29- اِسْتِثْنَاء لَنْ يَحْدُثَ

1.3K 187 88
                                    

سورا التي لم تسمع أي شيء غير كلمة زواج ملأ قلبها الحقد ، أهو تغير حقا لأجلها؟ أهو بالفعل واقع لها لهذا الحد؟ أهو يائس بعد أسابيع من معرفته لها؟

وماذا عنها التي صرفت من حياتها السنون بجانبه تنتظر أن يراها؟ هل ستأخذ فريدة كل شيء؟ الرجل الوسيم ، والمكانة والمال؟ لم تسمع حتى نبرة السخرية في كلامه اعماها الحسد والحقد ملأ قلبها الرغبة بالتخلص منها قبل مرور هذا اليوم.

لم تُعمل عقلها أو تبحث في الأمر، حتى لتعي أنه لن يحدث أمر كهذا أبدا ، لم تعمل عقلها لتفهم أنه أمر مستحيل لفريدة المسلمة أن تتزوج زواج مدني مِن أي كائن مَنْ كان.

ولكن كل الإدراك والعقلانية تبخرت من عقلها وملأها الانتقام فقط!! فتذكرت مكالمة الهاتف التي وردتها من محسن خطيب فريدة كما ادعى ، أخذت تهرول تجرجر سُمها لخارج القاعة تتفحص هاتفها بيد ترتجف غضبا وأعين جاحظة تقطر جنونا.

دخلت إلى المرحاض تعض على أظافرها، تمرر نظرها على جهة الاتصال بقلق وتوتر وتسأل نفسها :
'هل سيكون مفيد حقا؟ هل علي الاتصال فعلا ؟'

بعد دقائق دخلت فريدة لذات المرحاض التي كانت سورا بداخله تتكأ على منضته الرخامية بيد واليد الأخرى تمسك الهاتف أمام عيناها.

فور ان فتح الباب لتدخل التفتت لها سورا وأبدت على وجهها الكراهية الصافية لم تسكن حتى بدأت تبخ كراهيتها مردفة:

"يا إلهى، ها قد أتت داعرة فريق البادية!! " باحتقار

نظرت لها فريدة بنظرات باردة وابتسمت تجيب بسخرية:

" هل ستبقين هكذا دائما؟ "

تنهدت تتحرك متجاوزة لها لتقف بجوارها،ثم وضعت حقيبتها وهاتفها على المنضدة الرخامية ذات الاحواض والصنابير، لتناظر نفسها في المرآة برقي مبالغ به، وأخذت تهندم ملابسها وتحدثها في الانعكاس ثم أكملت بكلمات يرافقها ابتسامات ماكرة:
" لقد اعتدت أن أتجاهل أمثالك! لكن نظراتك تعطيني إحساس كأنك مصابة بشلل ما في عضلات وجهك! عليك حل المشكلة قبل أن تتفاقم ويتشنج وجهك القميء على تلك الحال "

استشاطت سورا غضبا والتفتت لحوارها وامسكتها من حجابها الذي تجعد وفُك جانب منه.

ثم لثوان قليلة جمدت فيها سورا تناظرها وكأنها ستصرخ أو ستصفعها لكنها كظمت غيظها بطريقة ما وتركتها ثم بخفة بظاهر أوقعت هاتف فريدة على الارض وداسته بكل غل لتحطمه، وافكارها تقول شيئا ما بلغتها لم تفهمه فريدة ، ثم خرجت مسرعة من الحمام واضعة هاتفها على أذنها، بعد أن ضغطت زر الإتصال فى هاتفها.

ظلت فريدة تراقب حركاتها المنفعلة ولحن أفكارها المستشيط غضبا ثم انحنت ترفع ضحية سورا من على الأرض تناظر شاشته المحطمة بشفقة.

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Where stories live. Discover now