23-الزَّهْرَةُ

1.3K 189 73
                                    

قبل ساعات قليلة، يوهان انتفض رافعا رأسه بذعر من على سطح مكتبه الذي غفا عليه وهو يعمل كعادته ،أمسك هاتفه وهو يتمتم : يا إلهى ، الزهرة..... الزهرة على وشك أن تُقطف عنوة عليّ تحذيره!

في تلك الأثناء في أحد الشوارع المحيطة بمنطقة الفندق، كان رونج يُخرِج هاتفه من جيب سرواله، وينظر في شاشته ليرى من المتصل اللحوح الذي أعاد إتصاله للمرة الثانية ما إن إنتهت المحاولة الأولى.

ابتسم يجيب : مرحبا يا يوهان ،ليس من عادتك أن تتصل ليلا، هل اشتقت إلي أم ماذا ؟

يوهان بقلق زائد: الزهرة، بعد أن قالها استدرك يقول: رون ، من فضلك استمع لي جيدا، هناك سجل مناقصات هام عند فريدة أريده على وجه السرعة، ولا تعارِض.

رونج رد باستفسار: سجل مناقصات؟ وما الذي قد تفعله فريدة بسجل مثل هذا؟ أظنك مخطئ...

قاطعه يوهان يتحدث سريعا: طلبته من فرانسوا وقال إنه عندها، هل ارتحت الآن؟ من فضلك يا رون، أحضره الآن بأقصى سرعة، تحرّك من فضلك، فلتعدوا إن كنت بعيدا أرجوك هو أمر حياة أو موت.

رونج بسخرية: يوهان ما الأمر معك الآن ؟ سأحضره باكرا، الوقت متأخر الآن وأخشى أن تكون قد نامت بالفعل.

قال يوهان صارخا: لا لم تنم!! وإن لم تذهب أنت، سأذهب أنا، أو أجعل فرانسوا يرسل ذاك الفتى صاحب القلوب المتطايرة فوقه لها .- يقصد جون -

يوهان الذى رأى كل شئ وهو فى مدينة أخرى لم يكن أمامه سوى هذا التصرف ذا الحُجة الواهية، هو غير متأكد حتى من توقيت ما رآه حقا! ولكن قال محدثا نفسه ، ليس هناك خسارة إذا فعل ذلك وإذا غضبت فريدة ولم يكن هناك شيء سيبرر هو الأمر برمته.

عبس رون قليلا بعد صراخ يوهان غير المبرر، وكان على وشك المجادلة ثم ظن أنه لا فائدة، عندما تأتى الأفكار إلى يوهان لا يخرج من فقاعة عِناده إلا بعد إتمام المراد ، فاستدرك يقول:
حسنا، حسنا يا رجل، اهدأ أنا ذاهب، لقد وصلت بالفعل للفندق.

دخل بهو الفندق متجها للمصعد، يحاول أن يرتب أفكاره في كيفية إقناعها أنه أتى من أجل ذاك الملف فقط، قاطع تفكيره وصول المصعد للطابق المطلوب، كان يخطو فى الردهة متقدما لغرفتها، قبل أن يقترب كفاية سمعها، سمع استجدائها، وطلبها للنجدة، ليس أى نجدة إنها تطلب نجدته هو :

'رونج'

'أنا أناديك كما طلبت '

' أرجوك تعال '

' أرجوك قلت لي أن أناديك '

'أنقذني أرج......'

صُعق لكلماتها التي بدلت ملامح الشرود على وجهه إلى اندهاش ثم إلى ارتعاب خالص، شعر وكأن أحدهم أخترق صدره بقبضة حديدية، تحرك فزعا إلى بابها وأخذ يطرق عليه كمجنون، حتى سمعها تحادثه بما حدث من ذاك المختل.

《مكتملة》  ENIGMA  غامض انيجما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن