5- قَبِيحَةٌ

1.8K 247 66
                                    

في شارع تجاري راقي من الدرجة الأولى،
وقفت الفتاتان المتناقضتان الملابس ، تعدان العدة والعتاد لبدء تسوق مبهم المحتوى .

فقط عليهما شراء شيء به اللونان الذهبي المطفئ أو البرونزي مع الأسود، ولا أحد يعلم ما سبب هذا الطلب العجيب من قائد فريق المؤسسة الشريكة.

عندما بدأتا بدخول المتاجر أصبحت أعين بعض رواده تناظر واحدة منهما برمقات مختلفة بين الخوف كغريب يمر بجانبهم  والفضول كجديدة لم تألفه الاعين والمقت كمظلوم يتعرض للعنصرية بلا سبب.

من يتعرض لمثل تلك النظرات لمجرد ان ملبسه مختلف ؟ من يواجه عنصرية فقط لان ديانته تختلف ؟

فريدة كانت دائما ما تمقت طريقة التفكير السطحيه وتعاملها بإهمال شديد ، لذا أخذت تتعامل مع تلك الأعين وكأنهم أعمدة إنارة في وضح النهار لا فائدة لها غير أنها تلوح فى الافق بلا هدف

كانت  قد اعتادت تلك النظرات في رحلات عملها لأي بلد مختلف التقاليد عن عالمها العربي، تلك العنصرية تجاهها فقط لأنها ترتدي حجابا وثوبا فضفاضا واسعا ،لم تكن لتعيرها أى اهتمام.

لذا أكملت تسوقها مع صديقتها بطريقة اعتيادية ،دخلت الفتاتان لمتجر علامة تجارية عالمية، واختارتا بعض الثياب المناسبة لميشيل من اللون الذهبي الغامق، كان شال مما يلبس على الأكتاف أعجب ميشيل ستلائمه هي مع زي أسود  أتت به.

لم يكن الاختيار يسيرا على فريدة فهي ليست فى بلادها ولا فى بلاد عربية حتى تجد ما يلائمها ، كما ان قائد الفريق الآخر قرر ذلك القرار بعد وصولهم.

لذا صار الامر عسيرا عليها ليس هناك أي فرصة تذكر لتجد ثوبا طويلا وفضفاض يلائم طراز ملبسها الإسلامي.

استجمعت افكارها فكان من بين الخيارات القليلة المتبقية ، خيار وحيد لا ينقطع فى أى أرض، خيار الشال أو الوشاح.

فكرت انها اذا وجدت اي وشاح يمكنها لفه حول عنقها على حجابها ،لم تفكر حتى فى انها ستشتري حجابا يوافق مواصفاتها.

وقفت فريدة عند قسم الأوشحة فلمحت وشاح بلوني الشعار، كبير الحجم نسبيا فَرَاقَ لها.

هذه فرصة لا تعوض، هذا وشاح ستلبسه بطريقتها، لونه مناسب لها ،بدا وكأنه يناديها، ويستعطفها ،نظرت له وقالت فريدة :
" ياا جمالك أنت مروح معايا النهارده "

مدت يدها لأخذه وبدأت تتحرك ،ولكنه كان عالق في يد فتاه أخرى، ترتدي قناع وجه -كمامة- ونظرات عينيها موجهة بازدراء ناحية فريدة.

" أنا من ستأخذه، اتركيه "
قالتها تلك الفتاة بالإنجليزية، بعد أن قالتلها بلغة أهل البلد مرتان وفريدة لم تفهمها.

فأجابتها فريدة باستنكار:
"ولما علي أن أتركه لك؟ لقد وجدته أولا لذا هو من حقي

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Where stories live. Discover now