12- انْتَظِرِي.

1.3K 200 46
                                    

اقترب فريق فريدة منهم، فرحب بهم يوهان وبدأ الحديث مع الجميع حتى وصل إلى دورها، فأزاحه رون بخفة غير ملحوظة يتقدمه يمد يده لها ساعيا للمس يدها، تحت حجة سلام!

غريب أمره، هذا ليس من عاداته ذلك النوع من السلام، ولكنه كطفل في محل الحلوى لم يفكر، فضوله تجاهها و اغتراره بفكرة انه اصبح من حقه ان يتعرف عليها فالصدف لا تتكرر مرتين!

فوجدها ترجع للخلف قليلا بملامح غير مرتاحة، ترفض مصافحته!! ظن أنه من اندفاعه حتى بينت هي طريقتها في ابداء السلام.


أخدت خطوات انيقة للخلف واضعة يدها اليمنى ناحية قلبها وأومأت برأسها وهي تغلق عينها برفق وقور وأردفت بحرج:

" مرحبا أنا فريدة، أعمل في الفريق الاول وسأكون مترجمتكم لهذا الاجتماع، أعتذر لا أستطيع مصافحة الرجال، فأنا مُسلمة" باقتضاب وحزم

حركاتها واعتدادها بنفسها حتى حركة اجفانها أسرته، أسره اختلافها وعزتها بدينها فتراجع هو الآخر وقال بلهفة وكلام غير مرتب:
" أنا أيضا مترجم فريقنا ،إنها فرصة سعيدة، اسمي هو رون جي وأنا .."

وقبل أن يكمل حديثه وتعريفه بنفسه، وجد أنها لم تسمعه، فعيناها مثبتة في مكان آخر مع سلسلة من الأفكار بلغة لا يفهمها.

لكن لحن الأفكار يدل على أنه ليس كلام لطيف البتة، وكأنها رأت عدو لدود، تنظر بأعين محتقرة ناحية سورا، أيعقل أنها تعرفت عليها ؟ أم أن سورا قد بدأ في بخ سمها مبكرا كعادتها؟

بالطبع سورا تعرفت عليها،فكانت أول البادئين بافتعال المشاكل،كان الاجتماع يسير على مايرام حتى أتى موعد غداء العمل المنتظر.

بدأ بالارتباك والتوتر عندما سَمِع أفكار سورا بعدما عادت من غرفة الراحة -الحمام-:

' حسنا يا فتاة اللفافات الرديئة، لنرى كيف ستتصرفين؟ ففي كلتا الحالتين أنا سأفوز! '

نظر لها بقلق ثم أعاد نظره لفريدة، ليس وكأن بيده شيء ليفعله! هو حتي لا يملك ادلة، ولا بيده التدخل فى شيء لم يحدث بعد.

اخذ يراقبها وهي تناظر الأطباق أمامها من ثَمَّ تغيرت ملامحها، ثم رفعت عينيها بسلسلة من الأفكار التي لم يفهم منها حرف واحد، لأنها كانت تفكر بلغتها الأم.

اعتذرت فريدة من الموجودين بلسان انجليزي، وقالت أنها لن تطعم هذا، فتحدثت سورا لأول مرة منذ بداية اللقاء وأشعلت الموقف بوصفها تصرف فريدة يدل على عدم تحضرها وعدم احترامها لمن هم أكبر سنا ومقاما.

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Where stories live. Discover now