الفصل الحادي عشر

4.2K 326 34
                                    

#الفصل_الحادي_عشر

اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مرات

لم يندهش زايد من صدمتهم، فكيف وهو نفسه كاد أن يصدق للحظات ما قالته، ويصدق فرحتها التي لا يمكن أن يشك مخلوقا بها !!
فنظرت نوران لأبنها بسخرية وحقد، ثم قالت وهي تتصنع الابتسامة :
_ لا مالوش حق !

وكادت فرحة أن تتحدث وتتابع تلك المسرحية حتى وجدت أصابعها يتخللها أصابع يد زايد برفق ولطف شديد، وقال لها بابتسامة ونظرة عميقة :
_ خلاص موافق ... تعالي معايا أوريكي محضرلك إيه ..

وجذبها بتملّك اليه، ثم أخذها حيث غرفته بالطابق العلوي .. وجف ريق فرحة من التوتر والخجل ..

  ومن الممكن أن تعترف لمسة يد بما يحاول أن يخفيه القلب !
ارتجف جسد فرحة وزايد يأخذها من أمام الشمطاء زوجة أبيه " نوران" وأبنها الفاسد "هيثم " .. وتحت أنظارهما المحدقة فيهم بشرارات حقد وضغينة.

ولكنها مع ذلك غفلت عن كل شيء إلا عن لمسة أصابعه التي تحتوي أصابعها في أمان وحماية، كأنه يريد قول شيء بتلك اللافتة، حتى وقفا أمام باب غرفته الخاصة .. وشعرت فرحة بالرجفة تزداد حدة بجسدها .. ورغبتها في الهروب الآن كانت أشد حدة من رغبتها بمعرفة حقيقة ذلك الغامض.
ريثما أن نظراته المختلسة لها لا تنبئ إلا بالخطر .. خطرا على مقاومتها وعهدها مع نفسها حتى تعرف من هو، المجرم أم الضحية !!
وفُتح باب الغرفة فجأة، ومن شدة ارتباكها وشرودها لم تنتبه ليده اليسرى وهي تضغط على المقبض بقوة ويفتح الباب على مصراعيه .. وكانت عينيه تشير لشيء أعمق من ذلك ..
كأنه يرغب في فتح أبواب قلبه مجددًّا، ينتظر أدنى بادرة وإشارة ليهديها قلبه من جديد...
هكذا الحب الحقيقي يفعل بالرجال، يسير ضد تيار المفروض والأصح والعقل.
وظهرت تلك الغرفة التي تُعد مساحتها أكبر من مساحة شقتها القديمة بالكامل !! .. بها حمام كبير مرفق بها، وغرفة أخرى داخلية مخصصة لتبديل الملابس والخزانة .. وزاوية مُعدة خصيصا لتناول القهوة، بخلاف مقعدي الشرفة الزجاجية العريضة وطاولة خشبية تفصلهما ..
ولم يترك لها زايد المساحة لتفكر وتختار، بل جذبها من يدها للداخل، غدت بيده كالدمية يحركها كيفما شاء !
وابتلعت ريقها وهي ترتجف، وتظاهرت بتركيز في تفاصيل الغرفة والأثاث الفخم والسجاد الثقيل التي غاصت قدميها في فروته، ولكنها بالفعل اندمجت بعض الشيء في تلك الرفاهية الناعمة للأثرياء ! ..

ولكن مع ذلك يبدو المكان وكأن ينقصه الدفء والسكينة التي تشعر بهما في شقتها المتواضعة .. وفجأة اصبحت بين ذراعيه، بشرودها وتيهتها وتركيزها المشتت، وبكل شيء فيها .. وابتلعت ريقها بصعوبة وهي تنظر لعينيه العميقة وابتسامته التي وأن اعترفت .. ستعترف أنها ابتسامة جذابة .. تخلو من الخداع والكيد، ابتسامة كأنه للتو ربح شيء خسره لسنوات ماضية .. وعينيه التي تنبأ بالصدق قبل حديثه ... فقال بصوت يبدو أنه قصد أن يصدر خافتا:
  _ اللي يشوفك وأنتي بتعامليني كده ويسمع كلمة حبيبي منك، يفتكر أنك بتحبيني بجد يا كدابة..!

سيد القصر الجنوبي ..ج2 ... من قلبي وعيناك والأيام ...للكاتبة رحاب إبراهيم حسنWhere stories live. Discover now