9- مَنْ هُوَ ؟

1.6K 206 54
                                    

ركض خلفها تشوبه ذكريات سنوات طفولته ومراهقته، ذكريات أول وأخر مرة سعى بها يتلهف مثل حاله خلفها.

ركض وداخله يسافر للماضي البعيد ،حينما قرر أن يُخبر شخصا ما عن قدرته ، تلك المرة الوحيدة والقرار الذي لطالما تَندّم عليه طوال سنواته من بعد الثامنة إلى يومه هذا وهو في السادسة والعشرين.

في الماضي البعيد قبل ثمانية عشر عاما خلت، في منزل راقٍ في إحدى ضواحي مدينة رائدة تجاورط العاصمة سيول.

عاش طفل صغير فقد ماتت أمه وهو في سن مبكرة ،فقدها خلال حادث بشع لا يتذكر معه التفاصيل أو أنه يواريها داخله فيغير تصديق لبشاعتها أو ربما كان غسيل الدماغ الذي تعرض له من اعوان الوالد هو السبب في نسيانها.

كان الطفل له والد ، والده نسي تدريجيا وجوده ، حتى إنه لا يدري كم صار عمره أو في أي صف دراسي هو، هو حتي لا يعلم إذا التحق بمدرسة أم لا.

كبر الطفل الصغير في سنواته الأولى بلا أم، فقط تردد عليه المربيات جملة واحدة:
" والدتك توفيت في حادث سير حيث كنت معها ،الحادث تسبب لك في صدمة وخلط بالذكريات"

مع تكرار تلك العبارة على مسامعه من افواه كثيرة بدأ يصدق أنه يخلط الذكريات ، كبر الطفل قليلا حتى قارب أبواب المراهقة معتقدا أن هناك خطبا ما به، يتحمل مسئولية شيء ما، هو حتى لا يفهمه، تركه والده للمربيات جيئة و ذهابا لا يعلم عنه إلا أقصر الأنباء منهن.

في يوم كان الطفل الصغير يرغب في أن يذهب في رحلة التخييم كباقي أصدقائه ، فطلب من مربيته مقابلة والده فأخبرته أن الأمر صعب حيث أن أباه رجل مهم لا يترفه بوقت فراغ وكأن مقابلته لطفله هو رفاهية وقت فراغ.

أصر عليها الطفل تشانج هوو، فلم يتبقى الكثير على تلك الرحلة، إنها بعد شهر من الآن ولابد من إستعدادات قبلها.

قال تشانج هوو :
"مربيتى هل لي أن أقابل أبي ؟ "
ردت المربية ببرود :
" لا، إنه أمر صعب حاليا والدك مشغول للغاية "

اليوم التالى
"هل عاد والدي ؟ أريد لقاءه " تشانج هوو بأمل طفولي.

"لا ،هو سيغيب الليلة أيضا " ببرود

اليوم الثالث
" يا مربيتي ،فلتخبريه أني أريد رؤيته حتى لو كنت نائما ايقذيني " برجاء

" يا إلهي " قالتها بضيق وصخب " أعتذر يا سيدي الصغير ،فوالدك لن يأتي الليلة أيضا "

اليوم الرابع
" ألا يمكننا زيارته فى مكتبه ؟"

" بالطبع لا ،ألا تعلم أنه قد يعاقبني على ذلك، وأيضا هل لك أن تستسلم مقدما؟ هو لم يرغب برؤيتك مسبقا ،ولا أظنه سيتفرغ لمقابلتك، كما تعلم عمله مهم جدا، كما أنه في الآونة الأخيرة علمت أنه خسر فى عمل كان يطمح له، كل البلاد تتحدث عن هذه الأخبار وعن مدى غضبه الآن، لذا لا تحلم حتى " قالتها بعجرفة.

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Tempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang