسم عندما تذكر ذلك..
كم هي جميلة تلك الذكريات!
لن تكون جميلة إلا إذا كانت ذكرى عابرة..

مع ذلك الهدوء.. لو لم تدخل شقيقته على حين غفلة و بعجل جاعلة من الباب يرتطم بالحائط بقوّة عندما دفعته، جعلت من ذاك ينهض فزعًا..

«فلتنهض بسرعة، لقد وصلت الخالة آيدا، فلتتنحى جانبًا و دعني أفرّش الحصير قبل أن تدخل!»

«هل كنتم تعلمون بأمر مجيئها؟!»

قالت دانا بعصبية بينما ترفع البساط من على الأرض:

«لم نكن ندري بذلك، أخبرتنا أن هاتفها قد تعطل، لذلك لم تستطع الإتصال بنا و إعلامنا بأمر مجيئها!»

لم يقل جونغكوك شيئًا، ففي النهاية هي خالته الحنون و الوحيدة و على الأرجح جائت من مكان بعيد فقط لتطلّ على إبن أختها الذي خرج لتوّه من السجن..

اكتفى بتعديل الستائر..

لعلّ العجلة و أن لا شيء في مكانه و فوضوي هو ما جعل دانا تغضب لا زيارة الخالة آيدا المفاجئ!
من منهم لا يحب الخالة آيدا و روحها المرحة؟!

سمع أصواتًا قادمة من الرواق..
إلتفت خلفه فرأى خالته تندفع إلى الداخل رفقة ثلة من أولادها الصغار..

فتحت ذراعيها على مصراعيهما قصد أن تعانق جونغكوك

«جونغكوك عزيزي! كم اشتقت إليك!»

قالت بعد أن قبلت خديه

«كيف الحال يا خالة!»

«بخير ما دمت بخير!»

و كم رقّ قلبها حزنًا على حال ابن شقيقتها، رأت كم أنه أصبح هزيلًا و شاحبًا

حتى إبتسامته قد أصبحت باهتة عكس ما كانت عليه..

ثم راحت تشتم السلطات و كم أنّها ظالمة، فقد سلبت حق شاب في ريعان شبابه و أنهم ملزمين بإمساك مفتعل المشاكل الحقيقي..

أين حقوقه كمواطن؟!
أين حقوقه كبشري؟!

كم تمنّت لو أنّها تستطيع مساعدة جونغكوك في إسترجاع حقّه المسلوب..

و والدته إيشا التي لا تقلّ عنها حيرة في ابنها الذي ضاعت  سنتين من حياته هباءً..

قد خسرت زوجها و لكنها كابدت لأن لا تخسر إبنها الوحيد أيضًا..

لم يمر عليها يوم إلا و هي ترتاد المحاكم لتبرئة ولدها..

لم يكن هيّنًا عليها عندما منعوا عليها زيارته في السجن منعًا باتًا أو رؤيته..

كم كانت إمرأة مجازفة..!

إمرأة بقلب رجل!

و لكي لا ننسى أنها كانت تعمل بدوام إضافي مقابل مبلغ ضئيل لتعيل بها نفسها و ابنتها...

خاصة بعد أن اضطرتا لأن تنتقلا لمدينة أخرى بعد أن لاحقتهما المشاكل عندما شاعت الشائعات.!

الضفة اليسرى || JkWhere stories live. Discover now