10

36 9 0
                                    


و مرّت الأيام و جونغكوك و سودام يلتقيان بعيدًا عن الأعين و يتحدثان عن أمور عدة..

يحاولان تعويض مافاتهما، رغم أن لقائهما سوى دقائق معدودة..

و شيئًا فشيئًا بدأ جونغكوك يستعيد روحه المسلوبة..

رغم كل ما حصل إلا أنه إستعاد رضاه بنفسه..

و بينما هو يجلس قرب سودام و ينظر لها بين ما هي تتكلم..

كانت هناك عينان تترصدهما عن بعد دون دراية منهما!

~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~•~

       ~آلسـآبع مـن آيـﮯلول~

كانت الشمس على وشك الغروب و جونغكوك يتشمى في الطريق عائد لتوّه من المزرعة

شارد الذهن كعادته، اعترض طريقه رجل يبدو عليه أنه في الخمسينات..

واجهه بوجه فارغ..

استغرق جونغكوك وقتًا ليتذكر من يكون فقد مر وقت طويل.. و قد تذكره!

لكنه لم ينبس بكلمة لإرتيابه من نظرات الرجل الغريبة التي كان يحدق بها نحوه!

«إبتعد عن إبنتي!» تكلم أخيرًا كما لو أنه يقوم بتهديده!

قطب جونغكوك حاجبيه مستغربًا:«عفوا؟! ألم تكن أول من شجع علاقتنا؟! لما تطلب مني أن أبتعد عنها؟!»

«كان هذا في الماضي، أما الآن فقد تغير كل شيء!»

قاطعه قائلًا:«لا تقل لي بأنك صدقت كل تلك الشائعات التي قيلت عني؟! صحيح أني قد دخلت السجن لكني لم أتورط في شيء!»

«أعلم أنك كنت بريئًا! لكن سودام كادت تتأذى بسببك و أنا لا أريد سوى حمايتها!»

«هراء! كيف لها أن تتأذى بسببي و أنا أحميها!»

«لا يمكنك حمايتها في ظل هذه الظروف، جونغكوك!»
تكلم بنبرة هادئة عكس الآخر

قال جونغكوك مع أن الكلمات قد انتهت

«لكني لا أفهم!»

«مسرور لأنك خرجت من السجن سالمًا، لذا أنا أرجوك لا أريد مزيدًا من المشاكل و حاول أن لا تلتقي بسودام ثانية!»

«لكن إلى متى؟!»

«إلى أجل غير مسمى!»
قال بينما يلوّح بيده منصرفًا«إعتني بنفسك!» ختم كلامه..

أي برود هذا؟!..
ليس كما يعرفه! بدا مختلفًا جدا، كأنه أظهر شخصية أخرى..
و هو يتكلم..

و هو يغادر المكان كنسمة باردة..

تاركًا ورائه ذلك الذي أصابه التشتيت، شعر كما لو أن الحياة قد أظلمت عليه ثانية

صار يسأل نفسه!

مالذنب الذي اقترفه ليحصل كل هذا!

لم يعرف إذا يضحك على سخافة الموقف أم يلعن حظه هذا!

لكنه لن يستسلم و سيبحث عن حل لكل هذا، هو واثق من ذلك.. 

هي مسألة وقت لا أكثر.

بقي ثواني يحدق في الفراغ، فور ما أعاد رباطة جأشه، ليتنهد بعمق و يمضي في طريقه نحو المنزل..

~•~•~•~•~•~•~•~~•~•~•~•~•~•~

يجلس أمام التلفاز، يترقب ظهورها لكن أحدًا آخر يقدم الأخبار في مكانها..

يقوم بإطفاء التلفاز، ذهب إلى فناء المنزل و أخرج هاتفه و قام بالاتصال بها لكن لا رد منها..

يتملكه الشعور بالقلق و الإرتباك!

يرجع شعره للخلف بإنزعاج، تنفس الصعداء ثم دلف إلى الداخل مجددا..

كانت والدته تقوم بترقيع الملابس و دانا التي أنهت لتوّها غسل الأواني و الآن هي تشاهد التلفاز..

أما جونغكوك فلم يكن له مزاج في الجلوس معهم، أراد أن يأوي إلى فراشه مبكرًا و يتمنى أن ينتهي كل شيء على خير!

نادته دانا غير مستشعرة بحالة أخيها

«ألا تريد أن تشاهد فيلمًا معي؟!  إنه على وشك أن يبدأ»

رد بإنزعاج واضح:«لا رغبة لي!»

شعرت بذلك في كريقة كلامه..

قامت بخفض صوت التلفاز ثم راحت تسأله ثانية

«أكل شيء على ما يرام؟!»

إستدار لها بينما إبتسامة مزيفة على وجهه:«ربما!»

«ماذا تقصد بربما؟!»

قال بينما يهمّ إلى الغرفة. الأخرى:«إنسي الأمر!»

نهضت من مكانها و راحت تتبعه و تسأله بفضول:«فلتخبرني مالذي جرى معك، ربما يمكنني مساعدتك.. سأستمع إليك!»

الضفة اليسرى || Jkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن