28-زَوَاجُ مَدَنِيٍّ !!

1.3K 190 55
                                    

أقام محسن خلال فترة هروبه في وكر أحد شركاء عائلته في تجارة الممنوعات ، كان شريك ذا سلطة بالغة استطاع منح محسن مكان للاختباء وخدم وتابعين يعملون لأجله على مدار الساعة.

محسن بالنسبة له ليس فقط مستورد الممنوعات ،بل واجهة تصدير تجارة الآثار المهربة أيضا، لذا بالنسبة له ،محسن هو عميل مهم للغاية، ويجب أن يمده بكل ملذاته حتى يرضى!

ذلك القذر لم يكن ينتوي الخير أبدا ، كانت فريدة كنزه الذي سعى لدفنه بعيدا عن الأعين ،كنز لا حق له به أبدا.

وسع خِناق تابعه راميا له على الأرض وسأله بغضب :" وماذا فعلا بعدها؟ هل ذهبا لأي مكان آخر معا؟"

ظل الرجل على الارض يَسعُل ويفرك رقبته، ثم أردف يزدرد رمقه بخوف من نظرات المختل التي بدت على عيني محادثه : "نعم يا سيدي، خرجا معا بعد أن رنَّ هاتف كلا منهما "

زفر محسن يصر على أسنانه وعَقّب :" وما نتائج ما أخبرتك أن تبحث عنه؟ هل وجدت ما أردته ؟"

رد تابعه :" نعم يا سيدي، وجدت ضالتك ، وأظنها الأنسب من بينهم، هذه هي البيانات كلها"

أخذ محسن تلك الورقة من يده ، وما إن ناظرها حتى أظهر ابتسامة ماكرة خبيثة ، واشار له بيده أن يذهب ثم أخرج هاتفه ينقل رقم الهاتف من ورقة البيانات عليه .

قبل ذلك ببضع ساعات ، عندما قاطعهما صوت دقات رنين الهواتف، ما كان إلا أول دقات الفراق بينهما ، وآخر محطات رحلة عمل فريدة في كوريا ، جزء من دواخل صدرها أخبرها رنين الهواتف في الوقت نفسه لن يخرج إلا من أمرين إما فشل ذريع أو نجاح باهر في كِلا الحالتين كان المضمون هو نتيجة اختبار تجربة الاستثمار تلك التي سعوا لها منذ فترة حتى الآن ، ونهاية ما عاشته في تلك الأسابيع القليلة .

رفعت هاتفها وردت على ميشيل التي ظهر اسمها في جهة المتصل حين سمعتها تقول :

" مرحبا يا فريدة ، عليك أن تأتي إلى قاعة الاجتماعات في الحال هناك اجتماع طارئ"

وكأن ضرب قلبها قبضة قوية، ظنها في محله ،الاجتماع يعني النهاية، ثبتت نفسها هي تعلم من البداية أنّه لا مستقبل هنا ولا فائدة من كل هذا ، استدركت شرودها البسيط وردت : " حسنا سآتي، يا عزيزتي "

أغلقت المكالمة ونظرت تجاه رون الذي أنهى مكالمته منذ برهة وقالت : " هل نذهب معا؟"

رد بابتسامة منكسرة هو الأخر: " هل هو الاجتماع أيضا؟"

اومأت وقام الاثنان ومشيا معا بصمت يطفو على ظاهريهما ،ولكن مع ضوضاء تشابك أفكار من لغتين مغايرتين عن بعضهما لا يفهم كل منهما ما يقوله الأخر في ثنايا أفكاره التي يسمعها.

كل منهما يخاطر نفسه في أسى، كل منهما يواسي نفسه ويحاول أن يتماسك، ليس باليد حيلة!

فقط عَلِما يقينا أنّ الإجتماع الطارئ هو أمر من اثنين والأمران لهما المعنى نفسه .

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما Where stories live. Discover now