الفصل الأول

21K 428 78
                                    


#الفصل_الأول

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.

صلِ على النبي 3مرات

لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

**********

"مهما توارى الحُلم في عيني

وأرقني الأجل

مازلت ألمح في رماد العمر

شيئا من أمـَل ..

فغداً ستنبت في جبين الأفق

نجماتُ جديدة

وغداً ستورق في ليالي الحزن

أيامُ سعيدة "

فاروق جويدة

الساعة الآن الخامسة فجرًا ..

وسيارة فاخرة تنهب الطريق سيرًا، طريق خالِ من المبان إلا القليل جدًا منها، وتبدو أيضا مبان مهجورة وكأن لا يسكنها سوى الأشباح!، ومن معالمه يوحى بأنه طريق إلى عالمٍ آخر!.

حتى خيوط الشروق وهي تمتد ببطء بالأفق البعيد، تضحى غريبة وغامضة غموضا يضفي رهبة بالقلوب، وتضيء وكأنها خيوط عنكبوتية ملتهبة بالنيران، وتزين صفحة السماء المظلمة...!

ارتجف جسدها وهي تقود سيارتها وتبتلع ريقها بتوتر وخوفاً شديد، وملمس بشرتها بارد كالثلج، حتى كادت أصابعها تتجمد على عجلة القيادة.

وهنا عزمت أن تتوقف عن السير وإلا ربما أنتهى بها الأمر بحادث مروع وهي متيبسة الأطراف هكذا!.

وشعرت بمجرد وقوف السيارة أن معجزة قد حدثت واستطاعت السيطرة بعض الشيء، ثم اخرجت هاتفها وأجرت اتصال على صديقةً لها، صديقتها التي كانت صاحبة الاقتراح أن تأت لهذا المجهول وتقضي خريفها بهذا المكان الموحش!!.

اللعنة على الاقتراحات التي اودت بها إلى هنا، هكذا تمتمت بخوف وغضب بآنٍ واحد وهي تضغط بثقل على زر الاتصال، ولكن اكتملت المأساة واكتشفت أن لا توجد تغطية كافية لإجراء اتصال هاتفي من الأساس! ...فتنهدت بحنق وتساءلت:

_ أكمل هروب، ولا أرجع ويحصل اللي يحصل؟!.

رمت "جيهان"بعصبية هاتفها على المقعد بجانبها، ورمت رأسها ذو الشعر الأسود الطويل بأطرافه المصبوغة التي لا زالت على عهدها بذلك اللون الأشقر الجذاب على عجلة القيادة، وأشرورقت عينيها بالدموع قائلة:

_ أنا بكره نفسي، حتى الهروب بفشل فيه..؟!

وهنا انتبهت من جديد لذلك الصدى الذي يتردد بداخلها ليذكرها بسنواتها الماضية، وعذابها المحفور بداخل نفسها التعسة، وهروبها من كل شيء، هي هنا لتهرب من ذكريات تطاردها كالأشباح!.

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now