6- مُهَرّجُ البَلاطُ

1.8K 230 102
                                    

"فريدة أظن أن عليك تغيير طريقة لباسك "

نظرت لها فريدة باستغراب وبعض الغضب، فتراجعت ملامح ميشيل تضيف:
" فف..فقط ليناسب ما حولك ،كما تعلمين أنت تتعرضين للعنصرية في معظم رحلات عملنا خارج البلاد العربية "

ردت فريدة : " ولما علي ذلك ؟ لم علي أن أتأثر أنا بعنصريتهم وأرضخ لها؟"

ميشيل بتوتر : " تعلمين ملابسك، أحيانا تلفت الإنتباه وأحيانا تثير غضب البعض "

فريدة ببرود : "وأنتِ؟ أتُغضبكِ ملابسي ؟ "

تفاجأت ميشيل، فما قالته لم يكن هكذا مقصده ، فأسرعت تصحح : " لا، أقسم لك، أنا أبدا لم أفكر بهذا ،أنتِ صديقتي منذ سنوات وأحبكِ كما أنتِ "

ابتسمت فريدة وقالت :" ملابسي لا تثير غضب أحد، هم فقط غضبهم ثائر ويريدون شيئا ليحمّلوه عليه، ومهما لبستُ سيظل هناك من يلعن، إذا ارتديت تنورة قصيرة، إذا اخفيت وجهي بحجاب طويل، إذا لبست الطويل على بنطال واسع، إذا لبست كما ألبس الآن ،دائما سيكون هناك عنوان ومسمى لما أفعله، فلما علي أن ألبس كمهرج البلاط؟! -ملابس ملائمة لكل جمهور- لما لا ألبس فقط ما يرضي خالقي ويرضيني؟!!"

زفرت بعمق وأكملت: " كما أنني توقفت عن نيل رضا الناس منذ وقت طويل ،في الماضي حاولت أن أُرضي شخصا ما، وندمت على ذلك مرات عديدة " تداركت كلماتها بابتسامة بسيطة، ثم غيرت الموضوع بتساؤل :
"متي تخططين أن تخبري جون عن مشاعرك تجاهه؟"

اتسعت عينا بدهشة ميشيل :
"كيف علمتي؟"

أجابتها ضحكة فريدة مكْملة :
"يا إلهي ،أنت حقا طفلة بريئة! بل تسآئلي من الذي لا يعلم؟"

مالت ملامحها للحزن و أطلقت تنهد طويل : "هو لا يعلم يا فريدة، هو لا يعلم "

قالت فريدة بنبرة حنونة :
"حسنا ، ألا يجب عليك أن تعرفي كيف تكتسبي حبه أولا قبل الحزن على فقدانه؟ أنت دائما ما تستبقين الأمور باستعجالك على النتائج قبل البدء حتى، سأساعدك " تواسيها ثم أكملت: " عليك التوقف عن مهاجمته كلما واتتكِ الفرصة "

قالت ميشيل بعفوية: "انني.. أنا لا أهاجمه، بل إنها محاولة يائسة؛ لكي يفتح فمه بأي كلمات توجه لي " بانكسار قالتها.

ردت عليها فريدة : " ميشيل يا عزيزتي، أعلم أنك تحبينه ولكن هناك طرق أكثر فائدة من هذه، لما لا تعامليه بطبيعية، كزميل أولا ثم كصديق ثانيا، تعلمين أنه عندما تعاملين الآخرين بروية وبطريقة عادية في سبيل تطور علاقتكم ببطئ يكون أفضل"

ردت ميشيل بطفولية، تشيح بكفاها:
" ماذا؟ ببطئ؟ لا، شكرا، لا أريد هذا أبدا "

ضحكت فريدة وقالت :" أنت حقا طفلة؛ يا ميشيل البطئ في العلاقات ليس سيئا أبدا، بل يتيح لكما أن تريا من بعضكما البعض ما لا يظهر في فترة التعارف الوردية؛ عندها سترين الجانب الغاضب والماكر وأيضا السيء "

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Where stories live. Discover now